البقاع اللبناني رهينة "شيعة الدولة" و"شيعة المقاومة"

  • 7/21/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - رصدت مصادر مطلعة سجالا يدور في كواليس ما يطلق عليه بالثنائية الشيعية، حزب الله وحركة أمل، من خلال واجهة النائب جميل السيّد. وأشارت المصادر إلى أن التغريدات التي أطلقها السيد مؤخرا والتي طالب من خلالها بتحقيق التنمية في البقاع، استخدمت تعبيرا يفرق بين “شيعة المقاومة” و”شيعة الدولة”، ما فهم أنه غمز من قناة حركة أمل، حزب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري. واعتبرت تغريدات السيد على موقعه في تويتر أن حرمان منطقة البقاع يقع على عاتق “شيعة الدولة”، أي على عاتق حركة أمل التي تشارك في السلطة منذ انتهاء الحرب الأهلية إثر التوصل إلى اتفاق الطائف عام 1989. وقد أثار موقف جميل السيد غضب جمهور حركة أمل ونوابها. وقد شهدت بعض المناطق الشيعية تظاهرات وقطع طرقات قام بها أنصار الحركة استنكارا لتصريحات السيد. وعلى الرغم من أن النائب محمد رعد، وهو رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” التابعة لحزب الله في مجلس النواب، قد أدان ما أسماه المواقف الفتنوية دون ذكر اسم السيد، إلا أن مراجع سياسية مراقبة استبعدت أن يقدم النائب السيد على خطوات منتقدة لحركة أمل ورئيسها بري دون حالة “عدم ممانعة” من قبل الحزب وقياداته، خصوصا أن اتهامات لبري في هذا الخصوص كان قد ساقها أثناء حملة الانتخابات النيابية إبراهيم أمين السيد رئيس المجلس السياسي لحزب الله. وجميل السيد هو لواء سابق كان يشغل منصب مدير عام الأمن العام اللبناني وهو معروف بقربه من النظام السوري الذي وفر له نفوذا استثنائيا داخل نظام الحكم في لبنان في زمن الوصاية السورية على البلد. وقد اعتقل السيد مع عدد من الضباط الأمنيين إثر طلب من لجنة التحقيق الدولية بقضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وأخلي سبيله بعد عدة سنوات لغياب أي أدلة تدينه. ويقول العارفون إن اسم جميل السيد لطالما تردد في عهد الوصاية السورية كبديل عن بري لرئاسة المجلس النيابي، وأن الحكم في دمشق كان يعتبره ذخيرة مضمونة الولاء داخل الطائفة الشيعية. ويضيف هؤلاء أن ترشح السيد كان بقرار من حزب الله أعلن عنه نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم، وأن فوز السيد في الانتخابات لم يكن ليتم لولا تجيير الحزب أصواتا كثيفة للسيد قدر عددها بحوالي 33 ألف صوت لتأمين وصوله إلى البرلمان. وفيما كان موقف حزب الله واضحا في دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد وفي القتال إلى جانبه، لم تشارك حركة أمل في الحرب السورية ونأى بري بالنفس عن الانخراط وحزبه داخل القتال بين النظام والمعارضة. وينقل عن مصادر سورية عتبها على بري لانتهاجه هذا الموقف ولعدم قيامه بزيارة العاصمة السورية على منوال ما يفعله حلفاء دمشق في لبنان. وترجح بعض الآراء أن تكون حملة جميل السيد ضد بري وحركة أمل مستندة على موقف إيراني سوري بتصفية الحساب مع بري استباقا للتسويات التي ترتب لمستقبل الحكم في سوريا. فيما ترى آراء أخرى أن الأزمة الحالية لا تعدو كونها طارئة سيجري تجاوزها لعدم استعداد حزب الله لخوض صراع سياسي داخل الطائفة الشيعية ولا سيما بين الثنائية الحريصة على متانة تحالفها وهيمنتها على أمور الطائفة السياسية والاقتصادية، خصوصا أن إيران والحزب يعيشان ضغوطا دولية متصاعدة هذه الأيام. وتخشى أوساط شيعية من انفلات الوضع بين الحزبين، ولا سيما أن الحروب الضروس التي خاضاها في الثمانينات من القرن الماضي ضد بعضهما البعض كلفت الطائفة آلافا من القتلى الشيعة ناهيك عن دمار أصاب المناطق الشيعية في الضاحية الجنوبية لبيروت كما في منطقتي الجنوب والبقاع اللبنانيين. وكان حزب الله قد حشد الجهد والمال وأعلن أمينه العام حسن نصرالله استعداده للنزول على الأرض شخصيا وزيارة القرى والمدن البقاعية لمنع حصول اختراق داخل لوائح الحزب في الانتخابات التشريعية الأخيرة في مايو الماضي. ومع ذلك تتحدث بعض التقارير أن عمليات تزوير شابت العملية الانتخابية في تلك المنطقة وأمنت فوز لوائح الحزب. وتقول مصادر من المنطقة أن غضبا عارما هيمن على المجتمع الشيعي البقاعي الذي يدفع أبناؤه ضريبة الدم في سوريا مقابل غياب الخدمات، وأن أهل المنطقة يحمّلون حزب الله مسؤولية ما آلت إليه الأمور. ويرى معلقون أن الحملة التي شنها السيد ضد أمل هدفها تبرئة حزب الله من تلك المسؤولية وشد غضب البقاعيين باتجاه بعيد عن الحزب وسوقه نحو الحركة ورئيسها نبيه بري. وأضاف هؤلاء أن حملة السيد تتجاهل حقيقة أن حزب الله منخرط بشكل كامل داخل نظام الحكم في لبنان منذ 2005 وشارك في كافة الحكومات المتعاقبة، كما تتجاهل حقيقة أن الحزب قد أبعد كل الإرادات السياسية التي كانت تخطط لإنماء البقاع بغية ترك المنطقة فقيرة تحتاج إلى عطايا الحزب وبالتالي إبقاءها خزانا بشريا لجهوده العسكرية.

مشاركة :