جدة ــ البلاد للعام الثاني على التوالي، يواصل نظام الحمدين السعي إلى تسييس ملف الحج، من خلال منع مواطني قطر من التسجيل بالرغم من التسهيلات التي تقدمها المملكة. فبعد أن خصصت المملكة مسارا إلكترونيا لاستقبال طلبات الأشقاء في قطر، حظرت سلطات الدوحة الوصول إلى الرابط لتمنع مواطنيها من أداء الفرض الخامس، وعلى الفور خصصت المملكة رابطًا إلكترونيا جديدًا، في إطار حرص المملكة على تسهيل إجراءات استقبال الحجاج القطريين، فقد أعلنت وزارة الحج أمس “الجمعة” عن تخصيصها رابطا إلكترونيا جديدا، لاستقبال أية طلبات للراغبين في أداء المناسك المقدسة في قطر. وأشارت الوزارة إلى أن الرابط الجديد هو (https://qh1.haj.gov.sa)، وأضافت الوزارة: إن تلك الخطوة “تأتي في إطار حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على تسهيل إجراءات قدوم جميع الحجاج، وتذليل كل العراقيل، التي قد تواجههم لأداء هذه الفريضة”. وكانت وزارة الحج والعمرة قد كشفت الأسبوع الماضي في بيان، عن تخصيص الرابط لخدمة حجاج القطريين، بعد عدم تجاوب وزارة الأوقاف القطرية. وقال البيان: “إلحاقا لبيان وزارة الحج والعمرة.. وما تضمنه بأنها ستحدد رابطا مباشرا للحجاج القطريين، بعد عدم تجاوب وتعاون وزارة الأوقاف القطرية مع الجهات المعنية في المملكة لإنهاء ترتيبات شؤون ومتطلبات الحجاج القطريين”. فيما تواصل قطر استعداء جوارها الخليجي بتوطيد علاقتها مع إيران، رغم أزمتها الممتدة مع دول الرباعي العربي الداعية لمكافحة الإرهاب منذ يونيو 2017، التي تهدف من خلالها الدول الأربع إلى كبح جماح سياسات الدوحة العدائية بالمنطقة، وقطع يدها عن دعم وتمويل تنظيمات إرهابية. وفي ظل عناد الدوحة ضد مطالب جوارها الخليجي والعربي وارتمائها في أحضان نظام الملالي، كشفت مسؤول إيراني عن نية قطر استيراد منتجات وسلع بروتينية، وخاصة لحوم الدواجن والطيور الحية من طهران. وأشار محمود حجتي، وزير الزراعة الإيراني، على هامش حضوره افتتاح أحد المشروعات لإنتاج الدواجن المجمدة في محافظة أصفهان وسط البلاد، أن الدوحة لديها رغبة في الحصول على منتجات غذائية إيرانية الصنع؛ بدعوى رخص أثمانها، على حد قوله. وزعم حجتي، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “ارنا”، أن أسعار الدواجن داخل الأسواق الإيرانية تعد الأرخص على المستوى الإقليمي، قبل أن يلمح إلى نية بلاده بالعمل على ترويج منتجاتها بكثافة في أسواق دول مجاورة، ولا سيما الحليفة منها؛ نظرا لقرب تطبيق العقوبات الأمريكية بعد الانسحاب من الاتفاق النووي. واعترف وزير الزراعة الإيراني بالضغوط التي تواجهها بلاده على المستوى الاقتصادي، زاعما أن طهران تواجه “حربا اقتصادية”، مطالبا المصنعين والمنتجين المحليين بتحسين جودة وكفاءة المنتجات المصدرة للخارج، بحسب قوله. وأفادت وسائل إعلام إيرانية رسمية، في مايو الماضي، عن تصدير أولى شحنات الفاكهة والخضروات من ميناء “شيوء” بمدينة بارسيان الواقعة في محافظة هرمزجان جنوب البلاد، إلى الدوحة، وسط سعى طهران لاستغلال السوق القطرية كساحة خلفية لانتشالها من أزمات اقتصادية مثل البطالة، والركود الاقتصادي، والتضخم. وبلغت قيمة تلك الشحنة نحو 10 مليارات ريال إيراني، حيث وصل حجمها إلى نحو 200 طن من الفاكهة والخضروات مثل الخيار، والباذنجان، والقرنبيط، والفلفل الحلو. وشكلت إيران لجنة خاصة لتسهيل الصادرات مع قطر في محافظة بوشهر الواقعة جنوب البلاد؛ فيما التقى مؤخرا محمد علي سبحاني، السفير الإيراني لدى الدوحة، تجار ورجال أعمال إيرانيين، داعيا إياهم إلى تحسين جودة السلع المصدرة للدوحة، مؤكدا أن قطر تسعى لمزيد من السلع والبضائع الإيرانية، على حد قوله. وتفجرت فضيحة كبرى في نوفمبر بشأن الصادرات الواردة من طهران إلى الدوحة، إذ أشارت صحيفة “كيهان” اللندنية، إلى وجود عمليات احتيال تورط بها رجال أعمال إيرانيون خلال صفقات الواردات الغذائية إلى قطر، بهدف إغراق الأسواق بها، إلى جانب وجود كميات كبيرة من البضائع الفاسدة بين الشحنات المصدرة.
مشاركة :