مدريد د ب أ سحب القضاء الإسباني طلبه الأوروبي بتسليم الزعيم الكتالوني كارلس بوجديمون الموجود حاليًا في ألمانيا، والذي نظّم استفتاء الأول من أكتوبر الماضي حول انفصال الإقليم الإسباني عن البلاد. وقالت المحكمة العليا في إسبانيا، إنَّ القاضي بابلو يارينا الذي يتولَّى التحقيق بشأن بوجديمون قرَّر سحب طلب تسليم رئيس الوزراء السابق في إقليم كتالونيا، وذلك حسبما أفادت المحكمة، الخميس في العاصمة الاسبانية مدريد. وطلبت إسبانيا من ألمانيا تسليم بوجديمون حيث ألقي القبض عليه بناءً على أمر التوقيف. وكانت محكمة ولاية شليسفج هولشتاين شمال ألمانيا قد قضت مؤخرًا بقانونية تسليم بوجديمون بسبب اتهامه في بلاده بالاختلاس، ولكن ليس بسبب تهمة التمرد وهي التهمة الرئيسية التي يوجهها له القضاء الإسباني. وبناءً على حكم المحكمة الألمانية، لم يعد بإمكان هيئة الادعاء الإسبانية ملاحقة بوجديمون على خلفية تهمة التمرد، التي تصل عقوبتها إلى السجن 30 عامًا كحد أقصى، إذا تم تسليمه إلى إسبانيا. وكانت المحكمة العليا في مدريد قد أكدت أواخر حزيران/يونيو الماضي أنها فتحت قضايا ضد بوجديمون و 14 سياسيًا انفصاليًا آخر في كتالونيا بتهمة التمرد والاختلاس والعصيان المدني. وحسب البيانات الرسمية فإن القاضي يارينا سحب أيضًا طلبات التسليم الأوروبية ضد خمسة انفصاليين آخرين انتقلوا إلى خارج البلاد مع الإبقاء على أوامر الضبط والإحضار الإسبانية مما يعنِي عدم قدرة المعنيين على العودة للبلاد. وجاء في بيان عن المحكمة الإسبانية العليا أن محكمة ولاية شليسفيج هولشتاين قوضت قدرة القاضي يارينا على التصرف كقاضِي تحقيقات. ويتهم القاضي القضاء الألماني بـ"قصور في التعاون" ولكنه يعتزم رغم ذلك التخلي عن إشراك محكمة العدل الأوروبية في هذا الشأن. وانتقل بوجديمون إلى بروكسل في خريف عام 2017 بعد أن رفضت الحكومة المركزية في إسبانيا نتيجة الاستفتاء على استقلال إقليم كتالونيا ثم ألقي القبض عليه في الخامس والعشرين من مارس في ولاية شليسفيج هولشتاين شمال ألمانيا بالقرب من الحدود مع الدنمارك أثناء عودته من رحلة إلى إسكندنافيا. واحتجز بوجديمون(55 عامًا) فترة قصيرة في السجن بمدينة نويمونستر بالولاية قبل أن يطلق سراحه فيما بعد بشروط. وقال بوجديمون في وقت سابق من الخميس، إن سحب القضاء الإسباني لمذكرة توقيف أوروبية ضده يوضح "ضعف" التهم الأولية التي وجهت إليه. وكتب بوجديمون عبر موقع تويتر: "إن سحب مذكرة التوقيف الأوروبية دليل على الضعف الهائل للحجة القانونية". وأضاف: "إن إلغاء الاحتجاز الذي يسبق المحاكمة يعد إشارة إلى أنَّ القضاء الإسباني بدأ يتصرف مثل الأوروبي". كانت السلطات الإسبانية أعلنت اليوم، أنها لم تعد تسعى إلى ترحيل ألمانيا لبوجديمون، الزعيم الانفصالي الكتالوني السابق الذي نظم استفتاء الأول من أكتوبر حول انفصال الإقليم الإسباني عن البلاد. والآن بعد أن بات بوجديمون قادرًا على التحرك بحرية في جميع أنحاء أوروبا، باستثناء إسبانيا، حيث لا يزال يواجه الاعتقال بناء على مذكرة قضائية وطنية، فإنّه سيعود إلى بلجيكا، حسبما نقلت وكالة بيلجا للأنباء عن محاميه بول بيكارت. كما أكد ألبرت باتيت، الناطق باسم حزب بوجديمون المؤيد للانفصال "معًا من أجل كتالونيا"، أن الرئيس السابق سيعود إلى ووترلو، /15 كيلومترًا جنوب بروكسل/، حيث استقرَّ قبل أن تحتجزه السلطات الألمانية. وإلى جانب سحب مذكرة الاعتقال الأوروبية بحق بوجديمون، أبطل القاضي بابلو يارينا أيضًا مذكرات اعتقال صادرة بحق خمسة سياسيين آخرين موالين للانفصال وهم: أنطونيو كومين، ولويس بويج، وميريتكسيل سيريت وكلارا بوستاني ومارتا روفيراثات. وكان بوجديمون والعديد من نوابه قد فرّوا من إسبانيا بعد الاستفتاء لتجنب الاعتقال. وعلى الرغم من استقراره في بادئ الأمر في بلجيكا، تم القبض عليه في ألمانيا في 25 مارس، وذلك بعد عبور الحدود الدنماركية في طريقه بالسيارة عائدًا من فنلندا بعد مشاركته في إحدى الندوات إلى بروكسل
مشاركة :