لماذا تشجع الجماهير الرياضية العربية الفرق الأجنبية بحماس؟

  • 7/21/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

سؤال رياضي يطرح على ألسن الكثيرين في مجتمعاتنا العربية، ممن ليس لهم اهتمام كبير بمباريات كرة القدم على وجه الخصوص، لماذا الجماهير الرياضية العربية ليس لها الحماس في تشجيع فرقها العربية بخلاف ما تقوم به بالنسبة إلى الفرق الأجنبية؟ هذا السؤال مشروع ومنطقي ولا يمكن لأحد الاستخفاف به، ويحتاج من الجهات المعنية بتطوير وتنمية الرياضة في عالمنا العربي أن تجري دراسات جدية ومستفيضة لهذا السلوك الجماهيري الغريب، هل الأسباب نفسية أم ذوقية أم فنية؟ الكل شاهد على الشاشات الفضائية العربية والأجنبية الرياضية مباريات كأس العالم في كرة القدم التي أجريت في روسيا الاتحادية مؤخرا، وشاهدنا حماس الجماهير العربية منقطع النظير للفرق الأجنبية التي لا تربطها معها أي صلة، لا اللغة ولا في العادات ولا في التقاليد، وأكثر من هذا وذاك شاهدنا الشجارات والاشتباكات العنيفة في إحدى الدول العربية التي حدثت بين مشجعي تلك الفرق الأجنبية التي ليس لهم فيها ناقة ولا جمل كما يقولون، ورأينا في بعض الليالي التي تجرى فيها مباريات بين الفرق الكبيرة، مثل فرنسا وألمانيا والأرجنتين وإسبانيا والبرازيل وبلجيكا وكرواتيا، تخلوالشوارع والأسواق من الناس ويقل عدد المصلين في المساجد وغيرها من الأماكن الاجتماعية، ويكون الحديث السائد في كل مكان يكونون فيه بعد انتهاء كل مباراة، عن الفرص الضائعة ومستوى اللعب والتحكيم بوجه عام، ويناقشون بحماس الأخطاء التي حدثت في المباراة، سواء كانت من اللاعبين أو المدربين أو الحكام. مع ذلك الاهتمام البالغ من الجماهير العربية بأداء الفرق العالمية الكبيرة، لم تضع الفيفا أي جماهير رياضية عربية من ضمن أفضل عشرة جماهير رياضية، نعود ونقول ما الذي جعل الجماهير العربية تتجه إلى تشجيع الفرق الأوروبية خاصة وتهمل فرقها العربية؟ هناك من يقول إن السبب يكمن في إدارات الفرق العربية، والبعض يقول إن السبب هو أن اللاعب العربي لا يمتهن كرة القدم، وإنما جاعلها أمرا ثانويا في حياته، فهو موظف في دائرة حكومية أو خاصة دوامه اليومي ثماني ساعات، وفي الوقت نفسه يُطلب منه حضور التدريبات بشكل منتظم، ومطلوب منه أداء عالٍ وتمثيل فريقه وبلده بأفضل ما يكون، لا ينظر إلى نفسيته ولا معنوياته في أحايين كثيرة. الكثير من اللاعبين لديهم طموحات كبيرة في المجال الرياضي، لكن الظروف الصعبة التي يعيشونها لا تجعلهم يحققونها بالقدر المطلوب، ترى أكثرهم يلعبون وهم يفكرون في مشاكلهم المالية والسكنية والوظيفية، فتركيزهم في اللعب يكون مشتتا، قد يقولون إن هناك بعض الدول العربية تعمل على تمهين اللاعب وتوفر له كل سبل الراحة والبيئة المناسبة لممارسة اللعب، وتختار له أفضل المتدربين في العالم، وتعطيه الامتيازات الكثيرة، مع هذا لا تحقق فرقها النتائج المرجوة منها. السؤال: كم نسبة الدول العربية التي تعمل على تمهين لاعبينها في مختلف الألعاب الرياضية؟ لو بالغنا سنقول إنها تعد على أصابع اليد الواحدة، الكثير من المهتمين بالشأن الرياضي يقولون إن الخلل إداري بالدرجة الأولى، فلو يتم تشكيل الإدارات الرياضية في الوطن العربي بحرفية، بعيدا عن المصالح الشخصية والمحسوبيات الضيقة، لكان وضع الرياضة العربية أفضل بكثير من وضعها في الوقت الحاضر، والدليل أن الكثير من اللاعبين العرب المغمورين في بلدانهم عندما ذهبوا إلى البلدان الأوروبية أثبتوا وجودهم رياضيا على مستوى العالم، وأصبحوا سببا رئيسا في إحراز النتائج للفرق التي يلعبون معها، والأمثلة على ذلك لا حصر لها، فالخلل ليس في مهارة اللاعب العربي ولا في قدراته البدنية، وإنما الخلل في طريقة استثماره الاستثمار الأمثل، كما تفعل الدول الأوروبية مع لاعبيها. نأمل أن تلتفت الدول العربية إلى هذا الموضوع، وتعمل على إيجاد سياسة جديدة في إدارة الرياضة في بلدانها؛ لكي تتمكن من منافسة أكبر الفرق العالمية، فالرياضيون هم سفراء لبلدانهم، فإذا أحسنت أوطانهم تأهيلهم رياضيا تأهيلا حرفيا، سيحققون لها أعلى المراكز في كل المحافل الرياضية العربية والعالمية، وسيرفعون راياتها عاليا على المنصات الرياضية العالمية، وأما إذا ما بقيت تتعامل مع الرياضيين على ما هي عليه الآن، لا تنتظر منهم أي نتائج متقدمة في أي نوع من الرياضات، فالكل في عالمنا العربي يعرف الأسباب التي تؤدي إلى تخلف الرياضة العربية، لكن قليلا منهم الذين يعملون بتردد شديد في تغيير الواقع الذي يسهم بشكل مباشر في إعاقة الرياضة العربية. ] سلمان عبدالله

مشاركة :