أعلنت وزارة الصحة لـ»لوطن» عن فرض عقوبات لمن يقدم خدمات تجميلية للأطفال دون موافقة ولي الأمر، معتبرة الأمر مخالفة صريحة تستوجب العقاب، مشددة على أنها تباشر أي بلاغات تتلقاها بخصوص المخالفات الصحية في الأماكن السكنية ويرها من المحلات التجارية بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة. وأوضحت طبيبة التجميل الحاصلة على الزمالة السعودية من جامعة تورنتو الدكتورة فاطمة الصبحي أن الإقبال على التجميل لم يختلف عن سابق عهده، وأن ما يحصل حاليا ليس أكثر من تطور بسيط مع زيادة في معرفة ووعي الناس بالتجميل، وكذلك عدم انحصاره على شريحة اجتماعية بعينها، مؤكدة أنه بات مادة دسمة للنقاش في أوساط المجالس. وأضافت «لا يقتصر رواد العيادات على عمر معين، بل هناك إقبال من جميع الأعمار، وتوجد للأسف حالات لأطفال تحت السن القانونية (أقل من 18 سنة)، كما أن هناك أيضا قبولا من بعض الأطباء لإجراء خدمات تجميلية لهم رغم أنها لا تكون ضرورية». واستطردت «بعض الحالات تحت السن القانونية لديها تشوهات خلقية أو شلل عصبي في عضلات الوجه، ونحتاج أحيانا لاستخدام الفلر والبوتكس في هذه الحالات نظرا لما تقتضيه الضرورة، ولما لها أثر كبير على نفسيتهم كأطفال». فروقات كشفت الصبحي أن هناك نوعين من الأطباء المختصين بالتجميل، وهما جراح التجميل الذي يحمل بوردا أو شهادة تخصص لجراحة التجميل، وهؤلاء يمكنهم تخصصهم من ممارسة جميع الجراحات التجميلية نظرا لكونهم على دراية وخبرة بكيفية التعامل مع المضاعفات. وهناك أطباء الجلدية الذين حصلوا على بعض الدورات، ويسمون بجراحي الجلد، وهم الأكثر خبرة في الليزر والحقن، لكن ينقصهم التدريب والتأهيل الكافي لإجراء عمليات الشد والشفط والنحت، وكذلك الحقن الكبير التي تكون تحت التخدير العام. ويوجد بين هؤلاء وهؤلاء لغط كثير وأشخاص غير أكفاء يدعون الانتماء لتخصص التجميل، مضيفة هناك عيادات تجميلية مرخصة من وزارة الصحة، وهناك صالونات تجميل تحصل بها مشاكل كبيرة، مناشدة وزارة الصحة بفرض رقابة شديدة على العيادات وأطباء التجميل. مواد وأضرار حذرت الصبحي من الأضرار التي تسببها بعض المواد المستخدمة للتجميل، فهناك حقن ذاتي بالدهون، وهناك مواد غير دائمة لا تخلف ضررا على المدى البعيد، وهناك مواد دائمة جاهزة، ومعظمها مضر ويصعب إزالته لاحقا. ونصحت الصبحي السيدات خصوصا بعدم التغيير مواكبة مع الموضة السائدة فقط، مشيرة إلى أهمية الإقدام على التجميل بنفسية متزنة، مؤكدة أن هناك فئات كثيرة من المجتمع ما زالت ترفض التجميل وتتقبل نفسها وشكلها على الرغم من عيوبها البسيطة وتقدمها بالعمر. تقنين أكد المحامي صالح الدبيبي لـ»لوطن» أن الأعراف الدولية التي وقعت عليها المملكة تؤكد أن من لم يبلغ عمره الـ18 يصنف على أنه طفل، ولا تجب المباشرة بأي تدخل تجميلي له دون إذن وليه، وقال «من غير المنطقي أن يتردد شخص بهذا العمر على مراكز التجميل لوحده، وحتى ممارسة هذه المراكز لمن تجاوز هذه السن يجب أن تكون مقننة ومضبوطة»، مطالبا وزارة الصحة بتفحص شهادات أطباء التجميل ورخص المزاولة، وكذلك التحقق من جودة ونوعية المواد المستخدمة ووضع غطاء قانوني للمطالبات لدفع الضرر الذي يدخل جميع الأطراف في مشاكل قضائية لاحقا.
مشاركة :