انقلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على مجلس الاحتياط الفيدرالي، في موقف نادر يستهدف فيه البيت الأبيض المصرف المركزي الذي يؤكد باستمرار استقلاليته. ويقود الفيدرالي جيروم باول، الذي عينه ترامب في 2017، ليحل مكان الرئيسة السابقة جانيت يالين (71 سنة) التي انتهت ولايتها، ووصف الرئيس الأميركي باول بأنه «قوي وملتزم وذكي»، ويتحلى بـ «الحكمة و(الروح) القيادية لتوجيه» الاقتصاد الأميركي. وأشار إلى ان باول، وهو مصرفي سابق، سيجلب معه «تجربة تجارية فريدة». واعتبر اختياره أحد أهم القرارات الاقتصادية لولاية ترامب. وبتعيين باول يكون ترامب أول رئيس منذ نحو 40 سنة، لا يمدد ولاية رئيس المجلس الذي عينته الإدارة السابقة. ويتفق الجمهوري باول البالغ من العمر 64 سنة مع آراء الإدارة الأميركية بخصوص تخفيف القيود، وهو محام ومصرفي الأعمال السابق والمليونير، وهو كذلك أحد حكام المجلس منذ عام 2012 إبان ولاية الرئيس الديموقراطي باراك أوباما. وأدت تصريحات ترامب إلى تراجع سعر الدولار وانخفاض اسواق المال في آسيا. وقال ترامب في مقابلة مع محطة «سي أن بي سي»: «لست راضياً» عن السياسة النقدية التي ترفع أسعار الفائدة تدريجياً، «لكن في الوقت ذاته، أتركهم يفعلون ما يعتقدون أنه الأفضل». وبعدما أكد أنه اختار «رجلاً جيداً جداً» لرئاسة المجلس، قال ترامب أنه «ليس مسروراً» بسياسته النقدية. وقال «لأننا نشهد نمواً، يريدون أن يرفعوا مرة أخرى أسعار الفائدة. لست راضياً عن ذلك». ودان الرئيس الأميركي ارتفاع سعر الدولار أيضاً بسبب آفاق زيادة الفائدة والنزاعات التجارية. وقال «انظروا إلى سعر اليورو، إنه يتراجع، والصين عملتها تنخفض سريعاً. هذا يضعنا في وضع لا يخدم مصلحتنا». وبهذه التصريحات، يخرق ترامب مرة أخرى الأعراف السائدة بأن يحترم الرئيس الأميركي استقلالية قرارات مجلس الاحتياط الفيدرالي. وفي طوكيو، فتحت البورصة على تراجع بعد أربع جلسات من الارتفاع. وتراجع مؤشر نيكاي 0.05 في المئة لأسهم 225 شركة كبرى إلى 22754.17 نقطة، بينما خسر مؤشر توبيكس لكل الشركات 0.02 في المئة ليصل إلى 1749.18 نقطة. وينوي المجلس الذي بدأ منذ سنتين عملية خروج من سياسة الفائدة المعدومة، أن يرفع معدل الفائدة الأساسي تدريجياً مرتين هذه السنة لتبلغ 2.50 في المئة بدلاً من 2 في المئة اليوم. وقال عمر ايسينر الذي يعمل في «كومونولث فورين اكستشينج» إن تصريحات ترامب «مهمة لأنها تخرق تقليداً احترمه في شكل صارم الرؤساء السابقون وهو استقلالية البنك المركزي للولايات المتحدة». وأضاف: «الدولار تأثر خصوصاً بتصريحات ترامب التي رأى فيها أن قوة الدولار مقابل اليورو والعملة الصينية يشكل عائقاً كبيراً أمام الاقتصاد الأميركي»، مشيراً إلى أن الرئيس ترامب ووزير الخزانة ستيفن منوتشين كانا قد أشادا في الماضي بدولار ضعيف. وتابع أن «أي اشارة أخرى إلى أن الإدارة تعتبر الدولار سلاحاً في ترسانتها في الحرب التجارية يمكن أن تؤثر في شكل واضح (على الدولار) في المستقبل».
مشاركة :