يحل اسم الكاتب الراحل محمود دياب ليعتلى عنوان الدورة الحادية عشرة للمهرجان القومي للمسرح، الذي انطلقت فعالياته أول أمس الخميس الماضي، وتستمر حتى 2 أغسطس المقبل، على 13 دار عرض بمسارح القاهرة، ويعتبر المهرجان هو النافذة التي نطل منها على كل منتج إبداعي في كافة الأقاليم والقطاعات، ويظل محمود دياب حاضرا بكتاباته الإبداعية في الحركة المسرحية رغم رحيله."البوابة نيوز" تستعرض شهادات المسرحيين حول تجربة الكاتب المسرحي محمود دياب.من جانبه قال المؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة، إن الكاتب محمود دياب أحد رواد التأليف المسرحي في ستينيات القرن الماضي، ويحسب له مشاركته مع أبناء جيله من المبدعين في مجال الكتابة المسرحية، وفي مقدمتهم كل من "ألفريد فرج، نعمان عاشور، سعد وهبة، نجيب سرور، ميخائيل رومان، شوقي عبدالحكيم، لطفي الخولي، علي سالم" في تحقيق نهضة الستينيات المسرحية، والتعبير عن الواقع المصري ومتغيراته آنذاك، والانحياز إلى الجموع والدفاع عن مكاسب ثورة 23 يوليو، وكذلك الدعوة إلى القومية العربية.وأضاف "دوارة"، أن لكل كاتب مسرحية متميزة أو بعض المسرحيات التي تعتبر درة أعماله لكن الأمر يختلف مع المبدع محمود دياب، فإذا لم يكتب سوى رائعته "أرض لا تنبت الزهور" لحققت شهرته وحجزت له مكانة متفردة، وفي حقيقة الأمر كل عمل من أعماله الأخرى يمكن أن ينافسها في تلك المكانة، وتابع: لنتذكر على سبيل المثال لا الحصر روائعه المسرحية "الغرباء لا يشربون القهوة، باب الفتوح، الزوبعة، ليالي الحصاد، رجال لهم رؤوس"، وجميعها تؤكد انتمائه القومي ودفاعه عن القيم النبيلة، كما تؤكد مهاراته في صياغة حبكة محكمة الصنع وأيضا تقديم أشكال جديدة أكثر قدرة على تحقيق التواصل مع مختلف فئات الشعب. وأكد "دوارة"، أن هذه المكانة المتفردة له كأديب مبدع لم يكن يستطيع تحقيقها إلا باهتمامه المبكر بالأدب والفكر وقضايا وطنه منذ الصغر، ثم دراسته الجامعية حيث التحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة وتخرج منها عام 1955، وتتويج ذلك بكثير من القراءات وخاصة في الأدب الروسي الذي تأثر به كثيرا. وأشار "دوارة"، إلى أن أول أعمال محمود دياب الأدبية قدمت عام 1960، وهي قصة "المعجزة" التي حصلت على جائزة مؤسسة المسرح والموسيقي، ثم تابعها بمجموعة من القصص القصيرة بعنوان "خطاب من قبلى"، وحصل بها على جائزة نادى القصة عام 1961، وكانت بدايته مع المسرح عندما قدم مسرحية البيت القديم عام 1963 والتي حازت على جائزة المجمع اللغوي المصري. يكر أن جميع مسرحياته تقدم حتى الآن بجميع تجمعات الهواة بالعاصمة والأقاليم وبعدد كبير من الدول العربية. وهو في جميع كتاباته يحمل على عاتقه هموم المواطن العربي البسيط، وفي نفس الوقت تحمل أفكارا قومية خالصة وتتضمن تصورات شاملة عن حال العالم العربي.
مشاركة :