لندن – يشير بحث إلى أن تناول الكثير من الأطعمة الدسمة هو السبب الوحيد لزيادة الوزن، وليست المشكلة في الكربوهيدرات. وذكرت صحيفة “ميل أونلاين” البريطانية أن العلماء أعربوا عن حيرتهم لسنوات عما إذا كانت الدهون أم البروتين أم الكربوهيدرات هي المسؤولة عن زيادة محيط الخصر. ولكن التجارب التي “لا لبس فيها” على الفئران تشير إلى أن الدهون هي سبب المشكلة لترفع بهذا المسؤولية عن المتهمين المفترضين الشائعين لفترة طويلة مثل الكربوهيدرات والبروتين. ووجد العلماء أن الفئران التي تناولت الأنظمة الغذائية الدسمة اكتسبت أغلب السعرات الحرارية نظرا لأن الدهون تحفز مراكز المكافأة في المخ. وقاد الباحثون في جامعة أبردين والأكاديمية الصينية للعلوم دراسة تعد الأكبر من نوعها حول القوارض. وقال البروفيسور جون سبيكمان الذي أشرف على الدراسة إن النتائج الجديدة تقدم “مفتاحا جيدا” في ما يتعلق بما قد تفعله الأنظمة الغذائية المختلفة للبشر. وجرى إخضاع الفئران لـ30 نظاما غذائيا مختلفا على مدار فترة ثلاثة أشهر وهو ما يعادل تسع سنوات بالنسبة للبشر. واختلفت كلها في محتواها من الدهون والكربوهيدرات والسكر والبروتين. وقال سبيكمان “نتيجة هذه الدراسة الهائلة لا لبس فيها، والشيء الوحيد الذي جعل الفئران تصاب بالسمنة، هو تناول المزيد من الدهون في أنظمتها الغذائية”. وأضاف “يبدو أن آثار النظام الغذائي الدسم ناتجة عن أن الدهون الفريدة في النظام الغذائي حفزت مراكز المكافأة في المخ وحفزت تناول المزيد من الطعام”. أما الفئران التي تغذت على الأنظمة الغذائية المليئة بالكربوهيدرات، بما في ذلك 30 بالمئة من سعراتها الحرارية قادمة من السكر، لم تكسب أي وزن ملحوظ. وكشفت الدراسة التي نشرت في دورية “سيل ميتابوليزم” أن مزج السكر مع الدهون لم يكن له أثر سوى تكوين دهون فقط. كما سخر البروفيسور سبيكمان وزملاؤه من الاعتقاد الشائع بأن الأنظمة الغذائية منخفضة البروتين يمكنها أن تحفز على تناول قدر أكبر من الأطعمة. وكشفوا أنه “لا يوجد دليل” على أن الأنظمة الغذائية القائمة على البروتين المنخفض، شجعت الفئران على تناول المزيد من الطعام. وخلال الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضي، كان من المقبول على نطاق واسع أن العامل الأكثر أهمية في زيادة الوزن هو محتوى الدهون في غذائنا. غير أنه في مطلع القرن أشار العلماء إلى أن هذا التركيز على الدهون كان في غير محله، وأن العامل الرئيسي في السمنة هو الكربوهيدرات المكررة. وذكر الموقع الألماني دويتشه فيله، أن من بين كل المواد الغذائية الرئيسية تتمتع البروتينات بميزة خاصة، فهي مختلفة عن الكربوهيدرات النشوية وعن الدهون من حيث إنها لا تقوم بتغطية حاجة الإنسان من الطاقة بل تُستَخدَم لبناء جسم الإنسان، مثلا على شكل خلايا العضلات أو على شكل إنزيمات التمثيل الغذائي، ولذلك فإن البروتينات لا يتم تخزينها في الجسم على شكل دهون. وللبروتينات عامل إيجابي آخر، فإذا تم الاستغناء مساء عن النشويات (الكربوهيدرات) مثل الخبز والرز والخبز والمكرونة، وإذا تم أكل وجبات غذائية مسائية محتوية على البروتينات وتناول عشاء غني بالبروتينات فإن ذلك كله يحفّز إفراز هرمون النمو في جسم الإنسان، وهذا الهرمون بدوره يعمل على صرف الطاقة وحرق الدهون في الجسم وعلى جعل النوم هادئا وذلك خلال الليل بأكمله. وبما أن وظيفة البروتينات هي أنها مادة بناء للجسم من أجل دعم بنية الجسد الذاتية، فإن البروتينات تخضع لعمليات تغيير وتعديل وهدم وبناء داخل الجسم، والطاقة المستهلكة في هذه العمليات البيولوجية تُستَمد بشكل كبير من خلال حرق دهون الجسم. كما أن 25 بالمئة من محتوى السعرات الحرارية المستمدة من البروتينات يتم استهلاكها وإطلاقها على شكل حرارة أثناء هذه العمليات الحيوية، وبذلك يتم إنقاص المخزون الإجمالي من سعرات الجسم الحرارية. وبالإضافة إلى ذلك فإن البروتينات تعمل على إشباع الجسم. فعند تناول البروتينات يتم إفراز هرمون اسمه “ببتديد واي واي”، وهذا الهرمون له تأثير مسكِّن للجوع.
مشاركة :