في الليلة التي سبقت نبأ تكليفكم بالوزارة كتبت على صفحتي في تويتر بعض التغريدات التي تشير إلى ممارسات سيئة من إدارة المجمع الصحي بالدمام . أرسلتها إلى معالي الوزير المكلف سابقاً، وقد وصلني ما يشير إلى الاهتمام بها من صفحة الوزارة غير أني لا أدري إن كانت لقيت الاهتمام الإداري المطلوب أم كان ذلك الرد المهذب من صفحة الوزارة مجرد تطمين ؟ ولهذا أعيد نشرها هنا لأني على ثقة من صحتها فقد وصلتني من بعض الموظفات الإداريات بالمستشفى فقمت بعرضها على بعض الأطباء فأكدوا لي صحتها، بل وزادوا عليها همومهم وهموم مرضاهم . اليوم يتطلع الجميع إلى دوركم المنتظر في معالجة كثير من المساوئ في كل الشأن الصحي عامة . إن مجمع الدمام الطبي يعاني خللا إداريا واضحا يتفاقم كل يوم ولم يعد خافياً على الموظفين والمراجعين الذين سمع أحدهم يوما من المدير عبارة : ( احمد ربك أنك تعالج عندي ) عندما اشتكى أمام بعض الموظفين من سوء التعامل معه !! من المؤسف أن يكون هذا حال من وُلي إدارة مشفى ضخم ورئيس في المنطقة في حين يفترض أن ينشغل بمعالجة كل نقاط الضعف الإدارية والطبية بدلاً من الانشغال بصناعة كل ما من شأنه أن يضيق على الموظفين والإداريين والمرضى . فالمريض يشتكي من سوء الخدمات، والموظف يشتكي من تدني مستوى الإدارة واحقاق الحق والعدالة بينهم، والأطباء يحملون هم مرضاهم الذين يعانون طول لائحة الانتظار في العمليات، بل إن غرف العمليات توقفت عن العمل لمدة ستة أسابيع حين ألغي جميع العمليات باستثناء الطارئ منها التي طلب من الأطباء أن يجروها على مسئوليتهم نظراً للضرر المتوقع على المريض من حرارة الغرف !! ناهيك عن سوء أوضاع قسم الاسعاف والفوضى الضاربة فيه، وتدني مستوى الخطمة الغذائية للمنومين، كل تلك المشاكل وغيرها والإدارة مشغولة بتعيين المقربين والمنافقين في مهام الإشراف على الأقسام بهدف الحصول على بدل الإشراف البالغ ٥٠٠٠ ريال رغم عدم مناسبة تخصصاتهم للأقسام التي يكلفون بها !! فأي الأمور أولى بالانشغال ؟ أتلك أم غيرها من الأمور التي تسهم في التضييق على الآخرين، فالموظفة التي تعمل في إدارة ما من الإدارات الهامة قد تجد نفسها فجأة موظفة استقبال حتى لو كانت خبرتها في عملها تزيد على عشرين عاماً . أو تصر تلك الإدارة على نقل الموظفات من استقبال النساء إلى استقبال الرجال دون حاجة إلا إذا كان الهدف هو دفعهن لرفض العمل ليتسنى لهم إحلال من يريدون كبديلات !! واليوم برزت حلقة أخرى من حلقات التضييق عندما منعت الموظفة الدارسة من الإجازة التي تمنح استعداداً للامتحانات وهو اجراء متبع في كثير من مؤسسات الدولة بعد قرار حكومي واضح في هذا الشأن . لقد أصبح الجو العام في المجمع بيئة حاضنة للمشاكل الإدارية والطبية يجتهد المدير ومساعده على صناعتها في حين كان عليهم أن ينشغلوا بإصلاح الخلل . وخذ على سبيل المثال هذه التساؤلات : لماذا حارب المدير برنامج جراحة السمنة الوحيد في المنطقة ؟ وتسبب في الإثقال على المراجعين بالسفر الى الرياض؟ ولماذا أوقف خدمة زراعة الأسنان بالرغم من وجود أطباء مهرة في هذا القسم ما تسبب في زيادة العبء المالي على الناس ؟ لماذا لم يتابع مبنى الاسعاف المتوقف منذ ثلاثة أشهر رغم الحاجة الماسة إليه ؟ فحال الاسعاف اليوم أقل ما يقال عنه بأنه إساءة في حق الوطن قبل الوزارة . عشرات الأسئلة التي تبحث عن الإجابات ولكن من يبحث عنها من المرضى والموظفين والأطباء لن يجدوها إلا بتدخل عاجل منكم لتقصي الأوضاع التي انشغل عنها المدير وانشغل بما يريده فقط ومن ذلك تكليف نفسه بمهمة رئيس قسم جراحة اليوم الواحد لغرض مادي بحت !! إن الهموم كثيرة والضغوط التي يعاني منها الجميع أكثر وأكثر والخدمات التي يمكن أن تطور للمصلحة العامة تحتاج إلى إدارة تنظر بعين الاعتبار لكل ذلك لا أن تعمل جاهدة على زيادة الطين بلة، فهل من مجيب يا معالي الوزير ؟ وهل من متابع ؟
مشاركة :