الفجيرة: بكر المحاسنة تحلق ميرة عبد اللطيف الزعابي بطائرتها العمودية في سماء الوطن، وكلها فخر واعتزاز بأن تستكمل إنجازات المرأة الإماراتية في الأصعدة كافة، خاصة بعدما حصلت على بكالوريوس العلوم من جامعة الإمارات ودبلومَي العلوم الشرطية والاستراتيجية، حتى التحاقها بأكاديمية الفجيرة للطيران، وكلها أمل أن تتبوأ مكانة مرموقة في مجالها، وأن تحقق حلمها بأن تكون قائد طائرة عمودية في المجال العسكري.اختارت الزعابي دراسة علوم الطيران على الرغم من كونها مهنة تكاد تقتصر على الجنس الخشن، إرضاء لشغفها بالطيران، وخوض تجارب خارجة عن المألوف وغير روتينية بتحدياتها الكثيرة.حلم الطيران ظل يراود الزعابي حتى قبل دخولها المرحلة الجامعية، وبعد تخرجها في جامعة الإمارات، لكنها لم تملك الشجاعة لتحقيقه، حتى أتيحت لها الفرصة الأولى لذلك، بعد تشجيع الأهل والأصدقاء، خصوصاً ممن يعملون في المجال نفسه.وتوضح الزعابي أن التجارب النسائية الإماراتية الناجحة في الطيران ساهمت في خوضها المجال، خصوصاً بعد تقدمهن في قيادة الطائرات ذات الجناح الثابت في الطيران المدني والمقاتلات العسكرية.وتشير إلى أنه بدعم القيادة الرشيدة أخذت المرأة الإماراتية مكانها الطبيعي في مسيرة التنمية الوطنية ترجمة للرؤية الثاقبة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. ومن هنا انطلقت رغبتها باقتحام وخوض التحدي لتجربة جديدة على الأنثى الإماراتية بقيادة الطائرة العمودية.وكانت الزعابي من الدفعة الأولى المتخرجة في أكاديمية الفجيرة للطيران، التي تعد الأولى في هذا المجال خليجياً، إذ تأسست في ثمانينات القرن الماضي. وتتميز بمرونة التدريب فيها الذي يضاهي نظيراتها من الأكاديميات التدريبية المتخصصة في المجال نفسه، إذ وضع برنامج تدريبي يلائم الفئات كافة، سواء من الموظفين أو المتفرغين للدراسة، وبمعايير مرنة ملائمة للطلبة، ما يتوافق مع أنظمة الهيئة العامة للطيران المدني.وتوفر الأكاديمية مدربين أكفاء ذوي خبرة واختصاص في مجال الطيران العمودي، إضافة إلى أنظمة تدريب حديثة من خلال أجهزة الطيران التشبيهي.وتصف الزعابي شعورها أثناء التحليق المنفرد الأول لها ب«الرائع»، على الرغم من رهبة اعترتها لتحملها مسؤولية الطيران كاملة في ظل عدم وجود مدرب بجانبها، لكن إحساساً بالفرحة غمرها بعدما غدت طياراً، بعد إتمامها الرحلة المنفردة الأولى بنجاح. وتتطلب قيادة الطائرة العمودية، بحسب الزعابي، الإلمام بتفاصيل الطائرة المراد التحليق بها، وعلى الطيار أن يحضر لمسار رحلته بدءاً من نقطة الانطلاق وحتى الهبوط، إضافة إلى التركيز والانتباه الشديدين طوال الرحلة. ويفضل أن يكون الطيار في كامل لياقته البدنية، لأنها مهنة حساسة، وقيادة الطائرة العمودية خاصة تتطلب الحذر الكبير أكثر من غيرها من الطائرات.وتنصح الزعابي الراغبات في تعلم الطيران بصقل مهاراتهن العملية والنظرية من خلال الجد والمثابرة في الدراسة والالتزام بالتدريب، مشيرة إلى أنها لاقت التشجيع من أسرتها.وتلفت إلى أنها تطمح إلى أن تكون الإماراتية الأولى التي تحلق بطائرة عمودية في المجال العسكري، وأن تكون «كابتن طيار».
مشاركة :