تفرز الأذنان المادة الشمعية باستمرار، لأنها من وسائل الدفاع الطبيعية في الجسم، فهي تحمي قناة الأذن من الأجسام الغريبة والجراثيم والأتربة التي تلتصق بها، وبالتالي تؤدي إلى إبطاء نمو البكتيريا الضارة.ويمكن أن تؤدي هذه المادة في بعض الأحيان إلى أضرار وبعض المشاكل، حيث تصاب الأذن بالانسداد عند تراكم الشمع بها، وذلك نتيجة الإفراز الكثيف له، مما يتسبب في تراكمه ليصبح جامدا، ويصعب التخلص منه بشكل طبيعي.يسبب الانسداد شعورا مزعجا بالألم، ويمكن أن يكون وراء هذه الحالة بعض الأسباب، مثل دخول الماء إلى الأذن بعد الاستحمام، وإصابة الأذن بالالتهاب، وكذلك تنظيف الأذن بأعواد القطن، حيث يظن البعض أن شمع الأذن مادة غير مستحبة وليس لها أهمية.ويقوم الطبيب باتخاذ خطوات طبية خاصة لإزالة الشمع بدون إلحاق أي ضرر بقناة الأذن أو الطبلة، وذلك في حالة تسبب الانسداد في مشكلة تؤرق الشخص المصاب به.ونتناول في هذا الموضوع مشكلة انسداد الأذن بالشمع، والعوامل والأسباب التي تؤدي إلى ذلك، مع بيان الأعراض التي تظهر من هذا الانسداد، وعرض سبل الوقاية الممكنة، وكذلك أساليب وطرق العلاج الصحيحة والحديثة. يحمي الأذن الخارجية تنقسم الأذن الخارجية للإنسان إلى جزأين الأول الثلث الخارجي وهو غضروفي، والجزء الثاني عظمي، ويحتوي الجزء الغضروفي على غدد دهنية تفرز مادة دهنية لزجة، وأخرى عرقية تفرز مادة أكثر سيولة.ويعتبر شمع الأذن أو الصملاخ خليطاً من إفرازات الغدد الدهنية والعرقية وخلايا الجلد الميتة معا، ومن أبرز صفاته أنه مادة شمعية ذات لون أصفر وقوام لزج، وربما كان صلبا أو رطبا.وتختلف كمية الإفراز من شخص لآخر، وكذلك النوعية، وذلك لاختلاف الجينات مثل لون الشعر والطول، ويقوم شمع الأذن بوظائف مهمة ودقيقة، حيث ينظف الأذن من الأتربة والغبار والشوائب العالقة بالشمع.ويحمي الشمع الأذن الخارجية كذلك من الحشرات والأجسام الغريبة التي تدخل الأذن، وحماية طبلة الأذن من أي شيء يمكن أن يؤذيها.ويتم طرد المادة الشمعية من الأذن بمرور الوقت، وذلك بصورة طبيعية، وتصاب في الغالب أذن واحدة بالانسداد، وهو الأمر الذي لم يجد له العلماء أي تفسير حتى الآن. كمية مفرطة تمر الكميات الصغيرة من شمع الأذن لدى معظم الأشخاص في طريق خروجها بشكل منتظم إلى فتحة الأذن، وذلك حتى يتم تنظيفها أو إخراجها لأنه يحل محلها كمية شمع جديدة تم إفرازها.ويتراكم الشمع ويسد الأذن عندما يتم إفراز كمية مفرطة من الشمع، أو في حالة لم يتم التخلص من الكمية الموجودة بصورة فعالة.ويمكن أن يحدث الانسداد بصورة شائعة عند محاولة البعض تنظيف الأذن، عن طريق وضع قطعة من القطن أو أي أداة أخرى في الأذن، وفي الغالب فإن هذه الطريقة تؤدي إلى دفع الشمع بصورة أعمق في الأذن، وذلك بدلاً من أن تزيله. دخول الماء يؤدي إلى نفس النتيجة الاستخدام الخاطئ لسدادات الأذن أو سماعات الأذن، ويمكن أن يؤدي إلى انسداد الأذن صغر حجم مجرى السمع عن الحجم الطبيعي.يكون إفراز الصملاخ طبيعيا، ويؤدي دخول الماء في الأذن أثناء الاستحمام أو السباحة إلى زيادة حجم الشمع الذي يتجمع في الأذن، وبالتالي يؤدي إلى إصابتها بالانسداد.ويؤدي وجود جسم غريب في الأذن إلى إثارة الغدد الدهنية والعرقية، وبالتالي يزيد إفرازها، ويثير هذه الغدد أيضا التهابات الأذن أو العوامل الوراثية.وتزيد نسبة إصابة البالغين بانسداد الأذن بسبب تراكم الشمع أكثر من الأطفال، وكذلك تزيد الإصابة عند مرضى التخلف العقلي. آلام وحكة شديدة تشمل أعراض انسداد الأذن بالشمع آلاماً حادة في الأذن المصابة، مع حكة شديدة داخلها، والشعور بامتلائها بشيء ما.ويشعر المصاب بطنين أو ضوضاء في الأذن، ويمكن أن تقل القدرة السمعية، ضعف في السمع، وتخرج رائحة كريهة من الأذن.ويمكن أن يصاب المريض بدوخة وسعال، ويؤدي تراكم البكتيريا إلى زيادة التراب، وربما أدى انسداد الأذن إلى الإصابة بالتهابات في الأذن الوسطى، وحدوث ثقب في طبلة الأذن، وفقدان السمع بصورة كلية.ويعتبر من أكثر المعرضين لمشاكل شمع الأذن الزائد من يستخدمون أجهزة السمع أو سدادات الأذن، مثل كبار السن وأصحاب العاهات. راجع الطبيب يجب ملاحظة أن كل هذه الأعراض ليس بالضرورة تشير إلى انسداد الأذن بالشمع، ولذلك ينبغي مراجعة الطبيب، لأنه ليس هناك طريقة يمكن أن يعرف بها المصاب ما إذا كان يعاني من إفراط في شمع الأذن أم لا، دون أن ينظر شخص آخر داخل أذنيه، ويفضل أن يكون هذا الشخص هو الطبيب.وتتم إزالة الشمع بطريقة أكثر أمانا على يد الطبيب، بالرغم من أن البعض ربما يرى أن الذهاب للطبيب لإزالة شمع الأذن أمر ليس ضروريا، إلا أن قناة وطبلة الأذن حساستان، ومن الممكن أن تتعرضا للتلف بمنتهى السهولة نتيجة زيادة الشمع المفرطة في الأذن.وينصح بعدم محاولة إزالة الشمع بوضع أي أداة في قناة الأذن، وعلى الأخص لمن خضعوا لإجراء عملية جراحية في الأذن، أو حالة وجود ثقب في طبلة الأذن، أو عند المعاناة من ألم أو تصريف في الأذن. جهاز نفث الماء يقوم الطبيب بإزالة شمع الأذن الزائد مستخدما أداة صغيرة مقوسة تسمى المكشطة، ويمكن أن يقوم بالشفط أثناء فحص الأذن، أو يقوم بإخراج الشمع باستخدام حقنة من المطاط مملوءة بالماء الدافئ، أو مستخدما جهاز نفث الماء.ويوصي الطبيب في الحالات التي تتكرر فيها مشكلة تراكم شمع الأذن باستخدام بعض الأدوية التي تزيل الشمع، ويتم استخدامها كإجراء احترازي من 4 إلى 8 أسابيع.ويجب أن يستخدم المريض هذه الأدوية بحذر وبناء على نصيحة الطبيب، لأنها تؤدي إلى تهيج الجلد الحساس لطبلة وقناة الأذن. المحلول الملحي يمكن اتباع عدد من الإجراءات المنزلية الآمنة لإزالة شمع الأذن، ومنها استخدام المحلول الملحي عن طريق السرنجة، ثم يتم وضعه في الأذن.ويمكن استعمال المحلول الملحي بصورة فعالة دون الحاجة للسرنجة، وذلك عن طريق قطنة توضع في المحلول، ثم توجه الأذن المصابة نحو السقف لإنزال بضع القطرات في الأذن.ويتم تثبيت الرأس على هذا الوضع لمدة دقائق، ثم إمالة الرأس في الاتجاه المعاكس للسماح للمياه المالحة بالانزلاق للخارج، مع تنظيف الجزء الخارجي من الأذن بقطعة قماش نظيفة لإزالة الشمع اللين.ويجب أن يكون المحلول في درجة حرارة الجسم منعاً من الدوخة، ويساعد المحلول على تليين الشمع المتراكم، مما يسهل التخلص منه. الماء الدافئ يمكن تنظيف الأذن من الشمع المتراكم باستخدام الماء الدافئ، وذلك لأن الماء لطيف للأذن، ويستطيع إذابة الشمع، ويجب أن يكون الماء نقيا، وذلك بغليه حتى يتم التخلص من البكتيريا التي تكونت من الشمع الزائد في الأذن.ويتم غلي القليل من الماء ويترك حتى تصل حرارته إلى حرارة الغرفة، ويوضع في زجاجة أو محقنة حيت يتم تنقيط الماء، ونوضع نقط الماء الدافئ داخل الأذن مباشرة عن طريق إمالة الرأس تجاه السقف.ويترك الماء داخل الأذن من 2 إلى 3 دقائق، ثم يتم إرجاع الرأس في الاتجاه المعاكس لإخراج الماء. الخل الأبيض يمكن استخدام الخل الأبيض في تنظيف الأذن من الشمع، حيث يساعد على إذابة الشمع، ويمنع أيضا تراكم البكتيريا في الأذنين.ويتم تبليل قطنة في الخل، ثم إنزال بضع قطرات في الأذن مع المحافظة على أن تكون مائلة نحو السقف، وبعد 5 دقائق يتم إدارة الرأس في الاتجاه المعاكس حتى يخرج الخل مع الشمع المذاب.ويتم التجفيف أولا بأول، ويتم استخدام قطعة قطن أخرى لإزالة أي مادة لزجة بقيت بعد خروجها من الأذن، ويعد الجلسرين من المواد الفعالة في التخلص من الشمع الزائد، حيث يساعد في تليين وإذابة الشمع.ويمكن أخذه بيسر من الأذن، ويتم باستخدام القطارة بوضع بعض نقط الجلسرين داخل الأذن، وتترك لـ5 دقائق بوضع قطعة من القطن، ثم تنزع القطنة، مع إدارة الرأس في الاتجاه المعاكس حتى يخرج السائل من الأذن.ويفيد استخدام بعض الزيوت مثل زيت الزيتون في هذه الحالة، لأنه يحمي المناطق الحساسة داخل الأذن، وزيت جوز الهند وهو مضاد للميكروبات، ويقضي على مجموعة كبيرة من الكائنات الدقيقة التي تكونت بفعل تراكم الشمع في الأذن. تصرفات ممنوعة تشير دراسة حديثة إلى بعض التصرفات الممنوعة في حالة انسداد الأذن بالشمع، مثل أنواع الطب البديل، حيث توقد إحدى نهايات شمعة مجوفة، ويتم إدخال النهاية الأخرى في قناة الأذن، وآلية عمل هذه الطريقة هي إحداث تجويف بالشمع في الأذن من خلال الحرارة التي تنبعث من الشمعة، ولا يوصي الأطباء باتّباع هذا النوع من العلاج، حيث إن الأبحاث أكدت أنه لا يأتي بالنتيجة المرجوة، كما أنه يمثل خطراً على الأذن.وينصح بتجنب تنظيف الأذن بالأشياء المدببة أو الطويلة، مثل مشابك الورق، والدبابيس، ومفتاح السيارة، ويجب تجنب استعمال المسّاحات القطنية، حيث تدفع الشمع إلى داخل الأذن، ما يتسبب في الانسداد الكامل.وينصح مرضى السكر وضعف المناعة بتجنب دخول الماء في الأذن، وكذلك إذا كان هناك ثقب في طبلة الأذن، أو أي إصابة في أنبوب الأذن.وينصح بالحد من التعرض للضوضاء الصاخبة، والاستراحة من استخدام سماعات الرأس ولو على فترات متباعدة، مع المحافظة على مستوى منخفض.ويتم تنظيف الأذن الخارجية باستخدام منشفة دافئة وجافة، وعامة فإن الأذن تقوم بتنظيف نفسها بنفسها دون الحاجة إلى استخدام أي أجسام غريبة.
مشاركة :