اجتماع مراكش حول المقاتلين الإرهابيين الأجانب يدعو إلى نهج دولي تشاركي متضامن

  • 12/16/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أبرز المشاركون في الاجتماع الافتتاحي لمجموعة العمل حول ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، الذي التأم أمس بمدينة مراكش المغربية برئاسة مشتركة بين المغرب وهولندا، أن الظاهرة شهدت في السنوات الأخيرة تطورا كميا، من أبرز سماته تمكن المنظمات الإرهابية من تحصيل إمكانات مادية مهمة وأعداد كبيرة من المقاتلين من جنسيات متعددة وعتاد عسكري متطور؛ وأن المجموعات المقاتلة الإرهابية عرفت تحولا نوعيا من حيث أهدافها، حيث أصبحت تعلن عن إقامة دول، وتطمح للسيطرة على مناطق واسعة والتحكم في عدد كبير من السكان، مما شكل تهديدا خطيرا للوحدة الترابية والسيادة الوطنية لمجموعة من الدول في جهات مختلفة من العالم. وينعقد اجتماع مراكش على مستوى الموظفين الساميين والخبراء، ويعرف مشاركة 40 بلدا والكثير من المنظمات الدولية والإقليمية والشبه إقليمية، وهو يعطي الانطلاقة لأعمال مجموعة عمل المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب حول المقاتلين الأجانب التي جرى إحداثها خلال الاجتماع الوزاري للمنتدى الذي عقد بنيويورك في سبتمبر (أيلول) الماضي. ويشكل المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب أرضية سياسية ورسمية متعددة الأطراف جرى إطلاقها سنة 2011، لتعزيز التشاور والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، بين أعضائها المؤسسين الـ30. وتجري أنشطة المنتدى من خلال 6 مجموعات عمل حول «الساحل» و«القرن الأفريقي» و«العدالة الجنائية وسيادة القانون» و«الاعتقال وإعادة الإدماج» و«مكافحة التطرف العنيف» و«المقاتلين الإرهابيين الأجانب». وقال السفير ناصر بوريطة، وكيل وزارة الخارجية المغربية، في افتتاح أشغال اجتماع مراكش، إن «المشاركة المكثفة مؤشر على الوعي المتزايد بخطورة التهديد الذي يشكله المقاتلون الإرهابيون الأجانب على الأمن والسلم الإقليمي والدولي»، مشيرا إلى أن الظاهرة ليست جديدة، بل ارتبطت بشكل وثيق بالإرهاب وبالطبيعة العابرة للحدود لهذه الآفة التي دأب المجتمع الدولي على محاربتها، حيث عرفت بؤر توتر سابقة انخراط مقاتلين من جنسيات متعددة لدعم القدرات القتالية لمجموعات إرهابية. وأشار بوريطة إلى أن بلاده مقتنعة بأن توفير الأمن والسلم والاستقرار المستدام رهين بضمان ثلاثية الأمن والتنمية البشرية والحفاظ على القيم الثقافية والدينية، مشددا على أن المقاربة الأمنية وحدها رغم أهميتها تبقى قاصرة عن معالجة الأبعاد المعقدة للظاهرة الإرهابية، ولا تأخذ بعين الاعتبار العوامل الأخرى المؤدية لانتشار الإرهاب. ورأى بوريطة أن اجتماع مراكش سيمكن المنتدى من مواصلة تعميق تدارس تطور ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب في إطار فريق عمل يروم اعتماد برنامج واضح ومهيكل خلال مدة ولايته، يتمحور حول أهداف واقعية ومجموعة من الأنشطة والاجتماعات الموضوعاتية والإقليمية للمساهمة في مزيد من التعريف وتنفيذ الممارسات الجيدة التي تضمنتها مذكرة لاهاي - مراكش، مبرزا الحاجة إلى تطوير نهج تشاركي ومتضامن يفضي إلى تعاون دولي أكثر فعالية لمجابهة الأبعاد الجديدة للظاهرة الإرهابية، إذ لا يمكن لأي بلد أن يدعي أنه في مأمن من الإرهاب وتداعياته وأنه قادر لوحده على مجابهته، داعيا، عند تناول ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، إلى عدم الاقتصار فقط على تجلياتها في مكان وزمان معينين، بل اعتماد توجه استراتيجي لأجل صياغة تصور وإجابات جماعية تمكن من معالجة هذه الظاهرة في شموليتها. وشدد بوريطة على أن نجاح الجهود الدولية لمواجهة الظاهرة يبقى مرتبطا بعناصر متعددة، أولها، تعزيز التعاون الصادق بين الدول والتنسيق الدقيق أخذا بعين الاعتبار مذكرة لاهاي – مراكش، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة؛ وثانيها، دعم قدرات الدول والحفاظ على وحدتها الترابية وسيادتها الوطنية لمواجهة دعاة النزعات الانفصالية التي برزت صلاتهم بالجماعات الإرهابية؛ وثالثها، الانكباب على طرق الاستقطاب خاصة الاستعمال غير المشروع للتقنيات الحديثة للإعلام والاتصال ومواقع التواصل الاجتماعي.

مشاركة :