أكدت مصادر أمنية ودبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» أن القاهرة نجحت في التوصل إلى تفاهمات حول طبيعة التأمين الخاص بالسفارة البريطانية في مصر، لتنهي بذلك مسألة تعليق السفارة لأعمالها منذ نحو أسبوع، مشيرة إلى «إعادة فتح السفارة قريبا»، وذلك بعد اجتماع استمر لعدة ساعات، أمس، بين مسؤولين أمنيين ودبلوماسيين مصريين، مع السفير البريطاني لدى القاهرة، جون كاسن. وأفادت المصادر أنه جرى التوافق مع السفير كاسن على بعض الإجراءات الأمنية التي من شأنها رفع كفاءة تأمين السفارة، من دون أن يمثل ذلك عائقا بالغا أمام حركة السكان والمواطنين في منطقة غاية في الحيوية بوسط العاصمة المصرية. وحسب المصادر ذاتها، فإن «الإجراءات المتفق عليها شملت وضع عدد من الحواجز الخرسانية أمام نقاط معينة ترى السفارة أنها نقاط حيوية، مع تكثيف نقاط التمركز في نقاط أخرى، وإمداد الخدمات الأمنية بأجهزة لكشف المفرقعات، وعمل تحويلة مرورية بسيطة بأحد الشوارع المواجهة للسفارة». وأوضحت المصادر وجود عدد آخر من الإجراءات الأمنية، لكنها رفضت الإفصاح عنها نظرا لـ«حساسيتها»، لكنها أشارت إلى أنها «إجراءات غير مؤثرة بالنسبة للمواطنين في محيط السفارة»آ وقالت المصادر إن «السفير كاسن أبدى موافقته على تلك الإجراءات بصورة عامة، وأن السفارة في طريقها لاستئناف أعمالها بعد تنفيذ تلك الإجراءات». وكانت السفارة البريطانية أعلنت في إجراء مفاجئ، يوم الأحد قبل الماضي، عن تعليق خدماتها العامة، مؤكدة استمرار العمل بمكتب القنصلية العامة في الإسكندرية بشكل طبيعي، وتبعتها في الإجراء ذاته السفارة الكندية في اليوم التالي، وأرجعت مصادر بالسفارتين قرارهما إلى «أسباب أمنية» من دون تقديم مزيد من التوضيح عن طبيعة تلك الأسباب. وخلال الأسبوع الماضي، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مصرية مطلعة، أن السفارتين اللتين يوجد مقراهما في ضاحية «غاردن سيتي» غرب القاهرة، تقدمتا بطلبات إلى السلطات المصرية لرفع مستويات التأمين الخاصة بهما، بما يصل إلى الإغلاق الكامل لمحيط تلك المقرات، خصوصا عقب وصول معلومات أمنية إلى الجانب البريطاني تشير إلى زيادة احتمال استهداف الدبلوماسيين البريطانيين حول العالم بوجه عام، وربما في القاهرة والشرق الأوسط بشكل خاص. وقالت المصادر آنذاك إن «القاهرة رفضت بشكل قاطع إجراء الإغلاق الكامل لمحيط السفارات، وتحويلها إلى ما يشبه ثكنات عسكرية، خصوصا أنها تقع في مناطق سكنية وتجارية كثيفة»، لكن القاهرة أكدت حينها على كفاءة التأمين، وعرضت على مسؤولي البعثات خططا بديلة لإضافة مزيد من الثقة. من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، السفير بدر عبد العاطي، في تصريحات إعلامية، مساء أول من أمس، إن «وزير الخارجية المصري، سامح شكري، ناقش مع وفد من البرلمان البريطاني خلال زيارته إلى القاهرة المسألة المتعلقة بالسفارة»، موضحا أن «الوفد البريطاني نقل شكر السلطات البريطانية لمصر على الإجراءات التأمينية التي تقدمها لتأمين السفارات». وأوضح السفير عبد العاطي أن السفير كاسن كان موجودا خلال الاجتماع، وأكد أن العمل لم يعلق في السفارة، بل يباشر من خلال مبنى آخر. وأشار عبد العاطي إلى اقتراب إعادة افتتاح السفارة مجددا. وعلى صعيد متصل، اتفق المستشار إبراهيم الهنيدي، وزير العدالة الانتقالية وشؤون مجلس النواب المصري، مع وفد أعضاء البرلمان البريطاني من أصدقاء مصر، على قيام بريطانيا بمساعدة القاهرة في مكافحة الإرهاب بمصر والمنطقة عامة، خصوصا أن الإرهاب سيطال الدول الأوروبية إن لم تعمل على مكافحته. وجاء ذلك خلال استقبال الهنيدي وفد البرلمان برئاسة النائب روبرت والتر رئيس مجموعة أصدقاء مصر بالبرلمان البريطاني. وتطرق اللقاء لبحث سبل توطيد العلاقات الثنائية المصرية - البريطانية في مختلف المجالات، وعلى رأسها العلاقات البرلمانية بما يحقق مصالح البلدين وشعبيهما. وأكد والتر على الأهمية البالغة التي توليها مجموعة أصدقاء مصر بالبرلمان البريطاني للعلاقة مع مصر باعتبارها محور الاستقرار في المنطقة، وحرص المجموعة على مزيد من دفع للعلاقات الثنائية مع مصر، معربا عن سعادة الوفد بما تم من إنجازه على صعيد تنفيذ خارطة الطريق المصرية، وقرب إنجاز المرحلة الأخيرة منها بإجراء الانتخابات البرلمانية. كما تناول اللقاء التشاور حول عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها تطورات القضية الفلسطينية.
مشاركة :