من أصعب المهام أن نتحاور ممن هم يتقنون مهنتهم لدرجة الاحتراف محاولين مباراتهم او تقليدهم وهذا ما حدث معي عندما أجريت حواري مع المخضرم المستشار فوزي الغويل الذي لمسنا من خلاله المهنية فامحاوراته لم يكن مجرد حوار فقط بل كان محاوله استفادة من خبرته الكبيرة من خلال تميزه في عالم الصحافة لذا حاولت أن أكون حريصة عند محاوراته ليكن ليا شرف الحوار معه بدايه نعرف المستشار فوزي مدير إدارة الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب / جامعة الدول العربية بدرجة وزير مفوض ،،، دكتوراه في إدارة الإعمال ، جامعة المنصورة ، جمهورية مصر العربية .. ماجستير إدارة المؤسسات : أكاديمية الدراسات العليا ، تونس عمل في بداية حياته المهنية في مجال العمل الإعلامي حيث قدم للتلفزيون العديد من البرامج وكانت البدايات من خلال برنامج منوعات من الجبل الأخضر ثم تولى إعداد وتقديم العديد من البرامج الحوارية وبرامج المنوعات ومنها على سبيل الذكر لا الحصر :الخط الفاصل / الضفة الأخرى / تحية طيبة وبعد/ منتدى المشاهدين / أنغام / أروقة سمر/ أطيب الأوقات كما اسهم في إعداد وتقديم عديد البرامج المسموعة وكان عضوا مؤسسا لإذاعة الجيل المسموعة وأول صوت يصدر منها .. أسهم في مجال الصحافة بالكتابة في العديد من الصحف والمجلات العربية ..كما قدم العديد من اوراق العمل والبحوث في العديد من المؤتمرات الهامة على مستوى الوطن العربي من ضمنها مؤسسة الفكر العربي للبحوث والدراسات وغيرها كما اشرف على تنظيم العديد من الأنشطة والفعاليات الإعلامية على مستوى الوطن العربي أخرها : نائب رئيس اللجنة العليا لمونديال القاهرة للإعلام والأعمال الفنية وهو أكبر وأهم تجمع إعلامي عربي 1- بداية د: فوزي الغويل ، كإعلامي ومدير إدارة الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب بجامعة الدول العربية، ما هو دور الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب ؟ الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب هي إدارة من إدارات الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والتي تقوم بدور هام في تنسيق التعاون في مجال العمل الإعلامي العربي المشترك بين أجهزة الإعلام الرسمية والمنظمات والإتحادات المعنية بالإعلام في الدول العربية وتتولى الإشراف على تنظيم وتفعيل ومتابعة كل مايصدر عن مجلس وزراء الإعلام العرب والإشراف على أعمال اللجان الفنية المنبثقة عن المجلس الوزاري بالإضافة للإعداد والتحضير لاجتماعات مجلس وزراء الإعلام ومكتبه التنفيذي واجتماعات اللجنة الدائمة للإعلام العربي وما ينبثق عنهم من وفرق عمل وفعاليات مختلفة، كما تتولى الإدارة عرض مشاريع العمل التي تقترحها وزارات الإعلام العربية أو الهيئات التي تقوم مقامها. والعمل على تنفيذ التكليفات الإعلامية التي قد ترد في قرارات مجلس الجامعة (على مستوى القمة أو على مستوى وزراء الخارجية) ، والعمل على بلورة الاستراتيجية الإعلامية العربية وميثاق الشرف الإعلامي العربي والاستراتيجية العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب وغيرها من المواثيق التي تصدرها الجامعة العربية. 2- بشكل عام هل تطبق معايير أخلاقيات الإعلام في وسائل الإعلام أم هي ملزمة بأجندة خارجية أو سياسة الدولة أو حتى توجه سياسي؟ لمهنة الإعلام خصوصية كبيرة تختلف عن باقي المهن الأخرى كونها تخاطب العقول بمختلف مستوياتها. وتؤدي مهنة الإعلام بشكل خاص خدمة اجتماعية كبيرة، ولذلك فمن الضروري وجود أساس أخلاقي ومعايير للممارسة المهنية كالمواثيق والقواعد الأخلاقية والسلوكية المتفق عليها، والتي يقوم الإعلاميون بصياغتها من خلال تجمعاتهم المهنية المختلفة بهدف تحسين نوعية المضمون الذي تقدمه وسائل الإعلام، ومواجهة أزمة المصداقية، وتجنب إصدار قوانين تؤثر على حرية الإعلام، ضمن قيام وسائل الإعلام باحترام النظام والدستور والقانون واحترام مؤسسات الدولة وحماية الأمن القومي. وقد تصدر الدول تشريعات وقوانين لتنظيم مهنة الإعلام وليس للحد من حريتها، ولكن يبقى الالتزام بها ضعيف وتبقى مجرد مبادئ استرشادية مثلما هو الحال عليه بالنسبة لوثيقة مبادئ تنظيم البث الفضائي الإذاعي والتلفزيوني في المنطقة العربية التي أقرها مجلس وزراء الإعلام العرب في عام 2008. ونحن الأن كأمانة لمجلس وزراء الإعلام العرب بصدد تحديث ميثاق الشرف الإعلامي بحيث يتوافق مع ماتتطلبه المرحلة الراهنة تنفيذا لقرار المجلس الوزاري في دورته الماضية .. 3- نظرا لافتقار المجتمعات العربية للثقافة وحرية الرأي، ما الحلول الممكنة لمواجهة خطر الغزو الثقافي؟ مما لا شك فيه أن أخطر ما تواجهه المجتمعات العربية في الوقت الحاضر هو ما يسمى بالغزو الثقافي بأسلحته المتنوعة خاصة منها الإعلامية وذلك بسبب الفجوة الرقمية الهائلة بيننا وبين الغرب، بالإضافة إلى أن ثقافتنا المعاصرة تعاني من تكريس لنماذج التبعية الثقافية ولم تتطور لتواكب العصر، والحل الأول لمواجهة هذا الغزو هو تحسين التعليم وتعزيز مبادئ حب الدين والتاريخ والحضارة والثقافة العربيتين في نفوس النشأ الجديد من خلاله، ويأتي دور الإعلام قويا بكل وسائله لمواجهة هذه الظاهرة، وذلك بوضع برامج هادفة موجهة لتنوير المجتمع العربي بما يملكه من ثقافة وعلوم، وزرع الشعور بالاعتزاز بالهوية العربية. 4 -هل تعتقد أن الإعلام العربي يعكس صورة المجتمع أم أنه مجرد محاولات لتحسين صورة السلطة الحاكمة في المنطقة العربية بوجه خاص؟ إن المستجدات التي طرأت على الواقع العربي، تفرض على وسائل الإعلام أن تعيد النظر في الكثير من قواعد المهنة ومنطلقات سياساتها، والإعداد للمستقبل برؤية تضع نصب أعينها الحقائق الجديدة التي فرضتها التطورات العربية، ومطالب الرأي العام في تحقيق النهوض والتطور والنماء، والجامعة العربية تعمل بكل جهد لإنجاح ذلك وفي هذا السياق. وإن على الإعلام العربي أن يقوم بدور رائد يتيح للأمة العربية تحقيق تطلعاتها، ولذلك يجب التعامل مع مختلف الأحداث والمتغيرات وفقا للقواعد المهنية في جو من الشفافية والمصداقية ، وفي إطار من الأداء الموضوعي الذي يعزز طموحات وآمالنا شعوبنا في التقدم والازدهار. 5- في المنطقة وفي الوقت الراهن، هل ترى الإعلام والسياسة أصبحا وجهان لعملة واحدة أم السياسة تستخدم الإعلام كأداة؟ أم لديك وجهة نظر أخرى؟ إن التطور الهائل الذي طرأ على وسائل الاتصال والتكنولوجيا ساهم في ظهور إعلام حديث يتميز بعنصر السرعة في نقل الخبر والمعلومة جعلته يخترق كل الحدود والحواجز بين الدول، ويصل إلى جميع الناس من خلال استخدام وسائل جديدة مثل الأنترنت، الفاكس والموبايل وغيره، وتلك الوسائل الجديدة عززت دور الإعلام عامة وفي المجال السياسي خاصة فقد أتاحت له نقل الأخبار والمعلومات بأسرع وقت وبتكاليف أقل. ولقد شهدت المنطقة العربية في السنوات الأخيرة تطورات وتحركات سياسية كبيرة مما دفع الدول للجوء إلى الوسائل الإعلامية من أجل تحقيق غاياتها وأهدافها والترويج للقضايا السياسية، بما يحدث التأثير والتغيير في الآراء والأفكار والقناعات لدى الجمهور ليساهم في عملية صنع القرار السياسي. ولكن من جانب آخر، يلعب الإعلام في المجتمع دوراً هاما، إذ يعمل على إثراء وجدان وعقول الجمهور المتلقي، بما يزيد من ثقافته وتأهيله وإدراكه وبالتالي تفاعله الإيجابي مع مجتمعه وقضاياه، إذ ينبه الإعلام من القضايا الضارة بالمجتمع مثل المخدرات والفساد والرشوة واستغلال النفوذ، كما يبث كل ما يمكن للبشرية الاستفادة منه مثل البحوث والتجارب والاختراعات والاكتشافات، وعليه فإن للإعلام أدوار مختلفة، وإن كانت له جوانب مرتبطة بالسياسة فإن النصيب الأكبر يبقى لدوره الاجتماعي الثقافي التنويري للشعوب والمجتمعات. 6- متى تتحقق حرية الإعلام في المنطقة العربية؟ أم أنها تحققت بعد ثورات الربيع العربي؟ إن هذا السؤال يطرح دائما وفي كل المناسبات، وهو مرتبط بلا شك بالفكرة السائدة بأن حرية الإعلام هي المقياس الحقيقي لمدى حرية المجتمع ، إلا أن الواقع يحتوي على العديد من العناصر والمعطيات التي تجعل الأمور أكثر تعقيدا وأقل وضوحا ، وإن كان من الناحية النظرية توسيع مجال حرية الإعلام في الوطن العربي أصبح حتمية، إذ تعتبر الحرية وسيلة لتحقيق هدف معين، وهي تحرر الطاقات وتخلق المبادرات. وإذا كانت ثورات الربيع العربي تؤرخ لبداية مرحلة جديدة في حياة الشعوب العربية، فإن الإعلام المهني والحر بإمكانه القيام بأدوار هامة من شأنها أن تسهم في تحقيق التقدم للمجتمعات خاصة وأن الإعلام يمكنه المساهمة بفعالية في التنمية الوطنية الاقتصادية والاجتماعية، إلا أنه بالمقابل فإن حرية الإعلام يجب أن تربط بالمسؤولية ويتطلب ذلك وضع مواثيق الشرف الإعلامية وقوانين الصحافة والإعلام وكذا المجالس العليا للإعلام لأن تحديات العولمة تقتضي تحسين جودة المعلومات وتمكين المواطن العربي منها، ليتسنى له المشاركة في نمو مجتمعه وبلاده. وقد أولت الجامعة العربية منذ إنشائها أهمية كبرى للعمل الصحفي والنشاط الإعلامي باعتبارهما رافداً من روافد تطوير المجتمع، وترقية ثقافة الحوار وتبادل الرأي بين الأفراد، واجتهدت من خلال العديد من الملتقيات والندوات والهيئات التي تتبعها أو تتعامل معها في الدفاع عن حق المواطن العربي في الإعلام، وحق الصحفي في الوصول إلى مصدر المعلومة وهما معادلة ثابتة لا تقبل التجزئة. 7- أتاحت التكنولوجيا الحديثة فرصا أكثر لتبادل المعلومات وتغطية الأخبار.. فهل ترى أن تأثيرها أصبح يشكل خطرا لافتقارها الموضوعية أو مصداقية المصادر؟ لقد فتحت تكنولوجيا ” الإعلام الجديد ” بابا واسعا أمام وسائل الإعلام أتاح لها على نحو غير مسبوق الحصول على المعلومات وإنتاج المعرفة ونشرها في جميع أنحاء العالم، والعالم العربي ليس بمعزل عن التطورات المتلاحقة في وسائط المعلومات وأدواتها، وهو ما ترتب عليه الكثير من التطورات السياسية والاقتصادية التي شهدها العالم العربي، الأمر الذي يطرح بالضرورة البحث عن دور جديد للإعلام العربي، مختلف عن كل الطرق و الوسائل التقليدية التي أثقلت كاهله، وحدت من دوره في مواكبة التطور، الأمر الذي يستدعي إرساء مفاهيم جديدة للعمل الإعلامي العربي تتيح له أفقا أوسع للتفاعل مع الأحداث على نحو محترف وموضوعي. وأغتنم هذه الفرصة لأدعو الصحفيين والإعلاميين العرب لتكثيف الجهود في التكوين والتدريب وأن يركزوا على القضايا التي تمنح المجتمع القيمة المضافة التي يحتاجها، حتى يكون مستقبل الإعلام العربي أكثر مهنية وأحسن أداء. 8- بشكل خاص فيما يخص التكنولوجيا.. لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دورا مميزا في ثورات الربيع العربي وأصبحت مصدر خوف لدى السلطة، مما دفعها لمحاولة حجبها ومواجهتها، هل تتوقع مستقبلا أن تكون أكثر تأثيرا في حركة المجتمع؟ إن التطور الكبير في مجال تكنولوجيا الاتصال يفتح الآفاق واسعة أمام وسائل التواصل الاجتماعي أو ما يسمى بالإعلام الجديد الذي سيكون له مستقبل أكثر تأثيرا في المجتمعات العربية وفي حركة المجتمع على وجه الخصوص. دكتور فوزي في ختام الحوار مع حضرتك الذي استفدنا من خلاله الكثير نشكرك على رحبه صدرك واعطاءنا مساحة من وقتك الثمين للإجابة على أسئلتنا متمنين لك التوفيق الدائم والتفوق في مجالات حياتك نحو الأفضل
مشاركة :