أنهت قوات الأمن الخاصة في بلجيكا عملية اختطاف جرت أمس بمدينة غنت في الجزء الناطق بالفلاماني شمال غربي البلاد، وأثارت مخاوف من احتمالية تعرض المدينة لهجوم إرهابي وحظيت بتغطية إعلامية واسعة، وقالت انيمي سيرليبز، المتحدثة باسم مكتب التحقيقات في مدينة غنت، إن قوة من 20 شرطيا مسلحا من قوات الأمن الخاصة نجحت في غضون نصف ساعة من اقتحام المبنى السكني، في إنهاء عملية الاختطاف وتحرير الشخص المختطف. وبدأت عملية تحقيق على الفور مع 3 أشخاص ألقي القبض عليهم داخل المبنى السكني. وأفاد مكتب التحقيقات إن عملية التفتيش لم تسفر عن وجود أسلحة، وإن الأشخاص المشتبه بهم في الحادث لهم ملفات في قضايا سابقة تتعلق بالمخدرات. وجرى الإعلان عن الحادث عقب هروب أحد الأشخاص من مبنى سكني وإبلاغه الشرطة بأن 4 أشخاص مسلحين بالكلاشنيكوف كانوا يحتجزونه هو وصديقه، وبأنه نجح في الهرب منهم. وانتقلت على الفور قوات الشرطة وفرضت طوقا أمنيا حول المكان، واستعانت بطائرة هليكوبتر وكلاب الشرطة، كما توافدت سيارات التلفزيون ورجال الإعلام البلجيكي والأوروبي، واهتمت به أيضا وسائل إعلام أميركية تحسبا لوجود عمل إرهابي، ولكن المتحدثة باسم الشرطة قالت، إن الأمر وحسب المؤشرات الأولية ليست له علاقة بالإرهاب أو بتنظيم «داعش» أو بالحادث الذي وقع داخل مقهى في سيدني بأستراليا. وعقب عملية الاقتحام خرج أفراد الشرطة الذين كانوا يرتدون أقنعة ويحملون أسلحة، من المبنى الذي فرض عليه طوق أمني بمنطقة دامبورت الساعة الواحدة ظهرا. وقال ضابط شرطة: «انتهى الأمر». ونسبت شبكة «في آر تي» التلفزيونية البلجيكية إلى جيران قولهم إن الشقة كانت تستخدم من قبل تجار مخدرات. ووقع الحادث بعد ساعات من إغلاق الشرطة الأسترالية قلب سيدني بعد أن اقتحم مسلح مقهى في وسط المدينة واحتجز رهائن وأرغمهم على رفع علم تنظيم «داعش». وقالت المتحدثة باسم الادعاء البلجيكي إنه لا يوجد مؤشر على صلة الحادث في غنت بالإرهاب. وقالت: «لا يوجد شيء على غرار ما حدث في سيدني». وفي سبتمبر (أيلول) الماضي جرى الإعلان في بروكسل عن أن السلطات البلجيكية نجحت في إحباط خطط لتنفيذ عدة هجمات خلال الأشهر القليلة الأخيرة، كان من المفترض أن يقوم بها عدد من المقاتلين الذين شاركوا في الصراع الحالي في سوريا أو من المتعاطفين مع تنظيم «داعش»، وذكرت وسائل الإعلام في بروكسل أن السلطات القضائية والأمنية، تعمدت إخفاء هذه المعلومات عن المواطنين لتفادي وجود حالة من القلق. وأشارت صحيفة «تايد» اليومية على موقعها الإلكتروني إلى أن الهجمات التي كان مخططا لها، كان من المفترض أن تكون على غرار حادث الاعتداء على المتحف اليهودي ببروكسل. وحسب ما ذكرت صحيفة «ستاندارد» اليومية البلجيكية على موقعها الإلكتروني، رفضت مصادر عدة، ولأسباب أمنية، إعطاء تفاصيل حول الأماكن التي كانت تستهدفها تلك الخطط وأيضا من أجل تفادي إفساد التحقيقات الحالية في هذا الصدد. ولكن المصادر نفسها أشارت إلى أن هناك حالة واحدة علمت سلطات التحقيق بتفاصيلها وتحركت على الفور لإفشالها. وقال الإعلام البلجيكي إنها المرة الأولى التي يصبح فيها معروفا أن البلجيكيين الذين شاركوا من قبل في عمليات قتالية في سوريا، أو من المؤيدين لتنظيم «داعش»، لديهم خطط محددة لهجمات في بلجيكا.
مشاركة :