سلّمت الحكومة اليمنية اليوم (الأحد)، ردودها على مقترحات المبعوث الأممي مارتن غريفيث المتعلقة بالوضع في مدينة الحديدة، التي سبق أن وضعها أمام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ورئيس الحكومة، في زيارته إلى عدن في العاشر من شهر يوليو (تموز) الجاري.وقال رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، خلال لقائه المبعوث الأممي في الرياض، إن الحكومة تؤكد على السلام العادل والشامل وفقًا للمرجعيات والتزام الميليشيا الحوثية الإيرانية بالانسحاب الكامل من العاصمة صنعاء والمدن وتسليم السلاح للدولة، وعودة السُلطة الشرعية.وشدد على ضرورة إبداء الميليشيا الحوثية حسن النية قبل بدء أي مشاورات قادمة من خلال إطلاقها سراح كافة الأسرى والمخطوفين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية لكافة المتضررين في عموم محافظات البلاد.وأكد بن دغر أن أسباب الأزمة الحالية في اليمن واضحة ولاتحتاج إلى تأويل أو تفسير، وهو الانقلاب الذي نفذته الميليشيات على الحكومة الشرعية والدولة، مشيراً إلى أن الحكومة الشرعية طرف معتدى عليه من قِبل الحوثيين، مطالباً الأمم المتحدة برفض الانقلاب.وأضاف أن الحكومة اليمنية تقدم المساعدة الكاملة للجهود الأممية في وقف الحرب في وقت دأبت فيه الميليشيات ومن ورائها إيران على المراوغة والتعنت، ووصل الأمر إلى إفشال مساعي المبعوث الأممي السابق إسماعيل ولد الشيخ.وأوضح رئيس الوزراء اليمني أن الميليشيات لم تكن يوما جادة في الجنوح للسلم، واعتادت على المراوغة في تنفيذ الاتفاقيات ونقض العهود والمواثيق وآخرها رفضها الانسحاب من مدينة الحديدة، وتجنيب المدنيين الحرب، لافتًا إلى أن قرار الميليشيات أصبح مرهوناً بيد داعميها في إيران التي تقامر بحياة ودماء اليمنيين لابتزاز دول الجوار والمجتمع الدولي ومحاولتها اليائسة في إطار مشروعها التوسعي السيطرة على مضيق باب المندب لتهديد أمن وسلامة الملاحة العالمية.وجدد بن دغر دعوته للأمم المتحدة بالضغط على إيران من أجل وقف تدخلاتها في الشأن اليمني ومنع تهريبها الأسلحة لميليشيا الحوثي بما فيها الصواريخ الباليستية وإلزامها بالقوانين الدولية، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية.من جانبه، أشاد المبعوث الأممي بجهود الحكومة اليمنية، في دعم عملية السلام ونواياها الصادقة نحو التوصل إلى حل سياسي انطلاقًا من مسؤولياتها تجاه اليمن والشعب اليمني.وأعرب عن ارتياحه للأفكار التي طرحها رئيس الحكومة اليمنية على صعيد التوصل إلى استئناف مفاوضات السلام.وقال غريفيث إن الأمم المتحدة ستعمل خلال الأيام القادمة على التشاور مع مختلف الأطراف لبلورة الرؤى والأفكار الممكنة المتسقة مع مرجعيات السلام بالإضافة إلى التأكيد على الجوانب الإنسانية لليمنيين المتضررين.
مشاركة :