شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأحد، حفلات تخرج الطلاب الجدد في الكليات العسكرية، تزامنًا مع احتفالات ذكرى ثورة 23 يوليو بحضور كبار رجال الدولة وقادة القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية.وشمل الحفل تخريج دفعات جديدة لطلبة الكليات والمعاهد العسكرية وتضم خريجي الكلية الحربية والفنية العسكرية والكلية البحرية، بالإضافة إلى الكلية الجوية وكلية الدفاع الجوي فضلًا عن المعهد الفني للقوات المسلحة والمعهد الفني للتمريض.وتضمن الاحتفال تخريج دفعات جديدة من الكليات والمعاهد العسكرية عددًا من العروض العسكرية أظهرت مدى الكفاءة البدنية للطلبة وقدراتهم القتالية العالية، وتتنوع العروض بين عروض الصاعقة والأجهزة الرياضية واجتياز الموانع المشتعلة وعروض لعبور الموانع المرتفعة، والتصدي للمركبة المدرعة ثم اقتحامها من الخلف، وعرض لمهارات تكسير الأجسام والألواح الصلبة.وفي نهاية الاحتفال توجه الطلبة أمام المنصة وتوجيه التحية إلى الرئيس السيسي، كما مر من أمام المنصة مجموعات العرض العسكري لخريجي الكليات والمعاهد العسكرية.كما شارك في حفل تخرج الكليات والمعاهد العسكرية مجموعة من طلبة كلية الشرطة في لمحة تعكس مدى أهمية التدريب المشترك بين طلبة الكلية الحربية وطلبة كلية الشرطة والجهد المبذول فيما بينهما.كما شاهد الرئيس السيسي عرض معدلات الأداء خلال الحفل فضلا عن فيلم تسجيلي بعنوان "قادة في وجدان الأمة" خلال حفل تخريج دفعات جديدة لطلبة الكليات والمعاهد العسكرية.واستعرض الفيلم تاريخ المشير حسين طنطاوي الذي أطلق اسمه على الدفعة 112 حربية والدفعة 47 معهد فني والجامعيين، والمشير فخري محمد على فهمي على الذي أطلق اسمه على الدفعة 46 دفاع جوي والدفعة 69 بحرية.كما استعرض الفيلم تاريخ المشير محمد عبدالغني الجمسي الذي أطلق اسمه على الدفعة 55 فنية عسكرية، واللواء طيار أركان حرب مصطفى شلبى الحناوي الذي أطلق اسمه على الدفعة 85 جوية.كما شهد الرئيس السيسي، مراسم تسليم وتسلم القيادة وحلف اليمين من جانب الطلاب الخريجين في الكليات العسكرية والمعهد الفني للقوات المسلحة دفعة يوليو 2018.كما كرم الرئيس السيسي، أوائل طلاب الكليات العسكرية دفعة يوليو 2018 بمنحهم نوط الامتياز من الطبقة الثانية، تقديرًا لتفوقهم وتميزهم خلال فترة دراستهم بالكلية.وتسلم الرئيس السيسي، هدية تذكارية عبارة عن كتاب الله من اللواء جمال أبو إسماعيل مدير الكلية الحربية.كما تسلم عبدالفتاح السيسي، هدية تذكارية من أوائل الكليات العسكرية والشرطة عبارة عن درع الكليات والمعاهد العسكرية.كما تسلم الرئيس السيسي، درع الكليات المصرية هدية تذكارية من أوائل الجامعات.وصدق الرئيس السيسي على ترقية اللواء أركان حرب محمد حلمي هاشم قائد القوات الجوية إلى رتبة فريق اعتبارًا من 22 يوليو 2018.كما صدق الرئيس السيسي على منح قلادة النيل لأحد رموز ثورة 23 يوليو وأحد أعضاء مجلس قيادة الثورة، عقيد أركان حرب يوسف منصور صديق.وحضر الحفل كل من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الدكتور علي عبدالعال، رئيس مجلس النواب، الفريق محمد زكى وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع العسكرية، فضلًا عن عدد كبير من الوزراء وكبار رجال الدولة.كما حضر الحفل المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري ووزير الدفاع الأسبق، والمستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية السابق، والمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء السابق، ومساعد الرئيس للمشروعات، والمهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء الأسبق، والدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء الأسبق، والفريق أول صدقي صبحي مستشار الرئيس للدفاع.وحضر أيضًا قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، وأحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية.وجاء في نص كلمة الرئيس: "يمر علينا يوم 23 يوليو من كل عام.. ليثير في النفس مشاعر الفخر والكرامة.. باستعادة الاستقلال الوطني.. واسترداد المصريين لحكم بلادهم.. بعد زمن طويل من الاستعمار والسيطرة الأجنبية".وقال: "نحتفل غدًا.. بالذكرى السادسة والستين لثورة 23 يوليو المجيدة.. التي غيرت واقع الحياة على أرض مصر.. وحققت تغييرات جذرية في جميع الاتجاهات.. لتضع هذا البلد على خريطة العالم السياسية.. وتبدأ مسيرة جديدة من العمل الوطني.. لتحقيق آمال شعب مصر العظيم.. في إحداث تحولات نوعية.. سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.وأضاف: "امتد تأثير ثورة يوليو.. ليتجاوز حدود الإقليم.. وتصل أصداء الثورة.. إلى كافة أرجاء المعمورة.. فتُلهم الشعوب التي تكافح من أجل حريتها.. وتسهم في تغيير موازين القوى في العالم.. لتميل لصالح الشعوب التي طال استضعافها وتهميشها".وقال: "في عيد ثورة يوليو المجيدة.. نذكر بكل الإعزاز.. أسماء الرجال الذين حملوا رءوسهم على أكفهم من أجل هذا الوطن الغالي.. نذكر اسم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.. قائد الثورة.. الذي اجتهد قدر طاقته.. للتعبير عن آمال المصريين في وطن حر.. مستقل.. تسوده العدالة الاجتماعية".وأضاف: "نذكر كذلك.. اسم الزعيم الراحل أنور السادات.. الذي بذل حياته ذاتها.. في سبيل الحفاظ على الوطن.. وصون كرامته.. وحماية أراضيه.. والرئيس الراحل محمد نجيب.. الذي لبى بشجاعة نداء الواجب الوطني في لحظة دقيقة وفارقة".وتابع: "نقول أن مصر غنية بأبنائها الأوفياء.. جيلًا بعد جيل.. يسلمون راية الوطن مرفوعة خفاقة.. وأن هذه الراية لن تنتكس أبدًا.. بإذن الله.. وبفضل عزيمة هذا الشعب وأصالته".وقال: يمر الزمن.. وتتغير طبيعة التحديات التي تواجه وطننا.. فمن تحقيق الاستقلال الوطني وبدء محاولات تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.. مرورًا بالحروب من أجل الأرض وقضايا الأشقاء.. ووصولًا إلى تحديات وقتنا المعاصر.. كان الشعب المصري دومًا على قدر هذه المسئوليات العظيمة.. مصححًا لمساراته.. وثابتًا على قيم الانتماء والولاء للوطن المقدس.. الذي يعلو ولا يُعلى عليه.وقال: "لا أخفيكم القول.. أن مصر واجهت خلال السنوات الماضية.. تحديًا ربما يكون من أخطر التحديات.. التي فرضت على الدولة في تاريخها الحديث.. وهو محاولة إثارة الفوضى وعدم الاستقرار في الداخل المصري.. وسط موجة عاتية من انهيار الدول.. وتفكك مجتمعاتها في سائر أنحاء المنطقة.. إن الخطر الحقيقي الذي يمر ببلادنا والمنطقة.. هو خطر تفجير الدول من الداخل.. بث الشائعات والقيام بالأعمال الإرهابية والإحساس بالإحباط وفقدان الأمل.. كل ذلك يهدف لتحريك الناس لتدمير أوطانهم.. يجب أن ننتبه لما يُحاك لنا.. 21 ألف شائعة في 3 شهور فقط.. الهدف منها خلق البلبلة وعدم الاستقرار والإحباط".وقال: "تحت هذا العنوان العريض.. تأتي جميع التحديات التي نواجهها معًا خلال السنوات الماضية.. من إرهابٍ وعنف مسلح.. وحربٍ نفسية وإعلامية ضارية.. وضغوطٍ غير مسبوقة على الاقتصاد الوطني".وقال: "قد كان أمامنا عند تولي المسئولية طريقان لا ثالث لهما.. فإما مصارحة الشعب بالحقائق الواقعية ومواجهة التحديات بشكل مباشر.. أو اتباع سياسة المسكنات والشعارات وبيع الأوهام".وقال: "الحق أقول لكم.. إن أمانة المسئولية.. وثقة هذا الشعب العظيم.. ويقيني في قدرته غير المحدودة على الانتصار في معاركه.. لم تترك بديلًا سوى المصارحة والمواجهة.. لكي نعوض ما فاتنا ونقيم نهضة حقيقية شاملة.. تتسع لمواطني هذا البلد.. وللأجيال القادمة التي ستأتي من بعدنا".وقال: "يتزامن الاحتفال بعيد ثورة 23 يوليو.. مع احتفالنا اليوم بتخريج دفعات جديدة من شباب مصر الأوفياء.. أجيالٌ جديدة.. تواصل مسيرة حماية الوطن.. متسلحةٌ بالتدريب الراقي.. والعقيدة القتالية الوطنية.. ينضمون لجيش مصر العظيم في مختلف أفرعه.. لينالوا شرف الدفاع عن الوطن وحماية أراضيه.. في مرحلة دقيقة تمر بها المنطقة.. تتطلب منكم كامل اليقظة.. وأعلى درجات الاستعداد".وقال: "أقول لكم في يوم بدء حياتكم العملية.. إن انضمامكم للقوات المسلحة المصرية شرفٌ لا يضاهيه شرف.. وواجب وطني عظيم.. يؤديه أبناء مصر المخلصين.. الذين يلبون نداء الوطن بكل الإخلاص والقوة.. وأن قواتنا المسلحة الباسلة.. قدمت الكثير من التضحيات.. وتحملت الكثير من الأعباء.. ولم تتوانى يومًا عن القيام بواجبها الوطني.. في أحلك الظروف وأصعب الأوقات.. ولهذا.. وضع الشعب المصري العظيم ثقته في قواته المسلحة.. يقدر تضحياتها ويفخر بها.. وستظل العلاقة بين الشعب وأبنائه في القوات المسلحة.. سرًا مصريًا أصيلًا.. وعهدًا أبديًا لا ينقطع بإذن الله".وتابع: "كما يجب أن تعوا جيدًا.. أن المؤسسة العسكرية المصرية.. تقوم على الولاء الكامل للوطن.. وعلى الكفاءة والانضباط والتضحية والفداء.. فكونوا يا أبنائي على قدر هذه المسئولية العظيمة.. وعلى قدر ثقة الشعب المصري فيكم.. ابذلوا أقصى الجهد من أجل مصر.. ولا تبخلوا بعطاء في العمل أو التدريب.. ضعوا اسم وطنكم أمام أعينكم.. اعلموا من أنتم وابذلوا أقصى الجهد لتطوير قدراتكم.. واعلموا أنكم مسئولون عن قيادة وحداتكم والأفراد الذين يعملون معكم.. وثقوا أن مصر لا تقابل العطاء إلا بالعطاء.. وأن هذا الوطن العريق لا ينسى أبنائه المخلصين".وقال:" وفي هذه المناسبة.. نتوجه بكل التقدير والاعتزاز.. لأرواح شهدائنا الأبرار.. الذين بذلوا أرواحهم الغالية فداءً لمصر وشعبها.. وقدموا في سبيل رفعة مصر كل ما يملكون.. نقول لأسرهم.. إن تضحيات أبنائكم.. وأبنائنا.. محل تقدير كبير من شعب مصر كله.. الذي يعرف حجم ما ضحيتم به.. من أجل أن يحيا كل مصري ومصرية في أمان وسلام".وقال: "إن الدولة تمضي في تنفيذ رؤية استراتيجية شاملة.. لبناء وطن قوي متقدم في جميع المجالات.. نقوم بتنفيذ برنامج وطني للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الشامل.. يراعي محدودي الدخل والفئات الأكثر احتياجًا.. بأقصى ما نستطيع من طاقة وإخلاص.. ويتيح الفرصة والمناخ الملائم لتشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية.. وتعزيز قيم العلم الحديث ومناهجه في جميع أوجه حياتنا".وقال: "وإنني أجدد العهد معكم.. بأن تواصل الدولة بذل أقصى الجهد.. وبأفضل الأساليب والمناهج العلمية.. ليس فقط لتشييد المشروعات التنموية الكبرى ذات العائد الملموس.. ولكن قبل ذلك لبناء إنسان مصري يتمتع بصحة طيبة.. وتعليم حديث.. وثقافة راقية.. إنسانٌ يستطيع مواجهة تحديات هذا العصر وما يليه.. ويستطيع من خلال المخزون الحضاري العميق للشعب المصري.. تحقيق المعجزات في أقل وقت ممكن.. ولعله لا يوجد أفضل من هذا اليوم.. الذي نشهد فيه تخريج شباب مصري واعد من الكليات العسكرية.. وانضمامه للقوات المسلحة.. ليواصلوا مسيرة عطاء هذه المؤسسة الوطنية العريقة.. لأؤكد ثقتي في قدرتنا جميعًا بإذن الله.. على تغيير واقع الحياة في هذا الوطن لما نرضاه ونفخر به.. ليكون حاضر ومستقبل مصر.. بعظمة ومجد ماضيها".
مشاركة :