قالت مصادر دبلوماسية وأخرى تابعة للمعارضة، إن طائرات روسية وسورية كثفت قصفها لمعقل لتنظيم «داعش»، في جنوب غرب سوريا على الحدود مع الأردن وإسرائيل، وذلك مع توغل المتشددين في مناطق هجرتها جماعات معارضة أخرى. وأضافت المصادر، أن قوات تابعة لـ«داعش» متحصنة في حوض اليرموك على الحدود بين الأردن وهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل تصدت لهجوم بري شنه الجيش السوري وحلفاؤه. وأصبحت تلك المنطقة الزراعية ساحة القتال الرئيسية في منطقة الحدود الحساسة بعد أن ألحق هجوم كبير للقوات الحكومية السورية المدعومة من روسيا الهزيمة بجماعات معارضة أخرى كانت يوما ما تتلقى دعما من الولايات المتحدة والأردن ودول خليجية. وقال الجيش السوري، إن ضرباته الجوية وقصفه للمتشددين في حوض اليرموك، الجيب الوحيد الخاضع لسيطرة التنظيم في جنوب غرب سوريا، أسفر عن مقتل «عشرات الإرهابيين» في حملة قالت، إن الهدف منها دحر المتشددين. وقال ضابط كبير في الجيش السوري لـ«رويترز»، إن القتال مع المتشددين يتركز على منطقة استراتيجية قرب حوض اليرموك حيث يقاتل مسلحو تنظيم «داعش» بشراسة. وأبلغ مصدر مخابراتي «رويترز» بأن ما يتراوح بين ألف و1500 مقاتل بتنظيم «داعش»، متشبثون بمواقعهم رغم حملة القصف المستمرة منذ عشرة أيام والتي أوضح، أنها أصابت قرى وتسببت في خسائر «لا حصر لها» بين المدنيين. وذكر شخص كان يسكن المنطقة ولا يزال على صلة بأقارب له، إن آلاف المدنيين الذين تعرضت قراهم للقصف فروا إلى مناطق آمنة إما خاضعة للقوات الحكومية أو للمعارضة. وأوضح مصدر آخر على دراية بالوضع أن «داعش» استطاعت بالفعل توسيع الأراضي الخاضعة لسيطرتها خلال العشرين ساعة الماضية بالسيطرة على ما لا يقل عن 18 قرية هجرها مقاتلون من المعارضة يحاربون تحت لواء الجيش السوري الحر.الجيش يواصل تقدمه قرب الحدود مع الجولان يسعى الجيش السوري لبسط سيطرته الكاملة على محافظة القنيطرة التي عبرت إسرائيل عن مخاوف بالغة من وجود جماعات مسلحة تدعمها إيران في منطقة تسمى مثلث الموت. وقالت مصادر مخابراتية غربية، إن المنطقة معقل لجماعات مسلحة تدعمها إيران منها جماعة حزب الله اللبنانية. وأشارت الحكومة الإسرائيلية إلى أنها لن تعرقل وجود الجيش السوري في القنيطرة طالما ظل بعيدا عن المنطقة منزوعة السلاح على طول الحدود. كما قالت إسرائيل، إنها ستواصل تكثيف هجماتها على الحدود وفي أي مكان داخل سوريا تشتبه في تمركز قوات مدعومة من إيران فيه. وقال رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو اليوم الأحد، «سنواصل اتخاذ إجراءات داخل سوريا لمنع تحصن إيرانيين هناك». وقال التلفزيون السوري اليوم، إن ضربة جوية إسرائيلية استهدفت موقعا عسكريا في مدينة مصياف بمحافظة حماة وتسببت في خسائر مادية فحسب. وهذا هو ثاني هجوم خلال أسبوع يشتبه بأن إسرائيل نفذته ضد منشآت للجيش السوري قالت المعارضة ومصادر مخابراتية غربية، إن بها وجودا عسكريا إيرانيا. وتسعى القوات الحكومية السورية وحلفاؤها إلى توسيع نطاق الأراضي الخاضعة لهم قرب حدود الجولان عن طريق التفاوض بشأن اتفاقات لاستسلام جماعات المعارضة والسماح بانتقال مقاتليها إلى مناطق خاضعة للمعارضة في شمال سوريا. وذكرت مصادر، أن إجلاء مئات المعارضين وأسرهم استؤنف اليوم الأحد لليوم الثالث من قرى على امتداد حدود الجولان في إطار اتفاق استسلام توسطت فيه روسيا. ويعيد الاتفاق المنطقة إلى سيطرة الحكومة ويسمح للألوية العسكرية الحكومية بالعودة إلى مواقعها قبل الصراع المستمر منذ سبع سنوات، بالقرب من منطقة منزوعة السلاح مع إسرائيل على حدود الجولان مقامة منذ 1974. وقالت المعارضة، إن من المتوقع أن تنتشر القوات الحكومية السورية في المناطق التي تركها مقاتلو المعارضة لدى انتهاء عمليات الإجلاء وتسليم أسلحتهم الثقيلة. وأفاد مسؤولو المعارضة، بأن الشرطة العسكرية الروسية دخلت كذلك البلدات التي تسيطر عليها المعارضة في إطار ضمانات قدمها الروس بألا تنتقم القوات الحكومية وحلفاؤها من المدنيين والمقاتلين السابقين. في الوقت نفسه، أبلغ مصدر «رويترز» اليوم، بأن الاضطرابات في المنطقة الحدودية أعاقت جهود إجلاء مئات الأعضاء من جماعة «الخوذ البيضاء» السورية للدفاع المدني من حدود الجولان إلى الأردن. وقال المصدر، إن الخطة، التي ساندتها إسرائيل والقوى الغربية، كانت تستهدف إجلاء 800 شخص الليلة الماضية، لكن لم يجل سوى 422 بسبب زيادة وجود «داعش» والحواجز الحكومية. ونقلت وكالات أنباء روسية عن الجيش الروسي قوله، إنه أسقط أيضا طائرتين بدون طيار مجهولتي الهوية هاجمتا قاعدته الجوية في حميميم بشمال سوريا أمس السبت واليوم الأحد.
مشاركة :