لقد تغيرت صناعة الأخبار بسرعة، فتطبيقات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وفرت لمتلقي الأخبار الذين ينتظرونها بشغف أسلوبا جديدا لاكتشاف ما يحصل في الجوار، وحول العالم. ومع هذه التطبيقات الموصولة دائما بالإنترنت يمكن القول إن الأخبار باتت تأتي أسرع بكثير مما سبق. وأفضل تطبيقين للأخبار هما «فليبورد» و«سيركا نيوز»، فكلاهما يترأس كافة التطبيقات الأخرى المنافسة. وكل من هذين التطبيقين يسحب إلى مكان واحد الأخبار والتعليقات من مصادر متنوعة، ابتداء من «تويتر»، وانتهاء بمواقع الصحف الإلكترونية، لكنهما يعملان بأشكال مختلفة قليلا. فـ«فليبورد» Flipboard يستخدم غالبا الخوارزميات لتجميع ما يقدمه، في حين يستخدم «سيركا نيوز» Circa News الأسلوب القديم لاختيار محتوياته، أي عن طريق فريق من المحررين. ويقوم كلاهما بتقديم خيار واسع من المعلومات. وعلاوة على تجميع المقالات، يقوم محررو «سيركا» باختصار الأخبار الأصلية وجعلها أكثر ملاءمة للقراءة أثناء التحرك والتجوال. ويمكنك تعديل بنود الأخبار التي يقدمها «سيركا» لك، كحذف أخبار الرياضة مثلا، أو السياسة. أجود الأمور هنا، أنك إذا وجدت خبرا مثيرا يهمك مثلا، يمكنك النقر على زر «ملاحقة القصة»، ليقوم التطبيق بتحديث الخبر باستمرار مع تطوره. وتأتي هذه القصص اللاحقة في قسم يدعى «واير»، حيث لا ترى فيه سوى التحديثات على أساس أنك لست بحاجة إلى قراءة ما اطلعت عليه سابقا. * تفاعل إخباري * ولـ«سيركا» مظهر جذاب ونظيف، كما أن استخدامه ميسر للغاية، فواجهة التفاعل للقراءة تستجيب بسرعة للإيماءات والحركات مع رسوم متحركة ذكية لتحويل أي نص إلى شيء أكثر حيوية. بيد أن أحد الجوانب السلبية هو ضرورة النقر على الشاشة أكثر بكثير من التطبيقات الأخرى، بغية قراءة البنود. أما واجهة تفاعل «فليبورد» الجذابة الشكل، التي تعتمد على الإيماءات، فهي من الجودة ما تحولك من شخص يتجنب الأخبار، إلى واحد من أكثر الراغبين في الاطلاع عليها، كما تقول «نيويورك تايمز». وهي دائمة التحديث والتعديل، ونسختها الأخيرة التي أضافت بعض اللمسات الإنسانية لدى مقاربتها، قد طرحت للاستخدام أخيرا. والجانب السلبي الوحيد ربما في هذا التطبيق لدى تصفحه بعض الوقت، هو رؤيتك للخبر ذاته يبرز أمامك. وهذا قد بسبب بعض الإزعاج، لكنه قد يقدم لك على الأقل الفرصة لقراءة ما يحصل من زاوية، أو منظار مختلف. وتعتبر «بي بي سي» واحدة من أكثر محطات الأخبار التي تحظى بالاحترام، وتطبيقها الإخباري BBC News app جيد، وهو مجاني على نظامي «آي أو إس» و«أندرويد». ويقدم هذا التطبيق المواضيع الإخبارية على صورة شبكة من الصور الصغيرة، كل واحدة منها، بعنوان يظهر تحتها. والنقر على الصورة يذهب بك إلى المقالة الكاملة. وكل صف في هذه الشبكة هو فئة مختلفة بحالها، سواء كانت قصصا رئيسية، أو أخبارا تخص التجارة والأعمال، أو العلوم وغيرها. ويمكن الانحراف إلى جوانب أحد الصفوف للاطلاع على المزيد من القصص والأخبار، أو لتنظيم نظام الصف وفقا لذوقك. تغذية الأنباء وهنالك مؤشر لآخر الأخبار وأحدثها في الأعلى يظهر المهم الجديد منها والعاجل بلمحة بصر، كما أن هنالك خيارا للإصغاء إلى الراديو من «بي بي سي وورلد سيرفيس». والتطبيق برمته سلس ومسل للغاية، والأخبار ذاتها يجري تقديمها بعلامة «بي بي سي» ذات النوعية العالية. والحلة الدولية لهذا التطبيق تعني أيضا أنه ليس أميركي الاتجاه، وهذا الاتجاه هو العيب الذي يشوه بعض تطبيقات الأخبار. أما بالنسبة إلى تطبيق يهتم بالأخبار الأميركية، فهنالك «نيوس يو إس» Niiiws US، الذي هو تطبيق غير اعتيادي، لكونه يجمع أهم أخبار الصحف الأميركية، مما يضفي عليها صبغة محلية تقليدية. وللتطبيق مظهر عصري حديث، لكن بالحد الأدنى، ويمكن قراءة الأخبار المهمة بأسلوبين، أما على شكل مقالات نصية مرتبة، أو كما تظهر على الشبكة. والتطبيق هذا مجاني على أجهزة «آي أو إس»، وهو رائع، رغم أن واجهة تفاعله تبدو في بعض الأحيان مهتزة غير مستقرة. ويعتبر تطبيق «نيوز دايجست» News Digest من «ياهو» شعبيا للغاية، وهو مخصص للأخبار، ولكن بفرق أساسي، فبدلا من عرض القصص الرئيسية منها بصورة مستمرة، فإنه يجري عرضها بإيجاز مرتين في اليوم، مع معلومات أخرى في سياقها. ويستخدم التطبيق الخوارزميات الذكية، التي تقوم أوتوماتيكيا بتشمم التغذيات الإخبارية الرقمية. والتطبيق عصري وسلس، لكن لأنه يقرأ الأخبار بشكل غير شخصي، فهو الأقل شعبية بين التطبيقات الأخرى، وهو مجاني في نظم «آي أو إس» و«أندرويد». لكن خذ بالاعتبار شراء صحيفة فعلية بين حين وآخر، فهنالك شيء ما يكمن في حفيف صفحات الورق المطبوع، الذي لا يستطيع أي تطبيق مجاراته.