أعلن وزراء مال ومحافظو البنوك المركزية في دول مجموعة العشرين خلال اجتماعهم في الأرجنتين أن تصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية يمثل خطراً متزايداً على النمو العالمي، ودعوا إلى إجراء حوار أوسع، وذلك وفقاً لمسودة البيان الختامي للاجتماع. وأشارت المسودة، التي اطلعت عليها وكالة «رويترز» إلى أن اقتصادات الأسواق الناشئة في وضع أفضل للتكيّف مع الصدمات الخارجية، لكنها لا تزال تواجه تحديات بسبب تقلبات السوق ونزوح رؤوس الأموال. وطغت الحرب التجارية بين القوى العظمى على الاجتماع، والتي اعتبر صندوق النقد أنها تُضعف النمو العالمي، في حين دعت فرنسا الولايات المتحدة إلى التراجع، إلا أن الأخيرة متصلبة في موقفها. وبعد الرسوم الجمركية على الفولاذ والألمنيوم التي استهدفت بشكل رئيس الصين وأشعلت الوضع، تهدد الولايات المتحدة بفرض رسوم على وارداتها من السيارات الأوروبية وعقوبات على الدول التي تقيم تجارة مع ايران ووعدت بخفض كبير لمشترياتها من المنتجات الصينية. وصادق وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين أول من أمس، خلال اجتماع وزراء مال مجموعة العشرين وحكام مصارفها المركزية في بوينوس ايرس، على هذه السياسة المثيرة للجدل التي تتعرض لانتقادات من الدول كافة، بما فيها حلفاء الولايات المتحدة. ويتوجه رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر منتصف الأسبوع الجاري إلى واشنطن لإجراء مفاوضات، ولكن من المستحيل بالنسبة إلى الدول الأوروبية القبول بفرض الولايات المتحدة سياستها التجارية. وقال وزير المال الفرنسي برونو لومير بحزم لصحافيين «نرفض التفاوض مع مسدس في الرأس، وعلى الولايات المتحدة القيام بخطوة لعدم إثارة تصعيد وتسوية كل ذلك». وأضاف: «لا يمكن أن تقوم التجارة العالمية على شريعة الغاب»، معتبراً أن «رفع الرسوم من جانب واحد هو قانون الأقوى، ولا يمكن أن يكون مستقبل العلاقات التجارية في العالم». ورأى أن أوروبا لديها دور في هذا الإطار ويجب أن تستفيد من قوتها الاقتصادية، فأوروبا بوحدتها، يمكنها أن تحرّك الأمور. ليس محكوم علينا أن نغرق بين الصين التي تزداد قوة بشكل مستمر والولايات المتحدة التي قررت الدخول في علاقة القوى المهيمنة مع كل الدول الأخرى على وجه الأرض». وتركز الاهتمام على منوتشين الذي يمثل القوة الاقتصادية الأولى في العالم، إذ دعا الصين والاتحاد الاوروبي إلى تقديم تنازلات للتوصل إلى علاقة تجارية أكثر توازناً، وذلك بعد التصريحات المدوية للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي نعت بكين وبروكسل وموسكو بـ «الخصوم» التجاريين. واعتبر وزير الاقتصاد البرازيلي ادواردو غارديا أن «كل ما هو ضد التبادل الحرّ والتجارة المبنية على القواعد، تجب معالجته عبر منظمات دولية قادرة على حلّ هذا النوع من النزاعات». وناقش وزراء مال مجموعة العشرين أخطار حدوث أزمة في الدول الناشئة وفرض ضرائب على المجموعات القرمية العملاقة التي لا تفرض عليها حالياً إلا رسوم قليلة. إلى ذلك حذرت جماعات الصناعة في ألمانيا أمس، من أن التعريفات التي فرضتها الولايات المتحدة أو هدّدت بفرضها تخاطر بإلحاق الضرر بالولايات المتحدة نفسها. وقال رئيس اتحاد الصناعات الألمانية ديتر كمبف لصحيفة «فيلت ام زونتاج» إن «من الحكمة أن يواصل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة محادثاتهما». وأضاف: «التعريفات التي فُرضت تحت مسمى الأمن القومي، يجب إلغائها.
مشاركة :