شاعر مصري يغزو المسلسلات التلفزيونية

  • 7/23/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الفنان محمود جمعة في دور «الشيخ صالح» في مسلسل «كلبش» القاهرة: بدرية سيد* المتحكم الأساسي في الإنتاج الفني بمصر هو الإعلانات، والفنان الأعلى أجراً هو الذي يتمكن من جلب إعلانات أكثر. وجد الشاعر المصري محمود جمعة ضالته في التمثيل، بعد عقود من تأليف القصائد. وعرف متابعو المسلسلات التلفزيونية، أخيرا، وجهه كممثل يؤدي أدوار العجوز الطيب والعجوز الشرير، حيث ظهر في الموسم الدرامي لهذا العام في أربع مسلسلات هي «فوق السحاب»، و«ليالي أوجيني»، و«رسايل»، و«عوالم خفية»، دون معرفة بماضيه الذي ارتبط لعقود بعالم الأدباء والشعراء ومؤلفي المسرحيات.جمعة (يسار) في مشهد تمثيلي جديد وبدأ جمعة حياته كموظف في النيابة المصرية، بمدينة بنها في شمال القاهرة، عام 1973 بعد أن حصل على دبلوم معهد إعداد الفنيين التجاريين. ويقول إنه لم يجد نفسه في العمل الوظيفي منذ وقت مبكر، فاتجه إلى مسارح الدولة، حيث حصل على شهرته، منذ عام 1976. في أوساط الأدباء المصريين كشاعر. وكتب بعد ذلك قصيدة عبارة عن «رباعيات» على مدى خمس عشرة حلقة لمسلسل «أدهم الشرقاوي». ومنذ وقت مبكر داعبت أحلام التمثيل خيال الشاعر محمود جمعة. وتحدث في ذلك مع أصدقائه خاصة أولئك الذين كانوا يطلبون منه كتابة أشعار للأعمال الدرامية التي يقومون بإخراجها، إلا أنهم فضلوا أن يستمر كشاعر لا كممثل. ويضيف موضحا: «أنا معروف أكثر كشاعر، وليس كممثل. في السابق قلت لصديقي المخرج محمد فاضل، أريد أن أمثل، فقال لي: لا مانع لكن أنت شاعر مهم وقوي». ويقول إنه تحدث في هذا الأمر أيضا مع صديقه الآخر، المخرج عصام الشماع، فقال له نفس الكلام… ويوضح: «حين طلبت من المخرج الشماع ذلك سألني باستغراب عما إذا كنت أقلل من قيمتي كشاعر… ولهذا توقفت عن فتح موضوع الرغبة في التمثيل مع المخرجين الذين أعرفهم ومع غيرهم من الفنانين». وكانت لدى جمعة خبرة سابقة في التمثيل من خلال احتكاكه سنوات طويلة بعالم المسرح وتأليف الشعر للمسلسلات. لكن حلمه بالوقوف أمام الكاميرا كممثل بدأ يتحقق بالتدريج منذ العام الماضي إلى أن وجد نفسه، هذا العام، يشارك في أربعة مسلسلات دفعة واحدة. ويبدو أن ملامح وجهه النابضة بالمشاعر أصبحت مطلوبة لكثير من المخرجين.جمعة مع فريق عمل مسلسل «فوق السحاب» وظهر في شخصية «الشيخ صالح» في مسلسل «كلبش» في الجزء الأول في شهر رمضان الماضي. وهذا الدور سبب معرفة المشاهدين به على شاشة الدراما. ويقول: «الفنان عبارة عن تركيبة للشخصية المطلوبة… ومتابعو المسلسلات كانوا في حاجة لشخصية مثل الشيخ صالح… هو نوع من البشر يمكن أن تثق به، وأن تأتمنه على أسرارها».الفنان جمعة في صورة دعائية لمسلسل «فوق السحاب» وعمل جمعة في هذا المسلسل مع المخرج بيتر ميمي، ومع نجوم آخرين من بينهم أمير كرارة، ومحمد لطفي، ودينا فؤاد، وغيرهم. وفي العام الحالي ظهر بأربع شخصيات مختلفة في أربعة مسلسلات. ففي مسلسل «فوق السحاب» أدى دور شخصية قيادي في جماعة متطرفة. ويقول: «مثلت دور إرهابي. وفي بعض الأحيان يتطلب الدور أن أقوم بجلد فتاة بالكرباج. كانت شخصية شرسة جدا». أما في مسلسل «رسايل» فقد لعب دور شخصية حالمة لديها القدرة على استشراف المستقبل. وتعتمد الشخصية التي لعب جمعة دورها في هذا المسلسل على مناقشة الجملة الفلسفية التي تقول: «رُب ضارة نافعة». وفي مسلسل «ليالي أوجيني» لعب دور الأب لفتاة بعد وفاة والدها الحقيقي. وتدور أحداث المسلسل في عشرينات القرن الماضي. ويقول جمعة إنه لم يصل بعد إلى مرحلة اختيار الأدوار التي يريد أن يمثلها، كما يفعل الفنانون الكبار، وإنه ما زال في مرحلة يخضع فيها لما يعرض عليه من أدوار. وهو يرى أن الوجود على الشاشة مهم، حتى يعتاد عليك الجميع، من المشاهدين إلى صناع الدراما، ويقول إن الشرط الوحيد هو أن يكون المخرج جيدا وأن يكون موضوع المسلسل محترما وبعيدا عن الإسفاف أو الابتذال. ويضيف مبتسما: «أنا لست في مرحلة اختيار الأدوار، لكن الأدوار هي التي تختارني». ويتمنى جمعة أن يراه المشاهدون في الشخصيات التي يمثلها، وليس في شخصيته هو، حتى يستطيع أن يعيش في وجدان الناس. وهو لديه رؤية كذلك عن الطريقة التي يمكن أن يصل بها التمثيل في العالم العربي إلى العالمية. ويقول إن هذا يتطلب الارتقاء بمستوى الفن، وأن ذلك يحتاج لتغيير نظام الإنتاج نفسه. ويضيف: «في أميركا على سبيل المثال يقومون بإنتاج الأعمال الدرامية، والقنوات والمعلنون يقومون بالتعاقد على بثها، بينما نحن لدينا العكس… أي أن الاتفاق مع القنوات والإعلانات يسبق عملية إنتاج العمل الفني». ويضيف قائلا إن المتحكم الأساسي في الإنتاج الفني بمصر أصبح هو الإعلانات، والفنان الأعلى أجرا هو الذي يتمكن، بوجوده في العمل، من جلب إعلانات أكثر من الآخرين. وبالإضافة إلى هذا يتحدث عن وجود فارق شاسع في الإنفاق على العمل الفني بين الولايات المتحدة الأميركية مقارنة بمصر. ويوضح: «أتمنى أن تتجه الدولة بمصر لإنتاج مسلسلات وأفلام ذات توجه وطني يتصدى للمفاهيم الخاطئة وتقف ضد الإرهاب والتعصب والعنف والتحرش والإدمان».

مشاركة :