ترامب يحذر إيران من تهديد أمريكا وإلا ستواجه العواقب

  • 7/23/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن إيران تغامر بمواجهة عواقب وخيمة «لم يشهد مثيلها من قبل عبر التاريخ سوى قلة» إذا وجهت الجمهورية الإسلامية المزيد من التهديد للولايات المتحدة. ووجه ترامب تهديده لإيران في تغريدة كتبها بحروف كبيرة على «تويتر» في وقت متأخر من مساء أمس بعد ساعات من تصريح الرئيس الإيراني حسن روحاني، بأن السياسات العدائية تجاه طهران قد تؤدي إلى «أم الحروب كلها». ورغم ارتفاع نبرة التصريحات إلا أن الجانبين لديهما أسبابهما التي تدفعهما إلى تفادي بدء صراع يمكن أن يتصاعد بسهولة. وقال مسؤولون أمريكيون، إن إدارة ترامب بدأت هجوما من خلال الخطب ووسائل التواصل الاجتماعي بهدف إثارة القلاقل والضغط على إيران لإنهاء برنامجها النووي ودعمها لجماعات متشددة. وقد واجهت إيران ضغوطا أمريكية متزايدة وعقوبات محتملة منذ قرار ترامب في مايو/ أيار، الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015. وكتب ترامب في رسالته الموجهة لروحاني، «إياك أبدا أن تهدد الولايات المتحدة مرة أخرى وإلا فستواجه عواقب لم يختبرها سوى قلة عبر التاريخ. لم نعد دولة تقبل كلماتكم المختلة عن العنف والموت .. احترسوا!». وفي وقت سابق يوم الأحد قال روحاني في اجتماع مع دبلوماسيين إيرانيين، «يا سيد ترامب لا تعبث بذيل الأسد فهذا لن يؤدي إلا للندم». ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن روحاني قوله، «ينبغي أن تعلم أمريكا أن السلام مع إيران هو السلام الحقيقي والحرب مع إيران هي أم الحروب»، لكنه ترك الباب مفتوحا أمام إمكانية تحقيق السلام بين البلدين أيضا. لكن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قال يوم السبت، إن التفاوض مع الولايات المتحدة سيكون «خطأ واضحا». وسخر روحاني من تهديد ترامب بإيقاف صادرات النفط الإيرانية قائلا، إن إيران تتمتع بموقع مهيمن في الخليج ومضيق هرمز، الممر الرئيسي لشحن النفط. ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية عن غلام حسين غيب برور القائد الكبير بالحرس الثوري الإيراني رده على تهديدات ترامب قائلا، إن طهران ستستمر في مقاومة أعدائها. وقال، «لن نتخلى أبدا عن معتقداتنا الثورية… سنقاوم ضغوط الأعداء… أمريكا لا ترغب في ما هو أقل من تدمير إيران… (لكن) ترامب لا يمكنه أن يمس إيران بشيء».«حرب الكلمات» جاء تحذير ترامب بعد ساعات من كلمة ألقاها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، شجب خلالها الزعماء الإيرانيين وشبههم «بالمافيا»، وتعهد بدعم لم يحدده للإيرانيين غير الراضين عن حكومتهم. وقالت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء، إن تصريح بومبيو تدخل في شؤون طهران. وقال بهرام قاسمي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، «مثل هذه السياسات ستوحد الإيرانيين الذين سيتغلبون على المؤامرات التي تحاك ضد بلدهم». وأشاد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، «بالموقف القوي» لترامب ضد إيران. وفي الوقت ذاته قالت ألمانيا، إن تهديدات الحرب «لا تفيد أبدا». وليست هناك نية تذكر في واشنطن لخوض صراع مع إيران بسبب المصاعب التي واجهها الجيش الأمريكي بعد غزوه العراق عام 2003، وأيضا بسبب الأثر على الاقتصاد العالمي إذا تسبب الصراع في ارتفاع أسعار النفط. ويخشى كثير من الإيرانيين العاديين أن تؤدي حرب الكلمات إلى مواجهة عسكرية، ولكن مطلعين على بواطن الأمور في طهران قالوا لـ«رويترز»، إن الإدارة الأمريكية لن تجر البلاد إلى مستنقع آخر في الشرق الأوسط. ومع الاستياء الشعبي بسبب الاقتصاد الإيراني المتعثر وتراجع العملة واحتمال فرض عقوبات أمريكية جديدة صارمة يدعو زعماء إيران إلى الوحدة. ويشك كثير من الإيرانيين بشكل كبير في دعم إدارة ترامب للمواطنين الإيرانيين بسبب العقوبات الأمريكية القاسية على البلاد وفرض حظر على التأشيرات مما يحول دون دخول الإيرانيين الولايات المتحدة. ويبدو أن تهديد روحاني في وقت سابق من الشهر الجاري بتعطيل شحنات النفط من الدول المجاورة جاء ردا على مساعي واشنطن لإرغام الدول كلها على التوقف عن شراء النفط الإيراني. وكانت واشنطن تعتزم في البداية منع إيران من دخول أسواق النفط العالمية بالكامل بعد أن تخلى ترامب عن الاتفاق الذي يهدف لتقليص طموحات طهران النووية. غير أن الولايات المتحدة خففت من حدة موقفها وقالت، إنها قد تمنح استثناءات لبعض الحلفاء الذين يعتمدون على الإمدادات الإيرانية.

مشاركة :