بقلم الاستاذ: محمد الساعد محافظة العلا احتضنت ثاني مدرسة بالمملكة العربية السعودية في زمن كان شحيحاً بالتعليم والإقتصاد انا ذاك لم يكن بحجمة هذا اليوم لقلة الموارد والطاقة البشرية بذلك الوقت واليوم محافظة العلا تعد الوجهة الرئيسية والأولى للسياحة على مستوى العالم لا أريد أن أطيل ولن أتحدث عن هذا المرض وأسبابه وأعراضه وطرق علاجه فهذا ليس محور حديثي وليس من تخصصي ، بل سأتحدث عن جوانب أخرى فيما يتعلق بأسر الأطفال التوحديين ومعاناتهم المستمرة بشكل يومي وعلى مدار الساعة فهذا النوع من المرض لدى الأطفال يحتاج لرعاية متخصصة واهتمام كبير ومراقبة دقيقة لطفل التوحد من قبل الأسرة لذلك فهو يشكل عبئاً إجتماعياً وإقتصادياً ونفسياً أكثر من أي مرض آخر فمن هنا يبرز حجم المعاناة التي تمر بها الأسرة التي لديها أطفال التوحد وخاصة الأسر الفقيرة ومتوسطة الدخل ، وكلامي هنا إنطلاقا من حديثي مع بعض أولياء أمور هؤلاء الأطفال بمحافظة العلا وهنا سوف أسوق بعض مطالبهم : – إنشاء مركز متخصص بمحافظة العلا بمنظومة متكاملة عن كل ما يتعلق بهذا المرض من جميع جوانبه الإجتماعية والنفسية والإقتصادية والتعليمية…إلخ تضم كل جهة حكومية أو أهلية لها علاقة بطفل التوحد وأسرته. – تدخل مبكر لطفل التوحد ذات تأهيل عال لأهمية ذلك في العلاج بقدر المستطاع. – تجهيز المدارس العامة بأدوات وكوادر بشرية مؤهلة لدمجهم في التعليم العام. – الإهتمام بالتدريب المهني المتخصص لحالات التوحد المجهز بكوادر بشرية مؤهلة لتأهيل التوحديين. – إيجاد فرص عمل تتناسب مع طبيعة مرضهم وأعني كبار السن منهم وتفهم جهات العمل لذلك. – الدعم الأسري لأسر أطفال التوحد وتقدير جهات عمل الأب أو الأم لحالة أبناء وبنات هؤلاء والمعاناة التي يمرون بها ومراعاة ذلك في عملهم من حيث الدوام وغيره.. إلخ . – النظر في الإعانات التي تقدم للأسر التي لديها أطفال توحديون وخاصة الأسر الفقيرة ومتوسطة الدخل ومراعاة التغييرات الإقتصادية فمن المعروف أن طفل التوحد يحتاج لرعاية خاصة ومصاريف كثيرة قد لا تتحملها الكثير من الأسر وأحيانا كثيرة يستلزم وجود مرافق أو مرافقة ملازم له وذو قدرات وخبرات خاصة . وحقيقة أجد نفسي مستغرباً لهذا الوضع وهذا الإهمال لهذه الفئة من قبل الجهات الحكومية المسؤولة عن هذه الفئات وأسرهم بمحافظة العلا وتركهم لإستغلال بعض المراكز التي دخلت في هذا المجال من باب الإستثمار المادي ، من هنا أدعو كل من له علاقة بهذا الوضع للنظر لهذه الفئة من المرضى بعين الرحمة والإنسانية والسعي لرفع معاناة الأسر ويكفي معاناتهم وصبرهم على رعايتهم هؤلاء الأطفال نسأل الله لهم الأجر والمثوبة. وأدعو رجال الأعمال بمحافظة العلا لإستثمار أموالهم في باب من أبواب البر والخير والأجر ودعم هذه الأسر وهؤلاء المرضى فكثير منهم بحاجة للدعم المادي والوقوف معهم واجب ديني وإنساني ووطني والآن ولله الحمد تطورت محافظة العلا وازدهرة اقتصادياً ومن هذا المنطلق أوجه مقالي هذا للجهات المعنية بهذا الشأن و المسؤولين و لرجال الأعمال بمحافظة العلا بالمساهمة والمساعدة لمثل هذه الفئة الغالية على قلوبنا وأسرهم .
مشاركة :