Share this on WhatsApp الرياض – فجر : قال خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، سفير خادم الحرمين الشريفين في واشنطن، إن ما مر به العالم من مآس وويلات خلال الحرب العالمية الثانية، في واحدة من أحلك فصول التاريخ الإنساني، وما انتهت إليه مسارات تلك الحرب من دحر قوى الشر والظلام، هي مرحلة مليئة بالدروس والعبر، لتجنيب العالم ويلات الانزلاق إلى صراعات مماثلة. وتابع: “لذا نحن اليوم نرحب بتأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة لن تتعامل مع إيران بشيءٍ من سياسات “الاسترضاء” التي فشلت فشلاً ذريعاً في إيقاف توسع ألمانيا النازية أو تلافي الحرب الأكثر كلفة في التاريخ الإنساني. وانطلاقاً من ذلك فإنه يتوجب علينا اليوم جميعاً أن نتحد لدعم استراتيجية أوسع لمعالجة سلوك النظام الإيراني المزعزع للاستقرار”. وأضاف سفير المملكة في واشنطن: “نعيش اليوم في فترة تشهد ظروفاً تذكرنا بأحداث ثلاثينيات القرن الماضي، التي سبقت الحرب العالمية الثانية، حيث يعيش العالم تداعيات أزمات اقتصادية، ويشهد انقساماً سياسياً حاداً من اليمين المتطرف إلى اليسار المتشدد، وتغيب فيه قدرة مؤسسات المجتمع الدولي على العمل المشترك الفعال للتصدي للأزمات الدولية، وكما هي الحال في النصف الأول من القرن العشرين، تسعى القوى التوسعية اليوم لملء الفراغ من خلال نشر أيدولوجيات الكراهية والعنف؛ وهو أمر يستوجب على المجتمع الدولي العمل بحزم لمواجهة هذه التحديات، ولا شك أننا حينما نرى سياسات استرضاء إيران التي أثبتت فشلها فإن ذلك يعيد إلى الأذهان ما رأيناه في مواجهة ألمانيا النازية”. واستطرد قائلاً “بغض النظر عن نوايا الدول الموقعة على الاتفاق النووي؛ فإن هذا الاتفاق وما تضمنه من تخفيف للعقوبات الاقتصادية على إيران، لم يضع حداً لأنشطة إيران المزعزعة لاستقرار المنطقة ورعايتها للإرهاب، لا بل ساهم من خلال منح النظام الإيراني المزيد من العوائد المالية، في تعزيز أنشطة إيران التوسعية في المنطقة. كان ذلك الاتفاق جزءاً من منهج الاسترضاء الذي كان سيؤدي إلى نتائج كارثية في المنطقة لو استمر، فخلال فترة الاتفاق، قام النظام الإيراني بزيادة الدعم المالي والعسكري لنظام بشار الأسد، بدون أي رادع من المجتمع الدولي، وبدون أي عقاب على جرائم النظام الإيراني في سوريا، لا بل تم إعطاء النظام الإيراني دوراً في المفاوضات السياسية المتعلقة بسوريا. وكما هو متوقع؛ فإن ذلك لم يحقق السلام في سوريا، ولم يغير السلوك الإيراني، بل زادت إيران من أنشطتها العدائية التخريبية في سوريا وفي سائر المنطقة”. لقد أعلن الرئيس ترامب بأن إدارته “ستعمل مع الحلفاء لإيجاد حل فعلي وشامل ودائم للتهديد الإيراني النووي. وهذا سيتضمن جهوداً لإنهاء التهديد الذي يشكّله برنامج إيران للأسلحة الباليستية، وإيقاف أنشطتها الإرهابية على مستوى العالم، والتصدي لنشاطها الذي يهدد الشرق الأوسط”، وهذا الموقف متسق مع سياسة المملكة العربية السعودية والتزامها بالعمل مع حلفائها وفعل كل ما من شأنه وقف التمدد الإيراني الخبيث في المنطقة، سواء من خلال حزب الله الإرهابي، أو ميليشيات الحوثي التي جلبت الدمار والفوضى لليمن، التي حاولت إيران، من خلالهم، ترهيب المملكة عبر إطلاق الصواريخ الباليستية؛ وهو أمر يعكس جهلاً بتاريخ وطبيعة المملكة. وإيقاف التمدد الإيراني يستدعي ردة فعل دولية حازمة من شأنها أن توقف إيران عن مد أذاها نحو مختلف دول المنطقة. وتابع الأمير خالد قائلاً: “مهما كان الموقف تجاه الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي؛ يجب علينا جميعاً أن نعمل على تحقيق المهمة الأكبر المتمثلة في إيقاف إيران وأتباعها عن استمرارهم في نشر الفوضى والدمار في المنطقة؛ وهو أمر يدركه القادة الذين حاولوا إنقاذ الاتفاق النووي، حيث أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق: “سنعمل بشكلٍ جماعي على إطار أوسع يعالج النشاط النووي، وما بعد 2025، والنشاط الباليسيتي، والاستقرار في الشرق الأوسط، خاصة في سوريا واليمن والعراق”. وأضاف: “حيث اتضح جلياً للمجتمع الدولي فشل سياسة استرضاء إيران في تغيير تصرفاتها، فيتعين علينا النظر إلى أوجه التشابه العديدة والمثيرة للقلق بين عامي 2018 و1938 وذلك لكي نستفيد من دروس التاريخ وعبره في التعامل الدولي مع الخطر الداهم المتمثل بأنشطة النظام الإيراني التوسعية ورعايته للإرهاب”.Share this on WhatsAppوسوم: إيرانخالد بن سلمان بن عبدالعزيزسفير المملكةواشنطنShare0Tweet0Share0Share
مشاركة :