أكد نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر أن وزراء الداخلية والإعلام العرب استشعروا مبكراً خطورة ظاهرة الإرهاب وتدارسوا في اجتماع مشترك عقد بتونس عام 1423ه الدور المؤثر لوسائط الإعلام المتعددة في تغذية هذه الظاهرة مطالبين بالحد من آثارها ومكافحتها والوقوف بحزم أمام الإرهاب من منطلق أن العرب والمسلمون هم المتضررون منه بالدرجة الأولى معتبرين أن الإرهاب معوق أساسي لمظاهر التنمية المستدامة على الصعيد العربي والإسلامي وحتى الدولي. أبو غزالة: التناول الإعلامي العربي يروج دون قصد لغايات الإرهاب بإعطائه هالة إعلامية لا يستحقها وأضاف الدكتور الجاسر في كلمته لدى افتتاح مؤتمر "دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب" والذي تنظمه جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية صباح أمس بالتعاون مع قطاع الإعلام بإدارة الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب، أنه وزارة الثقافة والإعلام اقترحت قبل عامين في اجتماع وزراء الإعلام العرب إعداد إستراتيجية إعلامية مشتركة لمكافحة الإرهاب، ولقد كلفت المملكة بإعداد هذه الإستراتيجية، وقامت الوزارة بالتعاون مع جامعة نايف بإعداد الإستراتيجية التي أقرها وزراء الإعلام العرب العام الماضي، وأرسلت مسودتها النهائية إلى الدول الأعضاء من أجل تقديم مرئياتهم قبل التصديق عليها من قبل قادة الدول العربية. وأشار نائب وزير الثقافة والإعلام إلى أن تلك الإستراتيجية تعتبر نقطة توعية لمنظومة العمل المشترك في مجال التصدي للإرهاب إعلامياً، بما يتناسب مع التطورات المذهلة في عالم الإعلام، خاصة الإعلام العربي الذي يشهد في عصرنا هذا حراكاً ديناميكياً، لا ينحصر في الإعلام الحكومي الرسمي بل يتعدى ذلك إلى الإعلام الخاص، الذي بات يشكل حضوراً متميزاً إلى جانب الإعلام الحكومي في التصدي لهذه الظاهرة، وكشف زيف الإرهابيين ومن يقف وراءهم، مبيناً أن وسائط الإعلام المختلفة والمتعددة لا بد أن يكون لها دور فاعل في مجال التوعية الأمنية ورفع مستوى الحس الأمني لدى الناس. وأكد الدكتور الجاسر أن على أجهزة الإعلام العربية حكومية أو خاصة أن تتوخى الدقة في عرض الحقائق والبعد عن التهويل والتهوين، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب معالجة احترافية وكوادر إعلامية على مستوى الحدث، مبيناً أن الإستراتيجية الإعلامية تضمنت عدة مبررات ومنطلقات وأهداف لتكوين رأي عام مناهض للتطرف والغلو، ومحاربة الأفكار المنحرفة والمفاهيم المغلوطة ضمن خطاب إعلامي متجدد، يتناول مفهوم الجهاد وأطروحاته بشكل علمي وموضوعي، ويميز بين الإرهاب والمقاومة المشروعة في إطار قيم الشريعة الإسلامية وغيرها من الشرائع السماوية، وكذا المواثيق الخاصة بحماية حقوق الإنسان. وأعتبر نائب وزير الثقافة والإعلام أن الإستراتيجية العربية المشتركة تصدياً لظاهرة الإرهاب بكل منطلقاتها ووسائلها وأهدافها وآلياتها، وسداً منيعاً ضد الإرهاب وضد التطرف من خلال الدور الفاعل والمؤثر لوسائط الإعلام العربية، متمنياً أن تحقق جلسات المؤتمر مناوشات جادة ومثمرة، وأن يرفع من خلالها توصيات من شأنها مكافحة هذه الظاهرة إعلامياً، وأن تقوم الأمانة العامة لجامعة الدول العربية برفعها إلى مجلس وزراء الإعلام العرب. ابن رقوش: الإعلام سلاح ذو حدين.. وبالإمكان توجيهه ليكون جندياً باسلاً في مكافحة الإرهاب من جانبها، عبرّت الدكتورة هيفاء أبوغزالة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون الإعلام والاتصال عن شكرها لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ممثلة برئيسها الدكتور جمعان بن رقوش على تنظيم هذا المؤتمر، مؤكدة على أن الإرهاب أصبح من الموضوعات المهمة التي تحتل مكانة بارزة في اهتمامات المجتمع الدولي نظراً لما تمثله هذه الظاهرة من مخاطر في ضوء تفشيها على الساحة الدولية، فظاهرة الإرهاب هي ظاهرة دولية وليست مرتبطة بدين أو عرق أو منطقة معينة. وأضافت الدكتورة أبو غزالة أن دين الإسلام لعب دوراً كبيراً في التصدي لهذه الظاهرة الغريبة عن ديننا وعن مجتمعنا العربي والإسلامي المسالم، فالإسلام دين لا يجيز الإرهاب ولا يؤيده ولا يدعو إليه، بل على العكس يدعوا للتسامح والتعامل بالحسنى كما قال تعالى (أدفع بالتي هي أحسن)، ولمواجهة ذلك الفكر الضال وهذه الظاهرة يقع على الإعلام عبء كبير خصوص في عالمنا العربي، لما له من تأثير على توجهات الرأي العام واتجاهاته، فالإعلام أصبح لغة عصرية وحضارية لا يمكن تجاهلها أو الاستغناء عنها. وأشارت الدكتورة هيفاء إلى أن التناول الإعلامي لظاهرة الإرهاب في ضوء الخصائص والسمات الخاصة بالتنظيمات الإرهابية في البلدان العربية به العديد من السلبيات، فهو يقوم احياناً وبدون قصد بالترويج لغايات الإرهاب بإعطائه هالة إعلامية لا يستحقها، ومن هنا تبرز أهمية المؤتمر الذي يهدف إلى إلقاء الضوء على طريقة تعامل الإعلام العربي مع الإرهاب، والتوعية بالأسس النفسية التي يستهدفها الإرهابيون لتحقيق أهدافهم، ودعم التواصل بين المؤسسات الإعلامية والأمنية للتصدي للإرهاب. إلى ذلك، نوه رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور جمعان بن رقوش بسعادة الجامعة باستضافة هذا المؤتمر المهم الذي يمثل ولا شك علاقة محورية وإستراتيجية بين الأمن والإعلام، موضحاً أن فكرة المؤتمر نبعت من خلال مجلس وزراء الإعلام العرب وتشرفت الجامعة بتنفيذ المؤتمر بالتعاون مع المجلس، مؤكداً أنهم في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية يؤمنون إيمانا عميقا بأهمية الإعلام، ودوره البارز في عدد من المجالات ولعل الأمن من أهمها حيث يبرز دور الإعلام فيه بشكل قوي للغاية. وأضاف الدكتور ابن رقوش أن الإعلام سلاح ذو حدين، فإن استطعنا أن نوجهه بالشكل السليم فبالتأكيد نكسب جندياً باسلاً في خندق مكافحة الإرهاب، وإن أسيء استخدامه فبالتأكيد سيكون هذا الجندي في الخندق المقابل، فمن خلال هذا المؤتمر نحاول جاهدين أن نمازج بين الخبرات الأمنية والإعلامية عبر عدد من الدراسات العربية المطروحة في المؤتمر، لنصل في النهاية إلى توصيات من شأنها أن تسهم في دفع عجلة التعاون بين الجهاز الإعلامي والجهاز الأمني، بتوجيه كريم من سمو وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف.
مشاركة :