ربما يكون من السهل على أي فتاة أن تلتحق بتخصصات يستقر أمرها على مأمن من الأرض، مثل الهندسة والطب ونظم المعلومات والجيولوجيا والفيزياء والرياضيات والفنون وغيرها من التخصصات التي اعتدنا تميز وتفوق الفتاة البحرينية فيها، مثلما اعتدنا تهيئتها سنوياً لمن يريد أو يرغب في التخصص فيها، ولكن أن تلتحق فتاة بتخصص يتجاوز حدود الأرض وتكون على غير مأمن من فضائها الجوي، فهذا ما لم نعتده أو يخطر على بالنا يوماً، إذ مثل هذا التخصص الاستثنائي يحتاج أو يستدعي طاقة غير عادية من مختلف الجوانب، النفسية والمعنوية والذاتية، طاقة قادرة على التحدي وإزاحة كل ما من شأنه أن يكون عائقاً ضد هذه الرغبة الاستثنائية الصعبة، إنه قرار صعب يحسم أمر ومصير ومستقبل من يتخذه وخاصة إذا كانت فتاة. مثل هذا القرار الذي يحتاج إلى جرأة وجسارة وثقة مسؤولة وقلب قوي يضع الوطن وأمنه في صدارة طموحاته وأحلامه واهتماماته، اتخذته وبشجاعة، فتاة البحرين الباسلة، الشيخة عائشة بنت راشد آل خليفة التي منحت فضاء البحرين بتحليقها في أجوائه لمدة ساعة متواصلة عبر طائرة مقاتلة من طراز (هوك)، منحته أفضل ما اختزلته من سنوات دراستها في كلية ساندهيرست العسكرية البريطانية العريقة، وأجدى ما تحصلته من ثقة القيادة الرشيدة بما تتملكه من هذه القدرات العسكرية الاستثنائية في مجال السلاح الجوي، لتحقق بذلك أنموذجاً ساطعاً ناصعاً للفتاة البحرينية في مملكتنا الغالية، ولتضيف بهذا الإنجاز بصمة مشرفة في سجل المرأة البحرينية المشرق. إن الشيخة عائشة بنت راشد آل خليفة، قد اختارت من التخصصات ما يهاب كثير من الرجال والنساء الالتحاق به، خاصة وأنه في المجال العسكري، وذي صلة بالحروب والمواجهات التي تعرض النفس في أي لحظة إلى ما لا يحمد عقباه، ولكنها بهذا الاختيار ستساهم، بل ستكون رائدة في تشجيع الكثير من الفتيات البحرينيات للالتحاق بهذا المجال، وبالتالي ستسهم في إزاحة كل ما يقلقهن بشأنه، وسيدركن أن الوطن يحتاج لأمثالهن للدفاع عنه وصون هويته وكرامته، إنهن بحاجة ماسة إلى من يشجعهن ويقفن معهن بإيمان وقناعة بأن الوطن مسؤولية الجميع وفوق كل اعتبار، وخاصة من أولياء أمورهن، فدعمهم لهن مهم جدا ومطلوب دون تردد، ولا شك أن الشيخة عائشة قد حظيت من أسرتها الكريمة حفظها الله مثل هذا الدعم الذي زاد وضاعف من رغبتها في الالتحاق بهذا التخصص، فهو لم يأتِ هباء أو محض صدفة أو بشكل عشوائي أو ارتجالي، إنما جاء بإيمان أسرتها الكريمة بما تتملكه كريمتهم الغالية من رغبة لا تحد تجاه ما تتمنى يوماً التخصص فيه أو الالتحاق به، وهو الدعم الذي من شأنه أن يزيح عقدة الخوف أو عقدة الرهبة عن نفوس من تود من الفتيات الالتحاق بهذا التخصص، أو الالتحاق بالعمل في مجالاته العسكرية الجوية. ولعل أكبر دعم لفتاة البحرين الباسلة الشيخة عائشة، ولكل فتاة بحرينية ترغب يوماً في الالتحاق بهذا المجال العسكري الجوي، هو حضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، مهندس مستقبل أبناء وبنات الوطن، والقائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة حفظه الله صانع ترسانة الأمن العسكري في بحريننا الغالية، فمثل هذا الدعم سيمكن الشيخة عائشة بنت راشد آل خليفة من أن تكون يوماً قادرة ومتمكنة من قيادة أحدث الطائرات العسكرية المقاتلة وأكثرها تعقيداً، كما سيمكنها يوماً من أن تتسلم إدارة دفة كلية عسكرية تعنى بتعليم الفتاة العسكرية البحرينية في حقل الطيران، وهذا حلم ليس ببعيد عن من رسم بطموحه مستقبل المرأة البحرينية المقاتلة على خارطتنا الجوية في مملكتنا الغالية. فهنيئًا للبحرين قيادة وشعبا سطوع ألق فتاة البحرين الباسلة الشيخة عائشة بنت راشد آل خليفة حفظها الله وحماها من كل شر ومكروه في خارطتنا الجوية بمملكتنا الغالية.
مشاركة :