قال وزير النفط الهندي أمس، أن إيران احتلت المركز الثاني بين أكبر موردي النفط الخام إلى المصافي الحكومية في الهند بين نيسان (أبريل) وحزيران (يونيو) بعد العراق، مع سعي شركات التكرير إلى الاستفادة من الحسومات الكبيرة التي تقدمها طهران. وأبلغ الوزير دراميندرا برادان مشرعين في رد مكتوب بأن الهند، أكبر مشتر للنفط الإيراني بعد الصين، استوردت 5.67 مليون طن، أو نحو 457 ألف برميل يومياً، من الخام من طهران في الأشهر الثلاثة الأولى من السنة المالية الحالية. ولم يذكر برادان أرقاماً مقارنة بالعام الماضي. وتواجه الهند ومشترون آخرون للنفط الإيراني ضغوطاً لخفض وارداتهم من إيران، بعدما انسحبت واشنطن في أيار (مايو) من اتفاق نووي مع طهران، وقررت إعادة فرض عقوبات على البلد العضو في «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك). وسيبدأ سريان أول مجموعة من العقوبات في السادس من آب (أغسطس)، ثم يعقبها الباقي الذي يستهدف على وجه الخصوص قطاع النفط، اعتباراً من الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر). إلى ذلك، أكد الناطق باسم شركة «فورموزا بتروكيميكال» لتكرير النفط التايوانية كيه واي لين، أن الشركة اشترت شحنة نفط خام أميركية للمرة الأولى كبديل عن نفط الشرق الأوسط. وقال الناطق باسم الشركة في تصريح إلى وكالة «رويترز» إن «الشركة اشترت مليون برميل من خام مارس الأميركي للتسليم في الفترة بين النصف الثاني من أيلول (سبتمبر) والنصف الثاني من تشرين الأول (أكتوبر) لأن سعره منافس لسعر خام الشرق الأوسط». وأضاف في إشارة إلى خام البصرة العراقي الخفيف الذي تشتريه شركة التكرير كل شهر تقريباً في السوق الفورية، أن «هوامش (التكرير) الناتجة عن تكرير خام مارس الأميركي قريبة جداً من تلك الخاصة بالبصرة، ومكوّن الكبريت أيضاً في الخام الأميركي أقل من ذلك الخاص بالبصرة». وقال: «سنختبر الخام الأميركي في مصفاتنا، لنرى ما إذا كان مناسباً، ثم نقرر في ما بعد ما إذا كنا سنضمه إلى المشتريات الفورية في المستقبل». وتنضم «فورموزا» إلى شركات تكرير عدة في أنحاء آسيا تختبر الخامات الأميركية الجديدة وتزيد وارداتها، في وقت ترفع فيه الولايات المتحدة الإنتاج إلى أعلى مستوى على الإطلاق هذه السنة بينما تخفض الصين، ثاني أكبر مشتر للخام الأميركي بعد كندا، وارداتها في ظل حرب تجارية. ويؤكد متعاملون أن الخام الأميركي أصبح أكثر تنافسية في آسيا بعدما خفضت «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) وروسيا الإنتاج في النصف الأول من السنة، وهو ما دفع أسعار درجات الخام من الشرق الأوسط وأقصى شرق روسيا إلى الارتفاع. واشترت شركة «سي بي سي كورب» التايوانية للتكرير ما لا يقل عن أربعة ملايين برميل من خام غرب تكساس الوسيط «ميدلاند» شهرياً. واشار مصدر مطلع إلى أن «فورموزا اشترت شحنة من خام مارس الأميركي بما يزيد 50 سنتاً إلى دولار واحد فوق الأسعارالمعروضة لخام دبي للتسليم إلى تايوان، ما يزيد قليلاً عن سعر خام سلطنة عمان للتحميل في أيلول المبيع على أساس تسليم ظهر السفينة». إلى ذلك، تراجعت أسعار النفط، أمس، مع تزايد المخاوف بخصوص الطلب على الوقود بعدما حذر وزراء مال ومحافظو البنوك المركزية في دول مجموعة العشرين من تزايد الأخطار التي تحدق بالنمو الاقتصادي العالمي مع تنامي التوترات التجارية والجيوسياسية. وانخفض خام القياس العالمي مزيج «برنت» تسعة سنتات أو 0.1 في المئة إلى 72.98 دولار للبرميل، وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 13 سنتاً أو 0.2 في المئة إلى 68.13 دولار للبرميل. واختتم وزراء مال ومحافظو البنوك المركزية لأكبر 20 اقتصاداً في العالم اجتماعهم في بوينس آيرس أول من أمس، داعين إلى مزيد من الحوار للحيلولة من دون تضرر النمو، نتيجة التوترات التجارية والجيوسياسية. ويرتبط النمو الاقتصادي ارتباطاً وثيقاً بنمو الطلب على النفط، إذ إن نمو الاقتصادات يدعم استهلاك الوقود للتجارة والسفر وكذلك السيارات.
مشاركة :