بومبيو: حكام إيران منافقون فاسدون وندعم شعبها للتحرّر من كابوس

  • 7/24/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اتهمت طهران وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالتدخل في شؤونها الداخلية، وواشنطن بالسعي إلى «تدميرها»، بعدما وصف حكامها بأنهم «منافقون» وفاسدون، معتبراً أنهم يجنون ثروات طائلة على حساب معاناة شعبهم. وجدّد تأكيد دعم الإيرانيين في تطلّعهم إلى الحرية، معلناً أن الولايات المتحدة ستكثف ضغوطها الديبلوماسية والمالية وحملاتها الإعلامية ضد النظام. واعتبر الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن تصريحات بومبيو «دليل على تدخل أميركا في شؤوننا الداخلية، وتتماشى مع سياساتها الهادفة إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة»، مشدداً على أن «تلاحم الشعب الإيراني سيشكّل أفضل ردّ على تدخلات المسؤولين والساسة الأميركيين». ووصف الخطاب الذي ألقاه الوزير الأميركي بأنه «نفاق وسخافة وليس سوى حملة دعائية»، معتبراً أن «لا صدقية للأميركيين»، ومشدداً على أن «الشعب الإيراني سيتجاوز كل المؤامرات التي تُحاك ضده، بفطنته ووعيه وتلاحمه وتجاربه في الماضي». وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نبّه نظيره الإيراني حسن روحاني إلى «تداعيات لتهديده الولايات المتحدة»، بعدما حذّره الأخير من أنه «سيندم» على «عبثه بذيل الأسد»، معتبراً أن نزاعاً عسكرياً بين واشنطن وطهران سيكون «أم كل الحروب». وعلّق الأمين العام لمجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي على تغريدة ترامب، قائلاً: «أنت من عليه أن يحذر يا ترامب. إحذر أيها المجنون لأن لديك أكثر من 50 ألف عسكري في مرمى رصاص إيران». أما قائد منظمة «التعبئة» (الباسيج) الجنرال غلام حسين غيب برور فرأى أن «تصريحات ترامب ضد إيران هي حرب نفسية»، وتابع: «لن نتخلّى عن معتقداتنا الثورية، سنقاوم ضغوط الأعداء. أميركا لا ترغب في ما هو أقلّ من تدمير إيران، (لكن) ترامب لا يمكنه أن يمسّها بشيء». لكن موقف النائب حشمت الله فلاحت بيشه، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، كان أقل حدة، إذ لفت إلى أن بلاده «غاضبة منذ ردّ ترامب على الانخراط الديبلوماسي لطهران، بسحب الولايات المتحدة من الإتفاق النووي» المُبرم بين إيران والدول الست عام 2015. وأضاف أن الرئيسين «يعبّران عن نفسيهما من خلال الخطب، إذ أن القنوات الديبلوماسية مغلقة» بين طهران وواشنطن. جاءت تصريحات المسؤولين الإيرانيين بعدما لقي بومبيو تصفيقاً حاراً لدى إلقائه كلمة أمام أميركيين– إيرانيين في مكتبة رونالد ريغان في كاليفورنيا، معتبراً أن النظام في طهران «كابوس للشعب الإيراني». وأضاف: «على القادة الإيرانيين، لا سيّما أولئك على رأس الحرس الثوري وفيلق القدس، أن يدفعوا غالياً ثمن قرارتهم». ووصف الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف أنهما «مجرد واجهة براقة لبراعة آيات الله في الاحتيال الدولي»، وتابع أن «مستوى الفساد والثروة بين قادة النظام يظهر أن ما يدير إيران أشبه بالمافيا منه بحكومة». واتهم قياديين إيرانيين بالانتفاع من عمليات اختلاس وصفقات محاباة ومكاسب أخرى غير مشروعة، معتبراً أنهم «منافقون يهتمون بالثراء أكثر من الدين». وتطرّق إلى العقوبات التي فرضتها واشنطن على رئيس القضاء الإيراني صادق لاريجاني، قائلاً: «لسنا خائفين من أن نستهدف النظام على أعلى مستوى». وأكد أن «الأمر لم ينتهِ»، مكرراً أن ما تريده الولايات المتحدة هو أن «يغيّر النظام سلوكه في شكل كبير، سواء في داخل البلاد أم على الساحة الدولية»، ورافضاً التمييز بين جناح متشدد وآخر معتدل في النظام الإيراني. ورأى أن الحكومة الإيرانية «قمعت بلا كلل حقوق الإنسان الخاصة بشعبها، وكرامته وحرياته الأساسية». ولاحظ أن «الشعب الإيراني الفخور لا يسكت عن انتهاكات حكومته»، وتابع: «تختلف المظالم، لكن جميع المعبّرين عن عدم رضا يشتركون في أمر واحد: تعرّضوا لمعاملة سيئة من نظام ثوري. يريد الإيرانيون أن يُحكموا بكرامة ومحاسبة واحترام». وزاد: «يعود الأمر في النهاية إلى الإيرانيين لتحديد مسار بلدهم، والولايات المتحدة ستدعم صوت الشعب الإيراني الذي تعرّض لتجاهل لفترة طويلة». وشدد بومبيو على أن «الولايات المتحدة تحت حكم الرئيس ترامب لن تبقى صامتة أيضاً. في ضوء الاحتجاجات (التي شهدتها إيران في الشهور الأخيرة) و40 سنة من استبداد النظام، لديّ رسالة لشعب إيران: الولايات المتحدة تستمع إليك، وتدعمك». وأعلن أن رجل الدين الإيراني ناصر مكارم شيرازي جنى أكثر من 100 مليون دولار في تجارة السكر غير المشروعة، مضيفاً أن رجل الدين محمد إمامي كاشاني كدّس الملايين بعدما نقلت الحكومة إلى مؤسسته ملكية مناجم مربحة. وأضاف أن المرشد علي خامنئي يسيطر على مؤسسة «سيتاد» التي تُقدر قيمتها بـ95 بليون دولار. وقال بومبيو إن الولايات المتحدة تشنّ حملة ضغط ديبلوماسية ومالية لقطع التمويل عن طهران، مع التركيز على إعادة فرض العقوبات على قطاعَي المصارف والطاقة. وجدد مطالبته كل دول العالم بأن تقلّص وارداتها من النفط الإيراني إلى «أقرب نقطة ممكنة من الصفر»، بحلول الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، محذراً من أن امتناعها عن ذلك سيعرّضها لعقوبات أميركية. وتابع: «نطلب من كل أمّة، كل دولة سئمت وتعبت من السلوك التدميري لإيران، الانضمام إلى حملة الضغط التي نشنّها. هذا ينطبق في شكل خاص على حلفائنا في الشرق الأوسط وأوروبا، الذين أرهبهم النشاط العنيف للنظام طيلة عقود». وأعلن بومبيو تعزيز حملة الدعاية الأميركية التي تستهدف النظام الإيراني، لافتاً إلى أن واشنطن ستطلق شبكة تلفزة وإذاعة ناطقتين باللغة الفارسية على مدار الساعة، إضافة إلى أدوات رقمية ومواقع التواصل الاجتماعي. وذكر أن إدارة ترامب تتخذ أيضاً خطوات لمساعدة الإيرانيين على الالتفاف على الرقابة المفروضة على الإنترنت «ليعرف الإيرانيون العاديون، داخل إيران وفي العالم أجمع، أن أميركا تقف إلى جانبهم». إلى ذلك، نبّه ناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية إلى أن تهديدات الحرب بين واشنطن وطهران «لا تفيد»، فيما أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بـ «موقف صارم أعرب عنه ترامب وبومبيو ضد عدائية النظام الإيراني».

مشاركة :