كشفت مصادر مطلعة في جنوب سورية أن عناصر من «الجيش السوري الحر» القابلين للتسوية مع النظام، يشاركون في المعارك ضد فصيل موالٍ لتنظيم «داعش» الإرهابي متمركز في منطقة حوض اليرموك المتاخمة للحدود مع الأردن والجولان المحتل. وأكد لـ «الحياة» أن «فصائل الجيش الحر تجمع على أن الأولوية لإنهاء ملف داعش نظراً الى التوافق على أن خطرهم أكبر»، لافتاً إلى أن «الجيش الحر كان في معارك دائمة مع داعش في الجنوب». وأوضح أن «عدم التقدم في القتال يعود الى وجود تحصينات وألغام، إضافة الى الطبيعة الجغرافية المعقدة، ما عدل التفاهم مع الروس لتقديم غطاء جوي لقوات برية من الحر والنظام». ولم يخف المصدر «قلق أوساط في الجيش الحر من «كيفية التعامل معه مستقبلاً نظراً الى أن روسيا باتت الضامن للاستقرار في كل سورية، وهل ستذهب روسيا الى حلول كاملة للوضع في سورية بما يلبي طموحات السوريين أم أنها ستتجه إلى تثبيت النظام شيئا فشيئاً»، مشيراً إلى «ضبابية في المشهد تحتاج إلى تروّ والتقدم خطوة خطوة بحذر ضمن الإمكانات». وغداة اجتماع رعته موسكو بين ضباط من النظام، وقادة الفصائل في نوى، شاركت الأخيرة في المعارك ضد «جيش خالد» المبايع لتنظيم «داعش». وقالت مصادر في المعارضة إن «اجتماع نوى بحث في آلية تنفيذ اتفاقات المصالحة وتسوية أوضاع المنشقين»، وأوضح مصدر بارز من داخل نوى لـ «الحياة»، أن «الاجتماع أفضى إلى الاتفاق على تشكيل قوة من 500 مقاتل بهدف حفظ الأمن داخل نوى، ووضع حواجز مشتركة عند مداخل المدينة مع دخول أمن الدولة والأمن الجوي إلى نوى». وأكد أن «الطرفين اتفقا على فتح مركز لتسوية أوضاع الشباب في المدينة». وأوضح أن عناصر من فصائل «جيش الثورة» و«قوات شباب السنة» و«المجلس العسكري في القنيطرة» يقاتلون إلى جانب قوات النظام. وواصلت قوات النظام أمس هجومها في حوض اليرموك من دون تحقيق تقدم واضح في مناطق سيطرة «داعش»، وشنّ النظام هجومه من أكثر من محور على المنطقة التي باتت محاصرة من جميع الجهات. وانطلق الهجوم على أكثر من محور، بينها تل الجموع والشركة الليبية ومن جهة قرية غدير البستان على الطرف الشمالي. وفي بلدة الجيزة بريف درعا الشرقي، بدأت الشرطة العسكرية الروسية تسجيل أسماء الرافضين التسوية تمهيداً لتهجيرهم منها نحو محافظة إدلب في الشمال. وذكرت مواقع معارضة أن 12 حافلة تنتظر إجلاء دفعة جديدة من البلدة وجوارها إلى الشمال السوري في مدينة بصرى الشام. ووصلت الدفعة الرابعة من مهجري الجنوب صباح أمس إلى معبر مورك في ريف حماة الشمالي. وفي القنيطرة وعلى مقربة من خط «فك الاشتباك»، ووسط توقعات بإنهاء التفاوض في غضون ساعات، عقد وفد روسي مفاوضات في بلدة جباتا الخشب بهدف التوصل إلى اتفاق يقضي بخروج الرافضين الاتفاق نحو الشمال السوري على غرار «المصالحات» السابقة في ريفي درعا والقنيطرة، والاتفاق المرتقب سيكون بين ممثلي جباتا الخشب وبقية المناطق التي لا تخضع لسيطرة النظام في منطقة فك الاشتباك 1974.
مشاركة :