أثار سقوط حجر صخري ضخم من حجارة سور المسجد الأقصى المبارك، امتعاض الأوقاف الإسلامية المسؤولة عن إدارة الحرم، وخشيتها من أن تتبعه انهيارات أخرى، نتيجة الحفريات الإسرائيلية الجارية في محيطه. في غضون ذلك تواصل اقتحام أعداد كبيرة من المستوطنين باحات المسجد الأقصى وتنفيذهم جولات استفزازية في أرجائه أمس، لليوم الثاني على التوالي، ما ندد به الأردن، الوصي على المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة، بوصفه «انتهاكاً لالتزامات إسرائيل القانون الدولي والأعراف والمواثيق الدولية». واقتحم 92 مستوطناً أمس، المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في أرجائه، ما لاقى إدانة من الحكومة الأردنية، خصوصاً أنه تم بحراسة من الشرطة الإسرائيلية. وقالت الناطقة باسم الحكومة الأردنية وزيرة الإعلام جمانة غنيمات في بيان، إن «مثل هذه الممارسات المُدانة .. تمثل انتهاكاً لالتزامات إسرائيل، كقوة قائمة بالاحتلال، بموجب القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وانتهاكاً أيضاً للأعراف والمواثيق الدولية كافة، التي تؤكد ضرورة احترام أماكن العبادة لكل الديانات». على صلة، سقط ظهر أمس حجر من حجارة سور المسجد الأقصى، من جهته الجنوبية الغربية حيث تنشط حفريات لجمعية «إلعاد» الاستيطانية، والتي تحاول وصل حفرية «الطريق الهيرودياني» في سلوان جنوب المسجد بشبكة «أنفاق حائط البراق» تحت سور الأقصى الغربي. وقال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين للوكالة الفلسطينية الرسمية «وفا»، إن «الحجر لم يمكن أن يسقط لوحده بل ثمة أسباب خلف ذلك، وربما يكون منذراً بوجود عبث في محيط المسجد الأقصى من جانب الاحتلال الإسرائيلي». وأضاف أن «الأوقاف الإسلامية تقوم بفحص الموقع من أجل أن تتضح الأمور، لكن بالتأكيد الحجر سقط نتيجة الحفريات والعبث في المنطقة في شكل عام». وصرح المدير العام لدائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى الشيخ عزام الخطيب، بأن مختصين نقلوا إليه «معلومات خطرة جداً عن حفريات تجري أسفل القسم الشمالي من منطقة المتحف الإسلامي الواقعة في الجزء الغربي من المسجد، قرب باب المغاربة، ما يدل على نشاطات سرية وجهود لربط الأنفاق المتعددة أسفل محيط المسجد المبارك، خصوصاً في منطقة القصور الأموية أسفل منطقة مبنى المتحف الإسلامي». وطالب مؤسسة «يونيسكو» بالتدخل لإرسال بعثة رسمية للكشف عن هذا الموقع وغيره من المواقع التي تتم فيها الحفريات في محيط المسجد الأقصى، كما طالب شرطة الاحتلال بالسماح للجنة خاصة تعيّنها الحكومة الأردنية بدخول هذه المواقع لمعرفة ما يجري فيها من حفريات قد تضر بالمسجد، والسماح لها بالعمل بحرّية تامة ومن دون قيود.
مشاركة :