غادر المئات من اللاجئين السوريين لبنان اليوم (الاثنين) في طريقهم إلى منطقة القلمون السورية، في إطار عملية يتولاها الأمن العام بالتنسيق مع دمشق، وفق ما أفادت «الوكالة الوطنية للاعلام» الرسمية اللبنانية. وتعد هذه الدفعة الرابعة التي تغادر لبنان منذ نيسان (أبريل) على ضوء تكرار مسؤولين لبنانيين مطالبتهم المجتمع الدولي بوجوب تأمين عودة اللاجئين الى مناطق توقفت فيها الحرب في سورية. وذكرت الوكالة أنه «انطلقت منذ الثامنة صباحاً (05.00 ت غ) عملية العودة الطوعية لحوالى 850 من النازحين السوريين في عرسال» باشراف الأمن العام اللبناني. وشاهد مصور لـ«فرانس برس» على أطراف عرسال عائلات تغادر على متن حافلات وآخرين في سيارات خاصة وشاحنات صغيرة وحتى جرارات زراعية محملة بالمفروشات واللوازم المنزلية والحاجيات والدراجات وحتى الدواجن. وانطلقت القافلة وسط إجراءات أمنية مشددة، وتولى مركز للأمن العام تم استحداثه قرب الحدود التدقيق في الهويات وتسجيل أسماء المغادرين باتجاه معبر الزمراني الى الداخل السوري. من جهتها أفادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) بأنه «عادت اليوم دفعة جديدة من السوريين المهجرين نتيجة اعتداءات التنظيمات الإرهابية قبل دحرها من قبل الجيش العربي السوري عبر معبر الزمراني من الأراضي اللبنانية إلى قراهم وبلداتهم في منطقة القلمون بريف دمشق». وبالاضافة الى دفعة الاثنين، غادر منذ نيسان (أبريل) أكثر من 800 لاجئ من لبنان على دفعات. ويقدر لبنان راهناً وجود نحو مليون ونصف مليون لاجئ سوري على أراضيه، بينما تفيد بيانات مفوضية شؤون اللاجئين عن وجود أقل من مليون. وحذرت منظمات دولية في وقت سابق من إجبار اللاجئين السوريين على العودة إلى بلادهم في العام 2018، فيما تؤكد السلطات اللبنانية أنها لا تجبر أحداً على العودة بل الأمر يتم طواعية. وأعلن مسؤول بارز في وزارة الدفاع الروسية الجمعة أن بلاده اتفقت مع الولايات المتحدة على التعاون لضمان عودة اللاجئين إلى سورية. وأشار إلى اقتراح روسيا وضع خطة مشتركة حول عودة اللاجئين السوريين إلى المناطق التي كانوا يقيمون فيها قبل اندلاع النزاع خصوصاً الذين فروا إلى الاردن ولبنان. وفي اليوم اللاحق، أعلن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري عن اجتماع عقده مستشار الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف للاطلاع على الاقتراح الروسي في شأن تنظيم عودة النازحين. ونقل شعبان إلى بوغدانوف أن الحريري «يعوّل على هذه الخطوة، التي من شأنها أن تؤسس لمعالجة أزمة النازحين في لبنان وتضع حداً لمعاناتهم الانسانية، وارتداداتها الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة على البلدان المضيفة وقي مقدمتها لبنان». وأعلن الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله، المدعوم من إيران والذي يقاتل عناصره الى جانب قوات النظام في سورية منذ العام 2013، أن حزبه يعد آلية لمساعدة النازحين السوريين الموجودين في لبنان على العودة الى بلدهم، بالتنسيق مع السلطات اللبنانية ودمشق.
مشاركة :