مي سكاف.. أيقونة الثورة السورية وملهمة الجيل القادم

  • 7/24/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أسامة صفار / الأناضول ضمت المظاهرة، التي خرجت في مدينة "حماة " السورية عام 2011، نحو40 ألف متظاهر ينتمون لأطياف مختلفة، وخرج الهتاف عفويا من بين الحشود "قل للشعب ما يخاف.. ويتعلم من مي سكاف". رحلت الممثلة السورية الثائرة، مسيحية الديانة، في الساعات الأولى من صباح الاثنين 23 يوليو/تموز الجاري عن عمر 49 عاماً، إثر نوبة قلبية، أصابتها في باريس. الصدق الذي رافق "مي سكاف" في حياتها العامة كمواطنة سورية تبحث عن الحرية يقل عن الصدق الذي قدمت به أدوارها عبر أعوام امتدت من 1991 حتى رحيلها. كانت مي "ترفض أن يحكم ابن بشار الأسد ابنها"، كما قالت للمحقق حين سجنت في العام 2013، وكانت المرة الثانية التي يقبض عليها فيها منذ انطلاق الثورة، وتبحث عن خلاص لشعب محكوم بأسرة واحدة منذ 40 عاما. ناضلت عبر الفن، وفي الشارع حتى اضطرت للخروج من سوريا، والاستقرار في باريس عام 2013 بعد التهديدات التي طالت حياتها وحياة أسرتها. ولم تترك "مي" نوعا من التمثيل من دون تجربته حيث تألقت على خشبة المسرح وفي السينما والتلفزيون، واشتهرت بتلك الأدوار المركبة والصعبة منذ بدايتها لكن نجمها لمع بعد تقديمها لدور "تيما" في مسلسل "العبابيد"، إخراج بسام الملا. وتناول"العبابيد" قصة مملكة "تدمر" الشهيرة، وتقاليدها وخاصة ما يتعلق بالمرأة منها. ودرست بقسم اللغة الفرنسية بجامعة دمشق، وانطلقت إلى الفن من خلال المشاركة في مسرحيات وأنشطة فنية بالجامعة، واختارها المخرج السوري ماهر كدو - ولم تكن قد أنهت دراستها بعد - لبطولة فيلمه "صهيل الجهات" العام 1991. وتدور أحداثه حول فتاة تتعرض للاغتصاب من قطاع الطرق، يقتلون والديها ويسرقون الخيول ويحرقون المنزل، وتقرر الفتاة الثأر منهم، تتبعهم الواحد وراء الآخر، عبر سوريا فى جهاتها الأربع : الجزيرة، والبادية، والساحل، والواحة. وحققت مي نجاحاً كبيراً ولمع اسمها فاختارها المخرج عبد اللطيف عبد الحميد، لتلعب دورًا في فيلمه "صعود المطر"، ثم قدمت مسلسل "أسرار الشاشة"، مع المخرج نبيل المالح. وقدمت مسلسلات "البواسل" مع نجدت أنزور، و"بيت العيلة" مع المخرجة هند ميداني، و"لشو الحكي" مع المخرج رضوان شاهين. وبعد نجاحها في اكتساب عضوية نقابة الفنانين السوريين بثلاث سنوات، قامت العام 2004 بتأسيس "معهد تياترو" لفنون الأداء المسرحي. ورغم انتمائها للفئة، التي اشتهرت بالتعاون مع الأنظمة في العالم كله، وهي الفنانين، إلا أن مي سكاف لم تتردد لحظة واحدة في الانضمام إلى الثوارعام 2011 فسجنت لوقت قليل، ومن ثم تحول اهتمامها بالكامل إلى مصير وطنها وظلت تناضل في سوريا حتى سجنت مرة أخرى، قبل أن تستطيع الفرار نحو فرنسا. وفي باريس لم يشغلها سوى الثورة السورية ومصير الوطن حتى أنها لم تكن ضيفة البرامج السياسية بل الفنية علىي الشاشات المختلفة سواء كانت عربية أوفرنسية، لكن الفن لم يغادر خيالها، إذ قدمت فيلما قصيرا تحت اسم "سراب" كآخر أعمالها قبل الرحيل المفاجئ. أطلق زملاء "مي" في الوسط الفني عليها عدة ألقاب مثل "أيقونة الثورة"، و"الفنانة الحرة" وتمتعت بحب واحترام كل من اقترب منها ورغم ذلك واجهت حملات تشويه شرسة واستهدفها نظام بشار الأسد منذ انطلقت الثورة. لم تتراجع مي يوما عن موقفها حتى رحلت، وتركت لجماهير سوريا تصريحها الشهير "أملنا في الجيل القادم". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :