قال الدكتور عبدالعزيز العمر نائب رئيس المجلس البلدي في الرياض، إن آلية الرقابة على المستشارين الهندسيين المحليين الذين يشرفون على المشاريع الضخمة في المملكة غير واضحة، ويستدل بأنه إذا طلب عدد معين من المهندسين لمشروع ما، تجري تلبية العدد في البداية ومن ثم يسحب المهندسون إلى مشروع آخر. وجزم العمر بأن معظم الاستشاريين المشرفين على المشاريع يعتمدون على تقارير مهندسي المقاول نفسه. وطالب العمر في حديث خاص مع "الاقتصادية" بضرورة متابعة دقيقة للمقاولين عندما يخطؤون، ويقول "يجب تسجيل ذلك في جمعية المهندسين حتى تكون الجهات الرسمية على بينة". وزاد العمر "هناك جهات إشراف على مشاريع حكومية ضخمة، لا تلتزم كثيرا بوجود العدد المطلوب والحقيقي للعمل من المهندسين والكوادر، وإن التزموا في البداية فإنهم لا يكملون ذلك، لا بد من متابعتهم، ولا بد من آلية دقيقة للمتابعة". وقال العمر: أن المجلس البلدي يتحرك مع الأمانة "لمحاولة الوصول إلى حلول لتقليل التعثر للمشاريع"، وأضاف "التعثر تعانيه كل مناطق المملكة وهو لا يقتصر على منطقة الرياض". يستطرد الدكتور العمر بالقول "أنا مسؤول عن كلامي، الدولة ووزارة المالية لم تقصر في اعتماد مشاريع وإعطاء ميزانيات قوية في السنوات السابقة، لكن إدارة المشاريع في أمانة الرياض ليست على مستوى المشاريع التي تشرف عليها، الخلل نسعى إلى تصحيحه مع الأمانة". ويرى أن الخلل، يتمثل في الكوادر البشرية، وضرورة تطوير إدارة المشاريع. ويبدأ بتفصيل ذلك قائلا "هناك مشاريع معتمدة بمليارات. هذه المشاريع تحتاج إلى عقود ضخمة مع استشاريين عالميين، لكن هنا لا تزال الجهات المتعاقد معها أقل من مستوى المشاريع". ويطالب "بأن يكون هناك انفتاح عالمي مع شركات كبرى لإدارة المشاريع الكبيرة والإشراف عليها، خصوصا إذا كانت تكلف مليارات الريالات". متابعا "إن الإشراف ومتابعة المقاول، ودقة التنفيذ، مهما خسرنا فيها تعود علينا بفائدة كبرى". وكان المجلس البلدي استقبل أمس، نحو 50 شكوى من مواطنين عبر حضور شخصي واتصالات هاتفية في اليوم البلدي. ورصدت جولة لـ"الاقتصادية" أجواء هادئة سادت على اليوم البلدي، وكان المهندس عيسى العيسى عضو المجلس، يجلس في مقعد في إحدى غرف المجلس، ويتحدث بالهاتف ويرصد معلومات، ومن ثم استقبل أحد المواطنين ودون معلوماته ورصد شكواه. وقال العيسى لـ"الاقتصادية"، إن أغلب الشكاوى تركزت على السفلتة، ومداخل الأحياء خصوصا في الجنوب لديها مشكلات، والحفريات الناجمة عن مشاريع الخدمات، وأضاف "إن الحفريات لديها مشكلة أزلية، تتمثل في أنه لا يوجد جهة مسؤولة واحدة، فجميع الجهات تتسابق لإنجاز المشاريع.. هناك طفرة في المشاريع المطروحة". ووردت إلى المجلس شكاوى جرى إيصالها إلى عضو المجلس، إذ اصطف أمام مكتبه ملف يحتوي على الصور والشكاوى الواردة من موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". حيال ذلك، قال العيسى نحن نعمل على هذا اليوم البلدي منذ فترة طويلة، لكن نشر الأخبار، والتواصل الاجتماعي، أسهما في بروز التفاعل مع اليوم البلدي، أستطيع التماس ذلك من خلال الحضور سابقا وحاليا. ويرى العيسى ضرورة تفعيل مركز الطوارئ "940"، والتأكد من شكاوى المواطنين وإيجاد الحلول لها من قبل مركز الطوارئ، والمطلوب أن تتجاوب إدارات الأمانة على صوت المواطن، وهي وسيلة قوية لإيصاله. وبالعودة إلى نائب رئيس المجلس، قال المهندس العمر إن بعض الأعضاء بدأوا في استقبال المواطنين داخل 15 بلدية فرعية في الرياض، "الأسبوع الماضي انعقد اللقاء في الملز، والأسبوع الذي يسبقه انعقد في الشفا"، وأضاف إن هذه الأيام بدأت تنجح كونها تنعقد قرب المواطنين. وتابع: إن اللقاءات المفتوحة شبه شهرية، وتأخذ حقها كل منطقة في الرياض بحضور كل أعضاء المجلس، إذ يستقبلون الناس من المناطق كافة، لكن بسبب كون معظم الحضور من المنطقة الواقعة قرب موقع اللقاء، يتمحور النقاش عادة حول المنطقة نفسها.
مشاركة :