عقدت إدارة المهرجان القومى للمسرح المصرى فى دورته الحادية عشرة برئاسة د. حسن عطية ، ندوة عن مسرح الطفل ضمن الملتقى الفكرى بالمجلس الأعلى للثقافة، وحملت عنوان مسرح الطفل بين الواقع والمأمول، أدارت الندوة الفنانة عزة لبيب مدير ملتقى الطفل، وتحدث خلالها الكاتب يعقوب الشارونى، والمخرج محمد أبو الخير، وتواجد فيها الاطفال المتخرجين من الدفعة الأولى من ورشة المسرح القومى للأطفال.حرص عدد من النقاد على حضور الندوة ومنهم د. عايدة علام، ومن الكويت د. علاء الجابر.وقال الكاتب الكبير يعقوب الشارونى فى البداية أتمنى ان يتحول ملتقى الأطفال الذى احتضنه المهرجان القومى للمسرح هذا العام إلى مهرجان مستقل بذاته خلال العام القادم، ويجب أن نعرف كيف ينتقل مسرح الأطفال بامكاناته الكبيرة إلى الأقاليم وقصور الثقافة حاليا مهيأة لاستقبال هذه العروض، حتى لا يكون أثره محدودا طوال الوقت ويجب أن تكون قطع الديكور قليلة حتى يسهل قيام العروض بجولات بالمحافظات، وقال: المسرح المصرى مسرح متنقل، والآن أصبح لدينا مسرح للأطفال ومسرح للعرائس ولكل منهما فرقة ثابتة تعرض عليه.وأضاف الشارونى: كثير من عروض الأطفال التى شاهدتها اعتمدت على إضحاك الأطفال والتركيز على الاستعراضات وجاء ذلك على حساب الكلمة والرسالة التى يحملها النص.وأكد على أن مسارح الأطفال فى كل العالم تقسم عروضها إلى فئات عمرية ومايقدم لطفل قبل سن الثامنة يختلف عمن هو أكبر منهم فى كل شئ حتى مدة العرض فالطفل الصغير لن يحتمل عرض مدته تزيد على الساعة.وتابع: السؤال الأهم هو أين قضايا الطفل من مسارحنا، وأين المشكلات التى يعانيها الطفل من خلال المدرسة والتعليم، وانا لا أطالب بأن يكون المسرح تعليمى وانما يقدم قضية تخص الطفل من خلال العرض.ويجب أن تقام مسابقة للتأليف للطفل وتختص بمشاكله الحالية.ثم تطرق إلى المشاكل التى يعانى منها مسرح الطفل بالثقافة الجماهيرية ومراكز الشباب وأهمها الميزانيات، والنصوص المقدمة.ثم تحدث د. محمد أبو الخير وتناول أيضا المشكلات التى يعانى منها مسرح الطفل حيث قال: المجتمع اصبح أكثر تطورا، وأكثر تقدما ، ونحن لدينا روافد ثقافية متعددة والمسرح أحد هذه الثقافات ، ومسرح الأطفال له دور ملموس فى تشكيل الوعى الثقافى والفنى لدى الطفل، وتطرق إلى أهمية التركيز على الموضوعات التى يتم تقديمها للطفل.وشدد على أن ممثل مسرح الطفل يجب أن يكون دارسا جيدا لكل مناهج التمثيل ويتمتع بلياقة بدنية عالية، كما يجب أن تكون لديه القدرة على فتح حوار مع الاطفال والتجاوب معهم وهو على خشبة المسرح.وعرض نماذج لعروض أطفال من إخراجه تم تقديمها على خشبة مسرح الطفل ومسرح العرائس كما قدم نماذج لعروض أطفال عالمية وكيفية تعاملهم مع جمهور الأطفال.وأضاف: يمكن أخذ عروض الكبار والكلاسيكيات العالمية وإعادة تقديمها على مسرح الطفل.وأشار الى انه من المهم إشراك الطفل فى العرض المسرحى ليس عن طريق التمثيل وإنما عمل نماذج لأقنعة العرض، وعمل نماذج مصغرة لقطع الديكور من الكرتون عن طريق الأطفال.وحرصت الفنانة عزة لبيب على إشراك الأطفال فى النقاش وسألتهم عما يريدون مشاهدته على مسرح الطفل ومسرح العرائس.فطالب الاطفال بضرورة إدخال التكنولوجيا داخل عناصر المسرحيات، بالإضافة إلى استمرار بقاء العروض على خشبة المسرح لفترات طويلة فى حالة نجاح العرض. وقال الكاتب يعقوب الشارونى: فى اوروبا وأمريكا هناك عروض مسرحية تظل على خشبة المسرح لسنوات طويلة، وطالبت الفنانة عزة لبيب بزيادة مسارح الطفل حتى يتاح بقاء العروض لفترات أطول.وفى مداخلة للناقد باسم عادل قال: أنه لا يوجد ضمن مناهج التدريس بالأكاديمية جزء يختص بدراسة مسرح الطفل، وهو ما ينعكس على الحركة النقدية على الساحة المسرحية.وقال الناقد أحمد هاشم: ان المسرح الذى يقدم فى المدارس لا ينتمى لمسرحة المناهج والتى تعنى تحويل المقررات إلى عمل مسرحى يتم تقديمه داخل الفصل، وطالب بأن يقوم خبراء من مسرح الطفل بتدريب كوادر من وزارة التربية والتعليم.وقال الكاتب يعقوب الشارونى أن هناك نصوصا لشكسبير تم إعدادها لتتناسب مع مسرح الطفل وبعضها موجود فى مكتبتى ولم يتم تنفيذها.الكاتب الكويتى علاء الجابر قال : مسرح الطفل مازال يعامل كمسرح درجة ثانية ولا يوجد به اى اهتمام ولا حتى نقاد وهذا الأمر لدينا بالكويت ايضا، وقال أن إشراك الأطفال مع ممثلى العرض من خلال التحاور معهم بالصالة أضراره أكثر من محاسنه.يذكر أن المهرجان القومى للمسرح المصرى تقيمه وزارة الثقافة فى الفترة من ١٩ يوليو الجارى وحتى ٢ أغسطس القادم.
مشاركة :