أعلنت الدوحة، الثلاثاء، أنها تبحث مع الولايات المتحدة تحويل قاعدة “العديد” الجوية، الأكبر أمريكيا في المنطقة، إلى قاعدة دائمة في الإمارة الغنية، حسبما أفادت وكالة الأنباء القطرية الرسمية. وتأتي هذه الخطوة بعد أكثر من عام على اندلاع الأزمة الدبلوماسية في الشرق الأوسط بين قطر من جهة، والسعودية وحلفائها من جهة ثانية، على خلفية اتهام الدوحة بدعم “الإرهاب”. وقالت الوكالة، إن قطر تعمل حاليا “مع حليفها الاستراتيجي الأمريكي، على رسم خارطة الطريق لمستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين، ما يشمل ضم قاعدة العديد الجوية لقائمة القواعد العسكرية الدائمة التابعة للولايات المتحدة”. كما أعلنت عن إطلاق مشروع جديد لتوسعة القاعدة يقوم على بناء “ثكنات سكنية ومباني خدمية لدعم المساعي الأمنية المشتركة، بالإضافة إلى رفع جودة حياة القوات المقيمة في القاعدة الجوية”. وقالت إن هذه الخطوة تأتي “لتؤكد على التزام دولة قطر بتعميق العلاقات العسكرية الاستراتيجية مع الولايات المتحدة”. ويقيم في قاعدة “العديد” نحو 10 آلاف جندي أمريكي، وتنطلق منها الطائرات التي تقوم بتوجيه ضربات إلى تنظيم داعش وتنظيمات متطرفة أخرى في دول في المنطقة بينها سوريا والعراق. وتأسست القاعدة في العام 2005 بينما كانت الولايات المتحدة تبحث عن قاعدة بديلة في المنطقة بعد أن طلب منهم السعوديون مغادرة المملكة عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001. وبالنسبة لقطر، فإن “العديد” توفر لها الحماية من أعمال عدائية قد يقدم عليها خصومها في المنطقة، وتحويلها إلى قاعدة دائمة يعزز من أهميتها ومن أهمية تواجدها في الإمارة الصغيرة. كما تضم قطر قاعدة أمريكية ثانية هي “السيلية”، التي تستخدمها القيادة المركزية الأمريكية مقرا للتحضير للعمليات العسكرية. والعلاقات بين قطر من جهة، والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة ثانية، مقطوعة منذ الخامس من حزيران/يونيو 2017 على خلفية اتهام الدول الأربع للإمارة بدعم “الإرهاب”.
مشاركة :