وجه الشيخ علي جابر الأحمد رسالة إلى سمو رئيس الحكومة، نشرتها بعض الصحف المحلية، شرح فيها مجموعة من مشاكل البلاد التي قال إنها تئن منها منذ فترة. اسمح لي يا شيخ علي بأن أكتب لك تعقيباً على رسالتك.. إذا جاءك الرد على رسالتك بتعهد العمل على حل كل هذه المشاكل، فتلك مصيبة.. وإذا لم يأتك الرد، فتلك مصيبة ثانية.. أما إذا حلّت تلك المشاكل فوراً.. فتلك المصيبة العظمى.. بمعنى أن كل ردود الفعل على رسالتك الفاضلة مصائب متصلة. وسأوضح وجهة نظري.. إن ما تطرقت إليه شيخ علي، جفت أقلامنا وبحت أصواتنا ونشفت ألسنتنا من التحذير منه والإشارة إليه منذ سنوات طويلة.. ولم نلمس تحركاً جاداً وقوياً لحله.. وإذا تم التعهد بحل تلك المشاكل، فهذا يعني أنها كانت غائبة عن الحكومة.. وهذه مصيبة أخرى، ولا أعتقد ذلك، بل أنا متأكدة من أن الحكومة على علم بها كلها.. وإذا لم يأت أي رد، فتلك مصيبة أخرى، لأن تجاهل الأصوات المنادية بالإصلاح تعدى المواطن والكاتب والمفكر العادي، ووصل إلى مستوى الشيوخ.. أما إذا بدأ الإصلاح فوراً بعد رسالتك.. فهنا المصيبة الكبرى، لأن هناك تقصّداً وراء عدم الالتفات إلى كل ما يكتب ويقال إعلامياً وفي أوساط المجتمع. إذاً كل توقعات رد الفعل على رسالة الشيخ علي جابر الأحمد ليست في مصلحة الحكومة أو رئيسها.. فاعتراف سمو الرئيس بوجود الخلل والعجز عن إصلاح هذا الخلل مع ذكر الأسباب هو السبيل الوحيد لإبداء الجدية بالرغبة في التغيير والإصلاح. شخصياً، سعيدة بأن مشاكل خطيرة نعاني منها منذ زمن طويل بدأت تفتح أوراقها بشكل علني وبصوت عال، مثل ظاهرة الغش وتزوير الشهادات العلمية.. وبروز مسؤولين جادين في مواقعهم الحالية والتصدي لها.. وما أسعدني أكثر هو تفاعل المجتمع بمواطنيه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو الإعلام التقليدي والصحافة بصوت أعلى وجدية أكثر بعد أن طفح الكيل وانتهى زمن الصمت. هي ذاتها المشاكل التي ذكرت برسالة الشيخ علي الجابر.. تتحدث عنها الصحافة يومياً منذ سنوات، وتنقلها مقالات الكتّاب.. وهي ذاتها التي تملأ أروقة الدواوين والمجالس.. إذن ما هو المتوقع؟ لا بد أن تكون هناك صراحة كاملة بالتعامل مع المرحلة القادمة إذا كانت هناك نية صادقة للإصلاح.. الاعتراف بالعجز عن القيام بالدور اللازم للإصلاح وشرح كل الأسباب التي تقف وراء هذا العجز وإفساح المجال لكفاءات أخرى تجد نفسها قادرة بالصلاحيات والقوة اللازمة.. لبدء مرحلة الإصلاح الفعلي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. شيخ علي جابر الأحمد الصباح.. ماذا توقعت من توجيه رسالتك.. وكيف تتوقع شكل الحل لكل المشاكل التي تضمنتها رسالتك الكريمة؟! إقبال الأحمد Iqbalalahmed0@yahoo.com
مشاركة :