اتفاق تاريخي للصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي

  • 7/25/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط - فشلت كل مناورات الجبهة الانفصالية البوليساريو، في تعطيل توقيع اتفاق الصيد البحري الجديد بين المغرب والاتحاد الأوروبي. وتم التوقيع الثلاثاء، على بروتوكول تطبيقي بين المغرب والاتحاد الأوروبي يأتي في سياق الشراكة بين الطرفين في مجال الصيد البحري. وحضر توقيع الاتفاق بالأحرف الأولى من جانب المغرب وزير الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة ووزير الزراعة والصيد البحري عزيز أخنوش، ومن الجانب الأوروبي سفيرة الاتحاد الأوروبي بالرباط كلاوديا فيداي. ويدمج الاتفاق الجديد كل سواحل أقاليم الصحراء المغربية بوضوح. ويشير هذا الأمر إلى فشل خطاب قيادات الجبهة الانفصالية، التي سعت سابقا إلى تسويق نصر غير حقيقي في هذا الملف، جعل الوضع الداخلي في مخيمات تندوف يزداد احتقانا وتعقيدا. وعملت البوليساريو على التسويق لنكساتها المتواصلة في ملفات عديدة، ومنها ملف الصيد البحري على اعتبار أنها مكاسب سياسية واقتصادية لها. لكن المتابعين للوضع وخاصة المعارضة من داخل البوليساريو يدركون جيدا أنه نصر موهوم يبين الحالة التي وصلت إليها قيادة البوليساريو وهي تحاول إخفاء الحقيقة عن أنصارها. وقد تم كشف فشل الجبهة الانفصالية بعدما وصلت مؤخرا شحنة من الأسماك التي تم اصطيادها في المياه الإقليمية الصحراوية إلى ألمانيا. واعتبرت حركة “5 مارس” المعارضة أن “قيادة البوليساريو الحالية حاولت خلق بلبلة في موضوع الاتفاق”. وقالت إنه بعد نهاية العقد الأول وفي انتظار استكمال بنود العقد الجديد سوقت الجبهة لفكرة أنها بصدد تحقيق مكاسب، قبل أن يفاجأ الجميع “بخروج الاتفاقية على مقاس المغرب وطموحاته”. الانتكاسات المتتالية التي منيت بها البوليساريو تقوض مشاريع الانفصال التي تدعمها بعض الأطراف الإقليمية وبعد إخفاق مطالب الجبهة بمنع تفريغ شحنة الأسماك القادمة من شواطئ الأقاليم الجنوبية المغربية في الموانئ الألمانية، عبر مسؤول العلاقات الخارجية بالأمانة الوطنية للبوليساريو أمحمد خداد عن أسفه من اعتماد المجلس الأوروبي قرارا في 16 يوليو الجاري يقضي بالتوقيع على تعديل اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب لعام 2000. ويسمح تعديل الاتفاق بتوسيع مجال تطبيقه ليشمل كل الأقاليم الجنوبية، وهو ما يوضح بأن الاتحاد الأوروبي أعطى أولوية للمصالح الاقتصادية. واتهم خداد الاتحاد الأوروبي بأنه “معيق ومعرقل حقيقي” لجهود السلام التي يبذلها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء هورست كولر. وهدد بأن قرارات الاتحاد الأوروبي تطيل أمد النزاع وتزيد من حالة التوتر وتهديد الأمن والاستقرار بالمنطقة بما يناقض مصالح الاتحاد الأوروبي. وقال مراقبون إن الهزائم المتتالية لجبهة البوليساريو تقوض كل مشاريع الانفصال التي تدعمها أطراف إقليمية والبعض من الأطراف بأوروبا. وأضاف هؤلاء أن قيادات الجبهة الانفصالية لا تملك قرارها السياسي ما ينعكس سلبا على كل الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لإرساء حل سياسي عادل وهو ما جعل هؤلاء يحاولون اللجوء مرارا إلى التهديد المستمر بسيناريو الحل العسكري. وينص الاتفاق الجديد بين المغرب والاتحاد الأوروبي على دعم موقف الرباط باعتبارها المحاور الوحيد في التفاوض حول أي اتفاق يشمل الصحراء. وأعربت القيادية في الحزب الاشتراكي الحاكم بإسبانيا ورئيسة جهة الأندلس، سوثانا دياث، عن رضاها بعد التوقيع على الاتفاق الجديد. كما طالبت بروكسيل والرباط بالتزام الحكمة من أجل التقدم في النصوص التشريعية لضمان مصادقة البرلمان الأوروبي في سبتمبر القادم على الاتفاق. أما وزير الزراعة والصيد البحري الإسباني، لويس بلاناس، فقد أعرب عن سعادته بعد توقيع اتفاق جديد مع المغرب في مجال الصيد البحري في انتظار مصادقة البرلمان الأوروبي. وقال بلاناس إن الواقع يفرض الاعتراف بأن عودة الصيادين الإسبانيين إلى المياه المغربية قد تكون في غضون أسابيع أو أشهر. وأشارت وزارة الخارجية المغربية إلى أن توقيع الاتفاق يؤكد أن كل محاولات خصوم المملكة للتشكيك في سيادة المغرب على مياهه الإقليمية تم دحضها. وأكدت أن نجاح المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي يعد صفحة جديدة في مسار تجاوز إثارة القضايا للبعض من الأطراف. كما شددت الوزارة على أن المغرب لن يوقع على طول جولات التفاوض على اتفاق دولي يمس من سيادته على أقاليمه الجنوبية. واتفق الاتحاد الأوروبي والمغرب على إجراءات تهدف إلى المزيد من تمتيع السكان المحليين في المناطق المعنية بالفوائد الاجتماعية والاقتصادية لاتفاقية الصيد البحري. وتشمل هذه الاستفادة تحسين البنية التحتية وتطوير الخدمات الاجتماعية وإنجاز مشاريع التنمية وتحديث قطاع الصيد البحري.

مشاركة :