حريق بـ«خالدية الدمام» يلتهم 5 مستودعات للأوراق والمواد البلاستيكية

  • 12/17/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

استيقظت المنطقة الشرقية أمس على حريق كبير سرعان ما أصبح متطورا بعد التهامه 5 مستودعات بـ«صناعية الخالدية الأولى» في الدمام. والحريق الذي استنفرت له الجهات المختصة فرقها منذ تلقي البلاغ سجل حالة إصابة واحدة لعنصر بالدفاع حيث أصيب في قدمه بحروق بسيطة وتم نقله الى مجمع الدمام الطبي لعلاجه. وحظي الحادث الذي تسبب بسحابة سوداء غطت مساحات كبيرة من الدمام وشوهدت من مسافات بعيدة، بمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية شخصيا؛ للاطمئنان على سير عمليات المكافحة وعدم تسجيل أي اصابات بين العاملين في المستودعات وسلامة المشاركين في عمليات الإطفاء. وكانت الجهات المعنية قد تلقت بلاغا بوقوع الحادث وعلى الفور تم تمرير البلاغ للجهات ذات العلاقة والتي وجهت فرقها باتجاه موقع الحريق كلاً في اختصاصه، وعملت دوريات المرور على فتح الطرق أمام فرق الدفاع المدني والجهات المشاركة الأخرى للوصول للموقع بأسرع وقت ممكن، وعملت الدوريات الأمنية على عزل منطقة الحادث ومنعت التجمهر أمام الموقع لتتمكن الفرق من القيام بدورها على أكمل وجه، فيما شاركت مديرية المياه بإرسال عدد من صهاريج المياه لضمان عدم انقطاع المياه عن الموقع. ومع وصول أولى الفرق تم تقييم الوضع على أنه حادث متطور، ليتم التوجيه بتدعيم تلك الفرق بعدد اضافي لمنع انتشار الحريق لمستودعات مجاورة في الموقع، ومحاصرته من عدة جهات. وقال المتحدث الرسمي باسم مديرية الدفاع المدني بالشرقية العقيد منصور الدوسري إن عمليات الدفاع المدني بالدمام تلقت بلاغاً عند الساعة 7:08 صباحاً عن الحادث، مضيفاً إنه على الفور تم تحريك الفرق من أقرب المراكز للحريق، مشيرا إلى أنه بعد الوصول تبين بأن الحادث عبارة عن نشوب حريق في 5 مستودعات متصلة على مساحة 5500 متر مربع، مبيناً أنها تحتوي على مواد بلاستيكية وورقية. وذكر العقيد الدوسري أن فرق الدفاع المدني قامت بمحاصرة الموقع والسيطرة على الحريق ومنع امتداده للمواقع المجاورة, لافتاً إلى أنه لم تسجل أي إصابات. منوهاً الى أنه شارك في الموقع 15 فرقة اطفاء «10 الدمام, و3 القطيف, و2 الخبر» ووحدة الكمامات كما شاركت مديرية المياه بعدد من صهاريج المياه, ولا يزال التحقيق جاريا لمعرفة الأسباب وتقدير الخسائر المادية. من جانبه قال المتحدث الرسمي باسم هيئة الهلال الأحمر السعودي بالشرقية فهد الغامدي إن عمليات الهلال الاحمر تلقت بلاغا من عمليات الدفاع المدني عند الساعة 7:12 صباحاً عن الحادث، وعلى الفور توجهت القيادة الميدانية للموقع إضافة إلى3 فرق إسعافية والإسعاف المتقدم، وقد تمركزت في الموقع الذي لم يسجل إصابات إلا إصابة واحدة طفيفة لعنصر بالدفاع المدني. مستودعات الخالدية.. حرائق مستمرة والحل في النقل تزايدت حرائق المستودعات في حي الخالدية بالدمام بسبب تدني الرقابة والتفتيش عليها، وقلّة الصيانة، وعدم كفاية وسائل السلامة، إلى جانب أسباب أخرى غير معلنة مرتبطة بتوقيت الحريق، وتحديداً مع قرب انتهاء السنة الميلادية، وتحمّل التأمين التعويض المناسب، في حين أكد أكثر من مسؤول أن هذه المستودعات في طريقها للنقل. وتنوعت أسباب الحرائق وكان من أهمها ماس كهربائي ولكن حسب- عاملين في المستودعات- أكدوا أن الأسباب كثيرة، والبعض منها مفتعل، مطالبين بمراقبة ومتابعة المستودعات، وتحديداً المغلقة منها على مدار السنة، ولها مدخل خاص لتحميل وتنزيل البضائع داخل النطاق السكاني، كذلك تركيب كاميرات تكشف موقع الخلل، وترتبط بالجهات المختصة. ويحتل حي "الخالدية" بالدمام أهمية كبرى للشركات والمصانع والمؤسسات التجارية في تخزين بضائعها وذلك نظرا لاحتضان المنطقة الشرقية المدينتين الصناعيتين "الاولى والثانية" واللتين تعدان من اكبر المدن الصناعية بالمملكة، ويبلغ عدد مستودعاته اكثر من 700 مستودع تتميز بموقعها الاستراتيجي بالقرب من المدينة الصناعية الأولى وطريق الخبر -الدمام السريع وايضا ميناء الملك عبدالعزيز الذي يعتبره بعض التجار مستودعات يحفظون فيه بضائعهم.. ورغم اهمية الحي الا انه يتعرض لموجة اهمال ونقص في جميع خدماته خاصة انفجار البيارات وتسرب المياه منها وتكسر الارصفة والشوارع وغياب اشارات المرور الضوئية وتدني مستوى النظافة في مداخل ومخارج الحي، كما يشهد بصفة دورية حرائق كثيرة وخطيرة آخرها الحريق الذي حدث أمس والتهم 5 مستودعات للورق والمواد البلاستيكية، وكانت منطقة الخالدية قد شهدت عدة حرائق مؤخرا منها حريق هائل في مستودع مساحته 1200م2ومقسم إلى ٤ مستودعات للأدوات المنزلية والصحية والمكتبية وسكراب، وباشرت فرق الدفاع المدني بالدمام الموقع الذي التهمته النيران بشكلٍ كامل، للسيطرة على النيران ومحاصرتها؛ لمنع امتداد الحريق وانتشاره، ولم يسفر الحريق عن أية إصابات وخسائر بشرية، وأيضا حريق آخر في 10 مستودعات تحوي 24 الف طن اعلاف، وعلى الفور باشرت 20 فرقة متنوعة الاختصاص من الدفاع المدني بالدمام الموقع، فيما قام العاملون في الموقع بإخراج الأدوات البلاستيكية والمعدنية والرافعات ومحتويات المستودعات لمنع امتداد الحريق وانتشاره في الموقع، وتبين أن أمانة المنطقة الشرقية أنذرت الموقع لعدم وجود ترخيص، واستمر الحريق اسبوعا كاملا بسبب طبيعة المواد المحترقة، وبلغت الخسائر ما يقرب من 7 ملايين ريال. الأرصاد وحماية البيئة: فريق مختص يقف على أسباب الحادث قال مدير فرع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بالمنطقة الشرقية محمد القحطاني والذي تواجد بموقع الحادث: إن المعلومات الأولية تشير إلى أن أسباب الحريق ترجع لخلل في وسائل السلامة، مؤكداً بأن المستودعات التي اشتعلت عبارة عن مستودعات لتخزين الأوراق ومواد بلاستيكية تستخدم للتغليف بحسب المؤشر الأولي، إلا أن فريقاً مختصاً يتوقع وقوفه على الموقع بعد انتهاء عملية الإخماد للاجتماع مع الدفاع المدني وملاك المستودعات والتأكد من عدم وجود مواد أخرى. وأضاف القحطاني: «لا نريد أن نستبق التحقيقات», مطمئنا القاطنين بالقرب من هذا الموقع من عدم وجود مخاطر من احتراق الاوراق. وأكد أن منطقة صناعية الخالدية خالية من المصانع الخطرة، وأنها تضم مستودعات للتخزين، مشيرا إلى أن الرئاسة تعمل على مراقبة المستودعات والتأكد من عدم وجود مخالفات كسوء التخزين للمواد أو دراسة مدى تأثير ذلك على المنشأة المجاورة، والتأكد من النشاط القائم للمستودع وعدم استخدامه لأغراض أخرى. وذكر بأن صناعية الخالدية وحتى المواقع القريبة من الميناء شهدت تسجيل مخالفات وصلت بعض عقوباتها لحد الاغلاق، لافتا إلى أن بعض القضايا وصلت للحاكم الإداري لإقفالها. ولفت إلى أن فرق التفتيش تعمل على التأكد من سير الأمور بشكل صحيح في مثل هذه المواقع، منوها بأنه يتم انذار المخالفين في البداية ويطلب من ملاكها تصحيح الوضع وإذا ما تم تصحيح المخالفة تسقط، وإلا يتم إحالة ذلك للجهات المختصة بالرئاسة للنظر في القضية وتحديد نوع العقوبة التي تطبق على المخالف.كما أن الرئاسة تطمح لخلو المنطقة من المصانع التي أصبحت مقلقة للراحة محذرا من وجود المواقع الخطرة كالمصانع التي تقع داخل النطاق العمراني والتي تشهد انبعاثات وحوادث بين الفينة والأخرى وخاصة في الصناعية الأولى بالدمام التي تعاني من البنية التحتية السيئة، متمنيا بأن يحدث تغيير في الموعد الذي حدد لانتقال المصانع ذات التأثير العالي على المنطقة مع نهاية العام الحالي، واتفقت عليه وأقرته اللجان التي وقفت على هذه المشكلة بتوجيهات من أمير المنطقة الشرقية شخصياً، وخاصة المصانع ذات النشاط الكيميائي ومنتجات الاصباغ والتي على شاكلتها والتي يتراوح عددها بين 10 إلى 20 مصنعا من أصل 200 مصنع منتشرة في الصناعية الأولى على مساحة تبلغ 3 ملايين متر مربع, ذاكرا بأنه من المنتظر أن تنقل للصناعية الثالثة التي تقع على مساحة 48 مليون متر مربع, والطموح بأنه مع حلول ذلك الموعد نصل إلى منطقة خالية من المصانع الخطرة.

مشاركة :