في السنوات الأخيرة قفزت المملكة العربية السعودية عالياً نحو عنان السماء، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تاركة ورائها حياة التعقيد والعقول المتأزمة، حلقت نحو حياة جديدة تتميز بالسلاسة والعقلانية والوسطية في كافة الأمور، رافعة شعار لا إفراط ولا تفريط ولا تشدد ولا تعقيد. لطالما كان للمرأة السعودية مكانتها الخاصة في مجتمعها، ولكنها كانت تفتقد لبعض حقوقها المشروعة التي كانت ترفضها العادات والتقاليد التي تسير بها المملكة منذ عصور، من هذا المنطلق فإن القيادة وضعت أولوية إعطاء المرأة السعودية حقوقها ومساواتها مع أخيها الرجل، دون تعدٍ أو تجاوز على الضوابط الشرعية المعروفة، في مقدمة أولوياتها وخططها لنهضة المملكة ومواكبتها للتطور الحاصل في العالم من حولها. ولقد أفصح ولي العهد محمد بن سلمان في غالبية اللقاءات الإعلامية التي قام بها وتحدث بشأن المرأة السعودية، بأنه سيعيد المملكة العربية السعودية إلى الإسلام المعتدل، حيث أن المرأة المسلمة لها حقوق كفلها لها الإسلام؛ وهو ما كانت بعض العقول المتأزمة والمتشددة ترفضه وخصوصاً بعد حادث عام 1979م، وأوضح ولي العهد أن الدين الاسلامي الحنيف نص على ارتداء الملابس الفضفاضة والمحتشمة، ولم يجبر المرأة المسلمة على ارتداء اللون الأسود، لذلك فإن قرار اختيار اللون هو حق مكفول للمرأة السعودية وليس الزاماً عليها الأسود. كما أن ولي العهد أوضح أنه سيتم المساواة بين المرأة السعودية والرجل في رواتب العمل، وقرار قيادة المرأة للسيارة وتمكينها في هذا الجانب أيضاً، هذا القرار الذي تم تفعيله مؤخراً واستقبله المجتمع السعودي في غالبه بالقبول والتفاعل الإيجابي من خلال الشعارات التي تم رفعها في الشوارع قبيل تفعيل القرار بأيام، مثل “قودي كلنا معك”، “كلنا اخوتك على الطريق”، هذه الشعارات التي تحمل معانٍ عظيمة ورسائل جميلة للعالم أجمع عن المجتمع السعودي الواعي الذي لديه عقل متفتح قادر على قبول التطور واستيعاب متغيرات العصر، والوقوف بجانب حكومته الرشيدة في قراراتها، إيماناً منه أن جميع القرارات المتخذة مدروسة جيداً، وتصب في مصلحة وطنه.
مشاركة :