تسعى الحكومة «الإسرائيلية» عبر بلدية الاحتلال في القدس إلى الاستيلاء على مزيد من أراضي المدينة المقدسة، خصوصاً بعد إعلان الولايات المتحدة الاعتراف بها عاصمة لدولة الاحتلال. فقد أعلن مدير دائرة الخرائط ونظم المعلومات في جمعية الدراسات العربية بالقدس المحتلة خليل التفكجي، عن مساعي سلطات الاحتلال لتحويل 2500 قطعة أرض داخل ما يسمى حدود بلدية القدس للمؤسسات العامة، وهو ما يعني نقلها من الملكية الخاصة إلى العامة أي إلى أملاك دولة.وأوضح التفكجي، أن الهدف من هذا الإجراء تسريع عملية البناء الاستيطاني في هذه الأراضي في إطار «تهويد وأسرلة» مدينة القدس، مؤكدا أن القدس بعد هذا المخطط سيغلب عليها الطابع اليهودي بسبب تكثيف الاستيطان وتهويد المعالم العربية والإسلامية بشكل متسارع فيها.وأضاف أن المشروع يشمل 2500 قطعة كلها داخل حدود بلدية الاحتلال، وهو ما يعني أن هذه الأراضي المملوكة لفلسطينيين، ستحول إلى مؤسسات عامة تابعة لدولة الاحتلال تحت شعار ما يسمى «المصلحة العامة».ويتزامن الإعلان عن الاستيلاء على 2500 قطعة أرض مع إعلان آخر من دولة الاحتلال بإجراء عمليات تسوية (طابو) في عدد من الأحياء المقدسية الواقعة في القدس، بهدف تسهيل استيلاء الاحتلال على مساحات شاسعة من تلك الأراضي.وحذر التفكجي من خطورة الخطوة التي قامت بها «إسرائيل» حول تسوية الأراضي، وما يترتب عليها من تسهيل عمليات تسريب الأراضي والعقارات بعد حصول الورثة على شهادات التسجيل، حيث ظل تعدد الورثة لسنوات طويلة عاملا مهما في إفشال كثير من مخططات بيع الأملاك الفلسطينية بالقدس. وبين التفكجي أنواع التسجيل التي تتضمن، (الطابو) وقبل التسوية، ودون تسوية، مشيراً إلى أن أراضي الطابو عددها قليل.في السياق ذاته، قال رئيس هيئة تسوية الأراضي والمياه القاضي موسى شكارنة، إن مصادرة الأراضي المملوكة للشعب الفلسطيني هي مصادرة لحق الملكية الخاص، وهو انتهاك لكل الأعراف والقوانين الدولية، فما سُنَّ قانون القومية وتسوية الأراضي الذي شرعه الاحتلال في القدس إلا لتهويد المدينة ومنع تملك أبناء شعبنا لأراضيهم وترحيلهم منها. وأضاف أن حماية أراضي القدس تعني إفشال مشروع الاحتلال في ما يسمى بالقدس الكبرى عبر ضم المستوطنات شرق القدس لحدود المدينة وصولا للقدس الكبرى.إلى جانب ذلك، اعتبر وزير الدولة لشؤون مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف، أن ما يجري في القدس هو نوع من تصفية ملفات الحل النهائي ونحن في القدس نتصدى لعمليات تهجير قسري وهدم، وهي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، وفي حال نجاح مخططات التسوية والهدم سينتهي حلم الدولة الفلسطينية. وأضاف عساف، سنواصل النضال ولن نسمح بالسيطرة على أراضينا ولن نخرج منها وسنستشهد فيها ولن نغادرها، ونحن جربنا حياة البؤس واللجوء مرتين في العام 1948 وعام 1967 ولن تتكرر هذه التجارب.وقال عساف، إن عنوان الصمود هو القدس وأهل التجمعات البدوية والمقدسيون القاطنون فيها، ف««إسرائيل»» هدمت في السنوات الثلاث الأخيرة 2286 مسكنا وآخرها 15 في أبو نوّار قبل عدة أسابيع.
مشاركة :