القدس المحتلة - الوكالات: قالت إسرائيل انها أسقطت طائرة حربية سورية اخترقت المجال الجوي الواقع تحت سيطرتها فوق هضبة الجولان أمس الثلاثاء، لكن دمشق قالت إن الطائرة استهدفت أثناء مشاركتها في عمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على الأراضي السورية. وذكرت وسائل الإعلام السورية الرسمية أن إسرائيل استهدفت طائرة حربية سورية أثناء قيامها بغارات في المجال الجوي السوري. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن مصدر عسكري قوله: «العدو الإسرائيلي يؤكد تبنيه للمجاميع الإرهابية المسلحة ويستهدف إحدى طائراتنا الحربية التي تدكّ تجمعاتهم في منطقة صيدا على أطراف وادي اليرموك في الأجواء السورية». وصعدت هذه الواقعة من التوتر القائم منذ أسابيع على حدود هضبة الجولان حيث اتخذت القوات الإسرائيلية وضع التأهب مع اقتراب قوات الحكومة السورية من منطقة الحدود لإحكام سيطرتها على أراض في قبضة المعارضة. ودوّت صفارات الإنذار للمرة الثانية خلال يومين في هضبة الجولان المحتلة حيث رأى شهود أثر صاروخين في السماء. وقال الجيش انه أطلق صاروخين من طراز باترويت لاعتراض طائرة سوخوي سورية بعد أن قطعت مسافة كيلومترين داخل مجال جوي تسيطر عليه إسرائيل رغم تحذيرها. وتخشى إسرائيل من إقدام الرئيس السوري بشار الأسد على السماح لتعزيزات من القوات الإيرانية أو حزب الله اللبناني بالانتشار قرب الجولان. أعلن مسؤول إسرائيلي أمس الثلاثاء ان روسيا عرضت بقاء القوات الإيرانية في سوريا مسافة 100 كيلومتر بعيدة عن هضبة الجولان لكن إسرائيل تصرّ على أن أي تمركز عسكري لطهران في هذا البلد يمكن أن يشكل تهديدا. ويأتي في أعقاب الاجتماع بين وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين في القدس. وقال مسؤول إسرائيلي كبير: «لن نقبل التموضع العسكري الإيراني في سوريا ليس فقط أبعد من 100 كيلومتر وهو ما يتحدث عنه الروس ويوافقون عليه». وأكد المسؤول طالبا عدم الكشف عن اسمه: «قلنا ان هناك أيضا أسلحة بعيدة المدى يجب إخراجها من سوريا، وإخراج بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات منها. كما يجب على القوات الإيرانية وحزب الله مغادرة سوريا». واستهدف الطيران الحربي السوري والروسي أمس الثلاثاء الجيب الواقع تحت سيطرة داعش في جنوب سوريا بمحاذاة الأردن وهضبة الجولان المحتلة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقالت وسائل إعلام رسمية أمس ان الجيش السوري سيطر على عدة مناطق كانت في قبضة مقاتلي داعش في المنطقة. وأضافت أن «عناصر الهندسة في الجيش تمشط القرى والبلدات التي أعلن الجيش تحريرها» في منطقة حوض اليرموك بحثا عن ألغام أو شراك ملغومة. وباستعادة السيطرة على حوض اليرموك من قبضة داعش يصبح كامل منطقة الجنوب الغربي السوري تحت سيطرة الحكومة السورية بما في ذلك كل المناطق على حدود البلاد مع إسرائيل والأردن. على صعيد آخر لا يزال مئات من عناصر «الخوذ البيضاء»، الدفاع المدني في مناطق الفصائل المعارضة، عالقين في جنوب سوريا، وفق ما أكد اثنان منهما يوم الاثنين، مبدين خشيتهما على مصيرهما غداة إجلاء أكثر من 400 منهم مع عائلاتهم إلى الأردن. وأعلنت «الخوذ البيضاء» في بيان يوم الاثنين أن إجلاء عناصرها كان «الخيار الوحيد» لتجنب «خطر الاعتقال أو الموت» على أيدي النظام السوري وحلفائه الروس، فيما نددت دمشق وحليفتها موسكو بالعملية. ووصل 422 شخصاً من عناصر «الخوذ البيضاء» وأفراد عائلاتهم إلى الأردن الأحد، بعدما تولت إسرائيل نقلهم من جنوب سوريا، على أن تستقبلهم لاحقا بريطانيا وألمانيا وكندا وكذلك في فرنسا. وناشد سيزار (23 عاماً)، وهو إعلامي في صفوف المجموعة في مدينة درعا، المعنيين مساعدتهم على الخروج من جنوب سوريا. وقال لفرانس برس عبر الهاتف إن نحو 400 عنصر مازالوا في مدينة درعا وريفيها الشرقي والغربي، على الحدود مع الأردن، ومحافظة القنيطرة المحاذية لهضبة الجولان التي تحتل إسرائيل قسماً منها.
مشاركة :