نجحت جهود الحكومة اليمنية، على صعيد تطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة، في استئناف تصدير النفط الخام من أحد القطاعات النفطية في محافظة شبوة، بعد توقف دام أكثر من 3 سنوات، وهو ما سينتج عنه تحسن في إيرادات الدولة لمجابهة النفقات المتصاعدة.وأفادت مصادر حكومية لـ«الشرق الأوسط» بأن عملية استئناف إنتاج النفط في القطاع «إس 2» في حقول العقلة، بمحافظة شبوة، تكللت بالنجاح، بعد عودة الشركة الأجنبية مالكة الامتياز للعمل في القطاع منذ توقف الإنتاج منتصف 2015 بسبب انقلاب الميليشيات الحوثية.وأكد المصدر أن الكمية الأولى المقدرة التي سيتم شحنها للتصدير من منطقة العلم على البحر العربي في محافظة شبوة، تقدر بـ500 ألف برميل، وهي إجمالي ما تم نقله عبر الشاحنات من الحقل النفطي إلى خزانات التفريغ في منطقة النشيمة.وتأمل الحكومة اليمنية في أن تنجح مساعيها في استعادة الحديدة ومينائها وميناء رأس عيسى النفطي على البحر الأحمر من قبضة الحوثيين لاستئناف التصدير من حقول مأرب، غير أن سيطرة الجماعة على مناطق مرور الأنبوب الممتد من مأرب غرباً، يشكل عائقاً إضافياً، وهو الأمر الذي قد يدفعها لاستحداث خطوط تصدير عبر موانئ شبوة الجنوبية.وفي غضون ذلك، أمر الرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس، بتشكيل لجنة للاطلاع على أوضاع محافظة المهرة الخدمية والتنموية والأمنية، ورفع تقرير بذلك، للوقوف على احتياجاتها ومتطلباتها لاتخاذ ما يلزم بشأنه. وطبقاً للمصادر الرسمية اليمنية، استقبل هادي، أمس، في العاصمة المؤقتة عدن، عدداً من الشخصيات الاجتماعية والعسكرية والمشايخ والأعيان من أبناء محافظة المهرة، بحضور وزير الدولة عضو مجلس الوزراء اللواء محمد عبد الله كده، وعضوي مجلس الشورى أحمد محمد قحطان وتوكل سالم سالمين، ورئيس المجلس الأعلى لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى، عبد الله بن عيسى عفرار.وذكرت وكالة «سبأ» أن هادي أشاد بحالة الأمن والاستقرار التي تنعم بها محافظة المهرة، كميزة تحسب لها ولأبنائها على مدى عقود من الزمن، لتغليبهم على الدوام مصلحة المحافظة وأبنائها على المصالح والولاءات الضيقة التي تخلف معها المآسي والدمار.وثمن الرئيس اليمني وقوف أبناء المهرة دوماً مع الوطن وقيادته الشرعية، والتأكيد على الاصطفاف خلفها لدحر ما وصفه بـ«مشاريع التخلف والدمار للميليشيات الحوثية الإيرانية، ومن يواليها»، مؤكداً اهتمام الدولة بمحافظة المهرة، باعتبارها محافظة التنمية والسلام التي استقبلت كثيراً من نازحي الحرب الانقلابية، الذين هجرتهم الميليشيات، واستباحت مدنهم وقراهم وممتلكاتهم.ولفت هادي إلى جملة من المشاريع والامتيازات التي حظيت بها المحافظة خلال الفترة الماضية، بدعم وتمويل حكومي، فضلاً عن المشاريع الكبيرة والطموحة التي خصتها المملكة العربية السعودية للمهرة وأبنائها، التي قال إنها «ستشهد معها نقلة نوعية تلامس مختلف تطلعات واحتياجات المواطن ومتطلباته الأساسية».وحض الرئيس هادي أبناء المهرة على «توحيد الصف، وتسخير الإمكانات والجهود لخدمة محافظتهم، والابتعاد عن كل ما يمس وحدة النسيج الاجتماعي الذي تميزت به المهرة طوال مراحل تاريخها»، مشدداً على أهمية تكاتف الجهود لوقف عمليات التهريب عبر المحافظة، التي قال إنها تضر بالوطن، إلى جانب أنها خدمت الانقلابيين الحوثيين خلال الفترات الماضية.وتسعى الحكومة اليمنية، تحت قيادة الرئيس هادي، وبإسناد من تحالف دعم الشرعية، إلى تطبيع الأوضاع على شتى النواحي في مختلف المحافظات المحررة، وتحديداً على صعد إعادة بناء المؤسسات، وإحلال الأمن، وتحسين الخدمات والموارد، في الوقت الذي تكافح فيه من أجل استكمال تحرير بقية المناطق الخاضعة للانقلاب الحوثي، بما فيها صنعاء.
مشاركة :