قال سعادة ريان كليها، القائم بأعمال السفارة الأميركية بالإنابة لدى الدوحة، إن بلاده ستبذل جهوداً مكثفة لأجل إنجاح عقد القمة الخليجية الأميركية في سبتمبر أو أكتوبر المقبلين لحل الأزمة الخليجية، لافتاً إلى أن واشنطن لا تريد تأخير القمة وقتاً أطول، وترى أن حل الأزمة يمثل مصلحة مباشرة للولايات المتحدة الأميركية.نوّه القائم بالأعمال، المنتهية مهامه، بأن العلاقات القطرية الأميركية لم تكن بهذه القوة في أي وقت مضى، مشدداً على أن قطر شريك لا غنى عنه للولايات المتحدة، وحليف مهم للتحرك نحو الحل في أفغانستان، وأنه لم يكن ممكناً محاربة تنظيم الدولة، لولا وجود القاعدة الجوية بمنطقة العديد. العلاقات أقوى وفي تقييمه للعلاقات الثنائية بين البلدين، قال سعادته « العلاقات على مر السنين، شهدت نمو وتعزيز الشراكة، لا سيما في مجالات التعاون العسكري والأمني والاقتصادي والتبادل الثقافي والتعليمي». وأضاف: «في الواقع، هذه العلاقة حاليا أقوى من أي وقت مضى. وقد زار حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الولايات المتحدة في أبريل الماضي، وعقد اجتماع ناجح ومثمر جداً مع الرئيس ترمب، وشهدت قطر زيارة عدد آخر من المسؤولين في الحكومة الأميركية العام الماضي، مقارنة بعشر سنوات ماضية مجتمعة». وعن التعاون في المجال الاقتصادي، قال سعادته: «حتى الآن، ساهمت دولة قطر بأكثر من 8.5 مليار دولار في نفقات البناء والتشغيل». شريك لا غنى عنه قال القائم بالأعمال الأميركي -المنتهية مهامه- إن «التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وقطر هو الأقوى في تاريخ علاقاتنا. وقد حضرت حدثاً جديداً لبناء ثكنات جديدة للقوات الجوية الأميركية وقوات التحالف المتمركزة في قاعدة العديد الجوية. وهي جزء من مشروع بقيمة 3 مليارات دولار أميركي لتطوير القاعدة الجوية بمنطقة العديد». وتابع: «لا بدّ أن نقر دوماً بكرم الضيافة التي وجدناها لدى الحكومة القطرية، وقد تم إنفاق مليارات الدولارات فعلياً في القاعدة العسكرية، خلال الـ 15 عاماً الماضية لدعم العمليات، وإقامة المنشآت هناك. وكان هذا أمراً ضرورياً في الحرب ضد تنظيم الدولة «داعش»، وقدرتهم على قيادة التحالف الدولي في هذه المنطقة». واستطرد: «لم يكن يمكننا أن نكون هنا، بدون دعم الحكومة القطرية، وكل شيء زودتنا به، وكان مستحيلاً أن نقوم بما نقوم به، وبهذه الطريقة الفعالة، وجميع القادة في القاعدة ممتنون لهذه المنصة التي زودتنا بها قطر التي تبقى شريكاً لا غنى عنه للولايات المتحدة الأميركية». واضاف سعادته: «قاعدة العديد جزء أساسي، ولم يكن ممكنا القيام بمكافحة التطرف والإرهاب في المنطقة، دون دعم الحكومة القطرية»، لافتاً إلى أنه «خلال الثلاث سنوات الأخيرة، اتخذت العلاقات الأمنية بين البلدين بعداً جديداً، بشراء قطر معدات وأنظمة عسكرية بقيمة 26 مليار دولار، وهو استثمار ليس فقط في المعدات العسكرية، وإنما استراتيجية العلاقات بين البلدين، لأنها تتضمن برامج تدريب مستدامة، مثل صفقة شراء ما بين 36 و 72 مقاتلات (أف 15) خلال العام الماضي. الحل في أفغانستان أثنى ريان كليها على دور قطر في دعم عملية السلام في أفغانستان، قائلاً: «نحن ممتنون للغاية لدور دولة قطر في أفغانستان، ومساعدتنا في جهود تشجيع إقامة عملية سلام بقيادة أفغانية. وقطر حليف مهم جداً في التحرك نحو الحل هناك، ليس فقط لدعمها جهود النيتو في أفغانستان، ولكن بتقديمها دعماً سياسياً في جهود تحقيق السلام. المحكمة الدولية عن قراءته لقرار محكمة العدل الدولية، قال ريان كليها: «تابعنا القرار الذي صدر عن المحكمة، والأمر المهم هو أن الولايات المتحدة تريد حلاً للأزمة الخليجية بأسرع وقت ممكن؛ لأنه من الواضح أنها تؤثر على الأفراد، وبطريقة خاصة جداً. وأحد التداعيات التي تتأثر بها الأشخاص تم عرضها في القضايا المطروحة على المحكمة. وهذا يقوي التزامنا بدعم عملية إحضار جميع الأطراف إلى الطاولة لمناقشة هذه المسألة والوصول إلى حل». مصلحة مباشرة لواشنطن رداً على سؤال الأزمة الخليجية، قال سعادة القائم بالأعمال الأميركي : لدينا التزام قوي بحل الأزمة الخليجية، ونراها مصلحة مباشرة للولايات المتحدة الأميركية، للتحرك وإدراك تداعيات هذه الأزمة وإنهائها بصورة تامة في أسرع وقت ممكن. ونواصل العمل والدفع في هذا الاتجاه، على مختلف الجبهات. وأضاف: «كان لدينا العديد من المحاولات لبدء عملية لجمع دولة قطر والأطراف الخليجية الأخرى وبدء الحوار مع بعضهم البعض، وهذا لم يلق نجاحاً حتى هذه اللحظة. لكننا رأينا بعض الاتصالات التي بدأت تحدث بين الدول المختلفة، وأراها خطوة إيجابية من وجهة نظري. وهناك التزام بداية من الرئيس الأميركي -وعلى مختلف المستويات- للعمل على هذا الأمر، ولكن جزءاً من المشكلة أننا نريد حلاً مستداماً، يمنع تكرار مثل هذه الأمور مرة ثانية، وسيأخذ ذلك وقتاً للتنظيم والخروج بفكرة يتفق عليها الجميع. والأهم، هو جمع مختلف الأطراف إلى طاولة الحوار، وهذا ما نحتاج للدفع باتجاهه خلال هذه الفترة». القمة الخليجية الأميركية بخصوص القمة المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وقادة دول مجلس التعاون الخليجي شهر سبتمبر المقبل، قال سعادته: «نعمل على الوصول إلى نقطة يلتقي فيها قادة كل الدول، ونتوقع أن تعقد القمة في الخريف المقبل، وليس لدي توقيت محدّد، قد يكون ذلك في سبتمبر أو أكتوبر المقبل. ولكن ما تغيّر هو رغبتنا أن نجعل هذه القمة ناجحة، وهو ما يعني أننا يجب أن نقوم ببعض العمل قبل الوصول إلى هذه القمة، للتأكد من نجاحها. وما سترونه خلال الأشهر المقبلة هو نشاط من جانبنا مع كل دولة في هذا النزاع، بما فيها الكويت التي تقود الوساطة الفعلية لبناء زخم ونجاح، بحيث عندما يدعو الرئيس قادة الدول للجلوس معاً، يكون لدينا نجاح كبير لهذه القمة. لذلك، فهناك الكثير من العمل ينبغي القيام به. وفي فبراير الماضي، قلنا إنه من الصعب والخطير أن نبني توقعات. وما أود قوله إننا نريد التأكيد أننا سنحضر الجميع إلى طاولة الحوار، بحيث يكونوا مستعدين للحوار، ومناقشة القضايا بجدية». وأضاف: «اليوم، لا نريد أن نؤخر هذا الأمر أكثر من ذلك. وهناك الكثير من الأمور التي تتعامل معها الولايات المتحدة حالياً خارج هذه المنطقة، والتي ربما تأخذ بعض الاهتمام عن التركيز على هذه القضية، مثل: القضية الروسية، والكورية، والإيرانية، وغيرها من الملفات الحالية». بلد تحويل الأحلام إلى واقع قال ريان كليها، القائم بالأعمال بسفارة الولايات المتحدة الأميركية في رسالة إلى الشعب القطري بمناسبة انتهاء مهامه: «لقد كان شرفاً وامتيازاً لي أن أمثّل حكومة الولايات المتحدة في قطر خلال السنوات الثلاث الماضية. وأود أن أشكر صاحب السمو الشعب القطري على حسن الضيافة». وأضاف: «بعد ثلاث سنوات، شعرت بأن عملي في الأمور الدبلوماسية كان له معنى عميقاً. وبينما أمضي قدماً إلى فصل جديد من حياتي، سأتذكر تجربتي باعتزاز، وخاصة جميع الموجودين هنا في قطر، الذين رحبوا بي وعائلتي في بلدهم، ومنازلهم، وهي صداقات تستمر مدى الحياة. شعرنا فعلاً بأن قطر هي بلدنا الثاني الذي لا مثيل له في العالم. وتابع : حين أنظر إلى قطر، أجد هناك الكثير من العجائب التي تثيرنا يومياً ولا نراها في أي بلد آخر، بسبب شخصية الشعب القطري، إلى جانب الموارد التي تتمتع بها. فقطر بلد الأحلام والأحلام تصير حقائق.. وهذا لا نراه كثيراً». سفير جديد بالدوحة حول تعيين سفير مقبل للولايات المتحدة في قطر، قال كليها: «سأغادر الأسبوع المقبل، وسوف يتولى السيد وليام غرانت منصب القائم بالأعمال، بعدما كان يشغل هذا المنصب ذاته الصيف الماضي»، لافتاً إلى أنه «من المتوقع تعيين سفير جديد للولايات المتحدة الأميركية في قطر خلال الأشهر المقبلة. وأوضح أن هناك ما يقرب من ثلاثين سفارة أميركية حول العالم من دون سفير، مما يعني أن عدم وجود سفير في قطر لا صلة له بعلاقات البلدين، ولكن العملية السياسية لتعيين السفراء في الولايات المتحدة الأميركية بطيئة إلى حدٍ ما». وأكد كليها أنه سيغادر الدوحة خلال أسبوع، ليلتحق بمنصبه الجديد قنصلاً عاماً في جدة بالمملكة العربية السعودية، قائلاً: عندما أذهب إلى هناك سوف يستمر اهتمام الولايات المتحدة بحل هذا النزاع. وسوف أواصل العمل في هذا الاتجاه».;
مشاركة :