قطر شريك لا غنى عنه للولايات المتحدة

  • 7/25/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد السيد رايان كليها القائم بالأعمال بالإنابة بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الدولة أن قطر شريك لا غنى عنه للولايات المتحدة، واصفاً علاقات البلدين بأنها لم تكن يوماً أقوى مما هي عليه في الفترة الراهنة. وكشف القائم بالأعمال بالإنابة الأمريكي عن أن الشهرين المقبلين سوف يشهدان تكثيفاً للجهود الأمريكية لمحاولة عقد قمة بين كافة أطراف الأزمة الخليجية في أكتوبر المقبل.. معتبراً أن في حل هذه الأزمة مصلحة مباشرة للولايات المتحدة وسوف تسعى لتحقيقها بأسرع وقت ممكن. وأكد كليها، خلال مؤتمر صحفي أمس بمناسبة انتهاء فترة عمله في البلاد، أنه في ظل الأزمة الخليجية الحالية نجحنا في كثير من المبادرات المهمة لتوطيد العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أن الأزمة شكلت فرصة لتعزيز قدرات وإمكانات دولة قطر على عدة مستويات، وكانت قطر قادرة على اتخاذ خطوات محددة لتقوية الاقتصاد القطري والأمن الغذائي، وتنويع مصادر الواردات، وإيجاد مسارات تجارية جديدة، واستفادت منها الولايات المتحدة الأمريكية.. والكثير من الشركات الأمريكية تطلعت إلى التوسع في أعمالها في قطر، لذلك، من المهم الاستمرار في هذه المبادرة لجلب العديد من رجال الأعمال إلى قطر، وإرسال رجال أعمال قطريين إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتعزيز المشروعات والاستثمارات المشتركة. وأضاف : هناك أكثر من 100 شركة أمريكية تعمل في قطر، والمزيد منها تتطلع للاستثمار هنا، كما رأينا في السنوات القليلة الماضية الإصلاحات التي تقوم بها الحكومة القطرية في قطاع الأعمال، وقوانين الامتلاك وتشجيع رؤوس الأموال، الأمر الذي يسهّل الاستثمارات المباشرة من الشركات الأجنبية، والمستثمرون الأمريكيون من بينهم، فلا يوجد حد لفرص التعاون بين البلدين. ونوّه بتنامي اهتمام الشركات الأمريكية بالعمل في السوق القطري، الذي يعمل به بالفعل أكثر من ١٠٠ شركة أمريكية، فيما وصف التعاون الدفاعي بين البلدين بأنه الأقوى في تاريخ علاقاتهما، وأنه تعاون استراتيجي طويل الأمد، لما ينطوي عليه من برامج تدريب تستمر لعقود وتعزز من علاقات البلدين على المستوى الرسمي والشعبي. وأعرب عن اعتزاز الولايات المتحدة بكونها شريكاً استراتيجياً لدولة قطر على العديد من الجبهات، بما في ذلك الأمن ومكافحة الإرهاب والثقافة والتعليم، إضافة إلى ما يتمتع به البلدان من علاقة اقتصادية واستثمارية قوية، فالولايات المتحدة ليست فقط أكبر شريك استيراد في قطر، لكنها أيضاً شريك رئيسي في قطاع الطاقة والطيران، وتفتخر المدينة التعليمية بست جامعات أمريكية كبرى، قائلاً إنها مجرد أمثلة ملموسة على شراكتنا المتنامية.   دور قطر أساسي في محاربة داعش أعرب رايان كليها عن امتنانه لكرم الضيافة من جانب الحكومة القطرية باستضافتها للقاعدة الجوية الأمريكية. وقال: لقد تم إنفاق مليارات الدولارات فعلياً في القاعدة العسكرية خلال الـ 15 عاماً الماضية لدعم العمليات، وإقامة المنشآت هناك، وكان هذا أمراً ضرورياً في الحرب ضد تنظيم الدولة “داعش”، وقدرتنا على قيادة التحالف الدولي في هذه المنطقة. وأضاف: “في يناير الماضي، كان هناك عرض سخي من دولة قطر لتوسعة القاعدة العسكرية، ولا تزال المباحثات مستمرة، ونحن نقدر كل ما قدمته لنا الحكومة القطرية، وما ستقدمه مستقبلاً، والتفاصيل يجري العمل عليها حالياً، لكن أريد أن أؤكد أنه لم يكن يمكننا أن نكون هنا، بدون دعم الحكومة القطرية، وكل شيء زودتنا به، وكان مستحيلاً أن نقوم بما نقوم به، وبهذه الطريقة الفعالة، وكافة القادة في القاعدة ممتنون لهذه المنصة التي زودتنا بها قطر والتي تبقى شريكاً لا غنىً عنه للولايات المتحدة الأمريكية. وقال كليها: قاعدة العديد عنصر أساسي، ولم يكن ممكناً القيام بمكافحة التطرف والإرهاب في المنطقة، دون دعم الحكومة القطرية، من خلال قاعدة العديد الجوية. وكنا في القاعدة مع سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع لوضع حجر الأساس لمشروع توسعة قاعدة العديد الجوية، وما نأمل أن نراه في السنوات المقبلة هو تقوية العلاقات عبر قاعدة العديد، ولا يمكنني أن أتوقع أي شيء بخصوص عدد قواتنا هناك مستقبلاً، لكن ما يمكنني قوله إننا نقدر كل ما تقدمه لنا دولة قطر للتأكد من أن هذه المنشأة في أعلى درجات الجاهزية، وتقدم أعلى مستوى من الدعم للجهود العسكرية التي نقودها كقادة للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة “داعش”، والذي تعدّ قطر عضواً أساسياً فيه”.   الدعم القطري العسكري حاسم في تعزيز الاستقرار الإقليمي   حول التعاون في المجال العسكري، قال رايان كليها: “العلاقة العسكرية بين الولايات المتحدة وقطر هي الأقوى في تاريخ علاقاتنا.. حضرت حدثاً جديداً لبناء ثكنات جديدة للقوات الجوية الأمريكية وقوات التحالف المتمركزة في قاعدة العُديد الجوية، وهي جزء من مشروع توسّع يصل إلى عدة مليارات من الدولارات للقاعدة العسكرية.. ستوفر الثكنات الجديدة مزيداً من الراحة والمزايا للقوات الجوية الأمريكية والتحالف الذين يتناوبون عبر قاعدة العديد أثناء قيامهم بعمل يومي حيوي وينفذون عمليات لمحاربة داعش وتعزيز السلام والاستقرار في جميع أنحاء المنطقة”. وتابع: منذ عام 2003، استضافت قطر مقر القيادة المركزية الأمريكية والقيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية (افستنت) في قاعدة العديد الجوية والتي تعتبر أكبر منشأة عسكرية أمريكية في المنطقة. تتم استضافة أكثر من 13000 عضو في خدمة الولايات المتحدة والتحالف في قطر.. يعد دعم قطر للوجود العسكري الأمريكي أمراً حاسماً بالنسبة لمصالح الولايات المتحدة لتعزيز الاستقرار الإقليمي”. في سياق متصل، قال كليها: إنه خلال السنوات الثلاث الأخيرة، اتخذت العلاقات الأمنية بين البلدين بعداً جديداً، بشراء قطر معدات وأنظمة عسكرية بقيمة 26 مليار دولار، وهو استثمار ليس فقط في المعدات العسكرية، وإنما في استراتيجية العلاقات بين البلدين، لأنها تتضمّن برامج تدريب مستدامة للأفراد، مثل صفقة شراء ما بين 36 إلى 72 من مقاتلات (أف 15) خلال العام الماضي. معهد الدفاع لتعليم الإنجليزية يعزز قدرات الأفرادأكد القائم بالأعمال بالإنابة في السفارة الأمريكية أن تدشين معهد الدفاع للغات بالدوحة يوفر أفضل مدرسي اللغة الإنجليزية من الولايات المتحدة إلى الدوحة، لافتاً إلى أنه “لن تقتصر هذه الشراكة على تزويد دولة قطر بالمهارات اللغوية القيّمة فحسب، بل ستدعم أيضًا إمكانية التشغيل المتبادل بين الأطراف والسماح بفرص التدريب المشتركة في المستقبل”. وأضاف:“المركز سيساعد أفراد القوات المسلحة القطرية على تعلم اللغة الإنجليزية بسرعة، بما يمكنهم من حضور الدورات التدريبية في الولايات المتحدة .. وسيحقق هذا فارقاً كبيرا في زيادة وتسريع عدد القطريين الذين يخوضون هذه التدريبيات، وسيكون له تأثير كبير على التعاون بين البلدين”. الدوحة تستضيف النسخة الثانية من الحوار الإستراتيجي بين البلدينقال القائم بالأعمال بالإنابة الأمريكي إن علاقات التعاون بين قطر وأمريكا شهدت نمواً وتعزيزاً للشراكة على مر السنين، لا سيما في مجالات التعاون العسكري والأمني والاقتصادي والتبادل الثقافي والتعليمي. وشدد على أن العلاقة بين قطر والولايات المتحدة الآن أقوى من أي وقت مضى.. منوهاً بزيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى الولايات المتحدة في أبريل الماضي، وعقد سموه اجتماعاً ناجحاً ومثمراً مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما شهدت قطر أيضاً زيارة عدد من المسؤولين في الحكومة الأمريكية في العام الماضي مقارنة بعشر سنوات ماضية مجتمعة. وأضاف أنه كشهادة على هذه العلاقة الدائمة إقامة الحوار الإستراتيجي السنوي بين الولايات المتحدة وقطر الذي عقد في يناير من العام الحالي في واشنطن العاصمة.. وسوف يتابع بلدانا الالتزامات التي قطعناها، ونستكشف السبل التي يمكننا من خلالها مواصلة تعزيز وتعميق علاقتنا، وهذه المرة في إطار حوار استراتيجي ثنائي ثانٍ في الدوحة بعد نجاح النسخة الأولى التي انعقدت في واشنطن يناير الماضي.

مشاركة :