استضافت أبو ظبي أمس، قمة إماراتية ــ إثيوبية ــ إريترية توجت نجاح دولة الإمارات العربية المتحدة في تحقيق مصالحة تاريخية بين البلدين الأفريقيين، بعد قطيعة دامت بينهما نحو 20 سنة. وشارك في القمة الثلاثية ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ورئيس دولة إريتريا أسياس أفورقي، ورئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد. وقال الشيخ محمد بن زايد أن «الدور التوفيقي الذي قامت به الإمارات، بدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومساندة ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، في تسهيل التوصل إلى هذا التوافق التاريخي بين البلدين، نابع من إيماننا العميق بأهمية تغليب نهج التعاون والسلام والتسامح بين الأمم والشعوب، باعتباره الطريق الأمثل لتحقيق المصالح المشتركة وتعزيز مسيرة التنمية والرخاء للبشر جميعاً». وكان ولي عهد أبو ظبي قاد جهود الوساطة بين إثيوبيا وإريتريا من دون الإعلان عن تنفيذه هذا الدور. وأشاد محمد بن زايد بدور المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين في دعم كل الجهود لإحلال السلام وإرساء دعائم الاستقرار في المنطقة، بما يحقق حرية الملاحة والتجارة الدولية، ويعود بالخير على شعوب المنطقة وتنمية بلدانها. وأكد أن «وجود الرئيس أسياس أفورقي والدكتور أبي أحمد على أرض الإمارات، بعد خطوتهما الشجاعة والتاريخية بتطبيع العلاقات الإثيوبية - الإريترية، يحمل رسالة سلام وتسامح من أرض السلام والتسامح إلى المنطقة والعالم، ويؤكد مجدداً أن دولة الإمارات كانت وستظل دائماً وأبداً قوة سلام وتنمية واستقرار في منطقتها والعالم». إلى ذلك، منح رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الرئيس الإريتري ورئيس الوزراء الإثيوبيي «وسام زايد» تكريماً لجهودهما في إنهاء الصراع والخلافات بين بلديهما، وتقديراً لدورهما في حل النزاع وفتح آفاق جديدة للتعاون والتنسيق بينهما، والمساهمة في إحلال السلام وإرساء الاستقرار في المنطقة. وقلّد الشيخ محمد بن زايد كلاً من أفورقي وأبي أحمد «وسام زايد» الذي يعد أعلى وسام تمنحه دولة الإمارات لملوك الدول ورؤسائها وقادتها. وأعرب أفورقي وأبي أحمد عن «سعادتهما واعتزازهما بهذا الوسام الرفيع، مقدرين جهود الإمارات في دعم السلام والتنمية في بلديهما، ودورها الحضاري في مد جسور الصداقة والتعاون والسلام مع مختلف الدول». ووصفاً الإمارات بـ «النموذج الحضاري العالمي للسلام والأمان». «بيان مشترك» ودعت الأطراف الثلاثة المشاركة في القمة في بيان مشترك المجتمع الدولي إلى «دعم هذا الاتفاق التاريخي والبناء بين إثيوبيا وإريتريا، لتعزيز السلام والاستقرار والتنمية، بما ينعكس إيجاباً على شعبي البلدين وشعوب المنطقة». وأشارت إلى «ترحيب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بالخطوات الإيجابية في تحقيق السلام بين البلدين». وأشاد رئيس إريتريا ورئيس وزراء إثيوبيا بـ «حكمة خادم الحرمين، ومساهمة الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد في رعاية اتفاق السلام، والدفع به ليكون واجهة لعلاقات إيجابية ستعود بالنفع على الطرفين مباشرة وعلى القرن الأفريقي في شكل عام». وأكدا أن السعودية والإمارات بذلتا جهداً في متابعة خطوات المصالحة ضمن توجه البلدين الحكيم، لإرساء علاقات استقرار في المنطقة واحترام حسن الجوار.
مشاركة :