11 حارساً أجنبياً في الدوري السعودي

  • 7/25/2018
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

يُنتظر أن تحقق الأندية السعودية التي تلعب ضمن فرق دوري النجوم السعودي للمحترفين العلامة الكاملة في الاستعانة بحراس مرمى أجانب لمنافسات الموسم المقبل بعد أن كان العدد لا يتجاوز 10 أندية في الموسم المنصرم. فبعد أن نجح فريق الفتح في التعاقد مع الحارس الأوكراني ماكسيم كوفال ارتفع عدد الحراس الأجانب الذين تم تسجيلهم رسميا في صفوف الأندية إلى 11 حارسا، فيما يُتوقع أن ينهي النصر خلال الساعات القليلة المقبلة تعاقده مع الحارس الياباني الدولي إيجي كاواشيما ليصل العدد إلى 12 حارسا. ولم يشفع التألق الكبير الذي كان عليه الحارس الفتحاوي علي المزيدي في عدد من مباريات الفريق في الموسم الماضي وصموده 3 مباريات متتالية دون تلقي أي هدف في أن يتم الإبقاء عليه دون منافس حقيقي مع رحيل زميله العويشير. وأما الفيصلي الذي يعاني من مشكلات قديمة في حراسة المرمى، فعلى الرغم من تعاقده مع الحارس أحمد الكسار بشراء بقية عقده من نادي الاتفاق فإنه من غير المستبعد التعاقد مع حارس أجنبي. وأخيرا في نادي القادسية... هناك تحركات حقيقة وجادة للتعاقد مع حارس مرمى أجنبي، بل تم ذلك من خلال التوقيع المبدئي مع الحارس السوري إبراهيم عالمة قبل فسخ العقد وديا. وكان الهلال قد احتفظ بحارسه العماني علي الحبسي، كما احتفظ الشباب بحارسه التونسي فاروق بن مصطفى، والاتفاق بالحارس الجزائري رايس مبلوحي، فيما خطف الرائد حارس أحد السابق الجزائري عز الدين دوخة، وتعاقد جاره التعاون مع الحارس البرازيلي أنجوس، وضم الباطن أيضا الحارس البرازيلي أدريانو. أما الفيحاء فضم الكولمبي بونيا، وتعاقد أحد مع الحارس المغربي زهير عروبي، والوحدة مع الحارس المصري محمد عواد، وأخيرا الحزم مع الجزائري مليلك عسلة. ومع أن هناك حراساً على مستوى فني مميز في الأندية السعودية من المواطنين، إلا أن هناك من يرى التعاقد مع حراس مرمى، لما تفرضه دائما الحاجة، بل للابتعاد عن الضغوط وتلافيها في حال ارتكب أي من الحراس المحليين أخطاء مؤثرة تساهم في خسارة أي مباراة أو أكثر، ما جعل التعاقد مع الحراس أشبه «بالموضة»، وهذا ما يقع بالضرر الأكبر على الحراس السعوديين من خلال تراجع فرصهم في المشاركة بالقائمة الأساسية، ليس لتراجع مستوياتهم كما يرى مدرب الحراس للفئات السنية بنادي القادسية خليفة الكلبان. وهناك من يعترض على هذا الرأي، بالقول إن حارس المرمى السعودي يمكن أن يستفيد من قدرات الحارس الأجنبي في التدريبات اليومية والمباريات، كما يحصل في جميع خطوط الفريق، وذلك بحسب رأي المدرب طارق الذوادي الذي يتولى قيادة حراس فريق هجر، أحد أندية دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى التي سمح لها كذلك بالاستعانة بحراس مرمى أجانب لدوري الموسم الجديد، الذي سيحظى بالدعم الكبير في الموسم المقبل لجعله نواة، يمكن من خلالها صناعة المواهب السعودية وتأهيلها، لتكون قادرة على التواجد في دوري المحترفين، الذي يطمح المسؤولون السعوديون لجعله واحدا من أقوى 10 دوريات في العالم خلال السنوات القليلة المقبلة. ويرى المدرب الخبير عبد العزيز الخالد أن المشكلة الرئيسية ليست أن الأندية تعاقدت مع حراس مرمى دون حاجة فعلية لبعضهم، لكن بالقيام بالاختيار العشوائي لعدد من اللاعبين المحترفين الأجانب، بعد أن تم رفع العدد إلى 8 لاعبين، وكأن التعاقد مع هذا العدد من اللاعبين ضرورة يتوجب تحقيقها. وأضاف: «هناك أندية لديها حراس محليون على مستوى عالي، ومع ذلك حرصت على التعاقد مع أجانب، وهذا بكل تأكيد له سلبياته بحيث سيجامل الحارس الأجنبي في الغالب، وإن كان أداؤه أقل؛ لأن المدرب أو الإدارة ستخشى اللوم على إشراك الحارس الوطني الأكثر كفاءة، وإبقاء الحارس الأجنبي الذي كلف كثيراً على مقاعد البدلاء». وأشار إلى أن لكل قرار سلبيات وإيجابيات، ولذا لا يمكن النظر للأمور بكونها ليست إيجابية بالمجمل، بل يجب تحديد الأمور بكل واقعية بعيدا عن التحييز لهذا الرأي أو ذاك. وشدد على أهمية وجود دراسة متأنية واقعية لخبراء بشأن الفائدة التي جنتها الأندية من التعاقد مع 4 لاعبين أجانب، بما فيهم حارس المرمى قبل مواصلة زيادة المقاعد للاعبين الأجانب حيث إن على الأندية أن تأخذ الأمور من منظور مصلحتها وقدرتها على الإيفاء بالمصاريف المالية مع اتساع دائرة التعاقدات الأجنبية. ولم يخف تخوفه من وجود أضرار مستقبلية على بعض المراكز في الأندية السعودية، وتحديدا حراس المرمى، بعد أن اتضح جليا المعاناة السعودية في خط الهجوم في المونديال الأخير، نتيجة تفضيل الأندية التعاقد مع مهاجمين أجانب وتقليص فرص اللاعبين السعوديين. فيما بيّن رئيس لجنة المدربين السعوديين محمد الخراشي الذي يعد من أبرز المدربين الذين قادوا المنتخبات السعودية، ومدرب المنتخب الوطني، أن تطبيق القرار رفع من مستوى المنافسة وقوتها وسيقلب الموازين، ربما في حال استغلت الأندية هذا الجانب من خلال جلب حراس على مستوى فني عالي، وهذا سيشكل قوة ضاربة للفرق التي تجلب لاعبين أجانب مميزين في جميع خطوط الفريق. وشدد على أن المؤكد ارتفاع مستوى الدوري السعودي بشكل مؤكد، وسيكون هناك اهتمام جماهيري أكبر، ولذا يعتبر هذا القرار إيجابيا لمن يستغله فعلا من خلال جلب لاعبين على مستوى فني عال في جميع الخطوط، فعلى الأندية أن توازن بين المصاريف والمداخيل، لأن هناك تكلفة مالية على الأندية في حال جلب لاعبين جدد وفي حال التعاقد مع حراس مرمى من جميع الفرق، فهذا يعني أن الجميع بحث عن الاستفادة من هذا القرار الذي طبق منذ الموسم الماضي، لكن جميع الأندية لم تحرص على جلب حراس أجانب، وقد يكون توسيع دائرة اللاعبين الأجانب ورفع عددهم إلى 8 هو ما شجع الأندية على اتخاذ هذه الخطوات. أما الجانب السلبي فقد اعتبر الخراشي أهمها تقليص فرصة وجود الحارس السعودي الصاعد في التشكيلة الأساسية للفريق، وقد لا يجد فرصة في التواجد على مقاعد البدلاء، وكذلك الاعتماد بشكل كلي على النجوم البارزين والجاهزين، خصوصا أن هناك مواهب كانت تترقب الفرص للمشاركة مع فرقها، ومع الممارسة وكثرة المباريات تتطور مستوياتها الفنية، ولكن بكل تأكيد كل قرار له سلبيات وإيجابيات، والاستفادة من التجارب مطلوب. وأوضح أن وجود الحارس الأجنبي في جميع الأندية قد تكون له آثار سلبية تتعلق بالمنتخب الوطني حيث سيجد مدرب المنتخب عددا أقل متاحا من اللاعبين السعوديين لضمهم، خصوصا أن اللاعبين السعوديين لا يحترف منهم أحد في الخارج، ولذا يمكن أن يكون هذا القرار فرصة جيدة كذلك للاعبين السعوديين من أجل اتخاذ قرارات جريئة تتعلق بمستقبلهم. أما المدرب السعودي حمد الدوسري فأكد أن إيجابيات هذا القرار أقل من السلبيات لأن هذا سينفع أندية محددة وخصوصا الأندية الغنية ماليا، وسيضر أيضا في المقابل بقية الفرق، وكذلك اللاعبون، حيث ستقتل مواهب وطموحات كثيرة، ويمكن علاج ذلك بمساعدة اللاعبين على الاحتراف خارجيا. وبيّن أنه في عدد من الدول الأوروبية هناك عدد كبير من اللاعبين الأجانب في الفرق يفوق عدد اللاعبين المواطنين لدى هذه الدول، لكن الاختلاف أن هذه الدول التي تطبق قرار جلب عدد أكبر للاعبين الأجانب، لديهم في المقابل لاعبون محترفون في دول أخرى، ما يجعل الفائدة تتحقق بشكل أكبر. ما يعني أن زيادة عدد اللاعبين الأجانب في السعودية له جانب سلبي من الناحية الفنية. وأكد على أهمية أن يتم عمل مواز للاتحاد السعودي، من خلال مساعدة اللاعبين السعوديين، وتحديدا المواهب الشابة، على الاحتراف خارجيا، حتى يكون المردود إيجابيا، مستشهدا بالخطوات الجريئة التي قامت بها الهيئة العامة للرياضة فيما يتعلق بمساعدة لاعبين على الاحتراف الخارجي في الدوريات الأوروبية، وكان أثر ذلك إيجابياً في نهائيات كأس العالم الأخيرة بروسيا.

مشاركة :