احتجاجات عارمة في إيران جراء أزمة انقطاع الكهرباء ونقص المياه

  • 7/25/2018
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

طهران: فيروزه رمضان زاده* نشرت شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو يظهر فيها المحتجون في برازجان وهم يرددون «الموت للديكتاتور» و«لا تخافوا كلنا معاً». * خبراء إيرانيون: الركود في صناعة الكهرباء في البلاد مشكلة تعود جذورها إلى السنوات الماضية وبدأت نتائجها وتداعياتها تظهر رويداً رويداً. بالتزامن مع بداية الصيف وزيادة نسبة استهلاك الكهرباء تتعرض مدن وقرى كثيرة في إيران إلى حالات انقطاع التيار الكهربائي بشكل منتظم يمتد لساعات يومياً. وأعلنت الحكومة عن جدول زمني لساعات انقطاع التيار الكهربائي في طهران منذ 5 يوليو (تموز) وذلك بعد الاحتجاجات والاستياء العام بشأن وقوع حالات انقطاع متكرر وواسع وعشوائي للكهرباء في العاصمة. لم يثر الانقطاع المتكرر غضب المواطنين فقط بل أدى إلى استياء أصحاب المصانع أيضاً. وتواجه معظم المدن الإيرانية حالات انقطاع المياه وتوزيع حصص محددة من المياه بين السكان وذلك إلى جانب انقطاع التيار الكهربائي، حيث أدى انقطاع التيار الكهربائي إلى وقوع أزمة المياه في الكثير من المدن الإيرانية في الوقت الراهن. وطالب نحو 350 من المحتجين في مدينة برازجان الواقعة في إقليم بوشهر مساء الأحد 8 يوليو المسؤولين بإيجاد حلول عملية للقضاء على مشكلة نقص المياه وذلك خلال تجمع ثانٍ ينظمه المحتجون بسبب انقطاع الكهرباء في هذه المدينة. ونشرت شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو يظهر فيها المحتجون في برازجان وهم يرددون «الموت للديكتاتور» و«لا تخافوا لا تخافوا كلنا معاً». وسبق أن قامت مجموعة من المحتجين الغاضبين بسبب أزمة مياه الشرب في مدينة وحدتيه الواقعة في إقليم بوشهر في أواخر يونيو (حزيران) بإغلاق الطريق الرئيسي بين مدينتي بوشهر وشيراز لساعات كثيرة. ويواجه إقليم خوزستان أزمة حقيقية على غرار الأعوام السابقة، فالمشاكل التي يتعرض لها مواطنو الإقليم لا تقتصر على موجات الغبار والأتربة وأزمة البطالة وارتفاع درجات الحرارة فوق 50 درجة. فمياه أنابيب شبكة المياه العذبة في مدن الإقليم على غرار خورمشهر وأبادان أصبحت مالحة ولم يؤد اعتماد حلول مؤقتة على غرار توزيع المياه بشكل الحصص المحدودة وإغلاق الدوائر والمؤسسات الحكومية في الفترة الأخيرة إلى إزالة الأزمة. وقد وصلت نسبة الملوحة في المياه الصالحة للشرب في مدينتي أبادان وخورمشهر إلى مستويات غير مسبوقة ولم تعد هذه المياه صالحة للشرب. وبدأت الحركة الاحتجاجية على المياه غير الصالحة للشرب وانقطاع المياه في الكثير من مدن الإقليم منها خورمشهر وأبادان في أواخر يونيو. واستخدمت قوات النظام القوة والعنف لقمع المحتجين وأفادت مصادر محلية بأن القوات الأمنية أطلقت النيران باتجاه المحتجين. وتظهر مقاطع الفيديو في الشبكات الاجتماعية المحتجين في مدينة خورمشهر وهم يحملون زجاجات المياه البلاستيكية الفارغة ويرددون هتافات بالفارسية والعربية تقول: «لا نريد مسؤولين غير أكفاء» و«باسم الدين سرقونا الحرامية» و«قائم المقام، اغرب عن وجهنا». ويسمع في الكثير من مقاطع الفيديو التي انتشرت في الشبكات الاجتماعية حول الاحتجاجات التي اندلعت في خورمشهر في مساء 30 يونيو الماضي دوي إطلاق النار وتظهر هذه المقاطع إطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين. وفي الوقت الذي لا توجد إحصائيات دقيقة عن القتلى والمصابين بالاحتجاجات الأخيرة في خورمشهر فإن القنوات التليغرامية التابعة لنشطاء عرب تشير إلى مقتل شاب وإصابة 5 آخرين. هذا في الوقت الذي ما زال الاستياء والتجمعات الاحتجاجية على أزمة المياه أمام مؤسسة المياه ومبنى قائمقامية مدن كثيرة على غرار أبادان وخورمشهر مستمرة. يحتوي إقليم خوزستان على 30 في المائة من مخزون المياه الإيرانية غير أن نسبة ملوحة الماء في مدن الإقليم بلغت 3 أضعاف الأقاليم الأخرى. ويقول خبراء الزراعة إن المياه المالحة تلحق خسائر جسيمة بأشجار النخيل والقرعيات. وأفادت الوكالة الطلابية للأنباء (إيسنا) بأن التقديرات تشير إلى أن مناطق على غرار أصفهان وميناء عباس وبوشهر وشيراز وكرمان ومشهد وكل مدن إقليمي أصفهان ويزد ستتعرض إلى أزمة المياه بشكل أكبر من بقية المناطق مما يبدو أنها ستواجه أزمة مياه كبيرة خلال الصيف. وصرح وزير الطاقة الإيراني رضا أردكانيان بأن نحو 300 مدينة وقرية إيرانية يبلغ تعدادها 17 مليون شخص تتعرض لأزمة المياه. ويواصل المسؤولون تحذير المواطنين بشأن زيادة استهلاك الكهرباء. فيما بلغت نسبة استهلاك المياه والكهرباء مستويات جنونية ووصلت إلى 3 أضعاف المعدل العالمي حسب مدير إدارة توزيع الكهرباء في طهران. وحذر مسؤولو وزارة الطاقة من إمكانية استمرار انقطاع الكهرباء خلال السنوات المقبلة في حال عدم انخفاض نسبة استهلاك الكهرباء. وقال مسؤول بارز في وزارة الطاقة وهو همايون حائري: «ستستمر حالات انقطاع الكهرباء خلال السنوات الأربع المقبلة لتشمل مناطق أكثر ولفترات أطول في حال استمر نمو نسبة استهلاك الكهرباء وعدم توفيرها». وصدّقت الحكومة في مايو على مشروع يقضي بزيادة أسعار المياه والكهرباء بنسبة 7 في المائة. هذا وأدى نقص الأمطار إلى انخفاض إنتاج الكهرباء من المولدات الكهرومائية بنسبة تتراوح بين 3 إلى 4 آلاف ميغاوات حيث توقف الإنتاج في 50 في المائة من المولدات المائية في الوقت الراهن. يقول الخبراء الإيرانيون إن الركود في صناعة الكهرباء في البلاد مشكلة تعود جذورها إلى السنوات الماضية وبدأت نتائجها وتداعياتها تظهر رويدا رويدا. وتمثل الديون المستحقة على القطاع الحكومي لصالح المقاولين إحدى المشاكل الرئيسية لصناعة الكهرباء في إيران. هذا ما أكد عليه نائب رئيس هيئة الإدارة في نقابة الكهرباء في إيران بيام باقري قائلا: «إن رصيد وزارة الطاقة سلبي دوماً». وأضاف: «على سبيل المثال، فإن هناك ديوناً مستحقة بقيمة 30 ألف مليار تومان على وزارة الطاقة لصالح مقاولي القطاع الخاص». وتابع: «لم ينفذ 300 مشروع كهربائي في العام الحالي (بدأ في 21 مارس/ آذار) لأن القطاع الخاص لا يستطيع دفع كلفة هذه المشاريع التي ترتبط كلها بخدمات المقاولين الكهربائيين». وهذا ما أكد عليه المتحدث باسم لجنة الطاقة البرلمانية أسد الله قره خاني قائلا: «ما لم يتول القطاع الخاص مسؤولية بناء محطات توليد الكهرباء ولم تناقش الحكومة والبرلمان سياسات التسعير ولم يتم دفع ديون المقاولين والجهات المنتجة للكهرباء فإن مشاكل قطاع الكهرباء ستتفاقم». من جهة أخرى، أدى انقطاع التيار الكهربائي في المناطق الكثيرة في البلاد وانخفاض توليد الكهرباء في المولدات الكهرومائية إلى انخفاض تصدير الكهرباء إلى دول الجوار ومنها العراق وأفغانستان. وأعلنت وكالات الأنباء الإيرانية في 4 يوليو عن زيادة حجم ديون العراق لصالح إيران والتأخر في دفع الديون حيث توقف تصدير ألف ميغاواط من الكهرباء من إيران إلى العراق. وأوقفت إيران تصدير الكهرباء إلى العراق في مارس 2017 وذلك بسبب انتهاء مدة العقد وتأخر العراق في دفع ديونه إلى إيران. وصرح مدير شركة مديرية شبكة الكهرباء الإيرانية همايون حائري العام الماضي بأن حجم تصدير الكهرباء من إيران إلى دول الجوار بلغ ضعفي الواردات غير أن حجم تصدير الكهرباء ما زال قليلا. ونشرت وزارة الاقتصاد تقريراً في الشتاء الماضي أعلنت فيه عن انخفاض حجم تصدير الكهرباء من 9879 مليون كيلوواط ساعة في 2016 إلى 7580 مليون كيلوواط ساعة في 2017. وتشير هذه الإحصائيات إلى انخفاض حجم صادرات النفط الإيراني بنسبة 23 في المائة على الأقل خلال العام الماضي. ويتم تصدير الكهرباء من إيران إلى تركيا والعراق وباكستان وأفغانستان في الوقت الراهن.

مشاركة :