بعد ثورة يوليو 1952 آلت غالبية القصور الملكية إلى الدولة، من بين تلك القصور كان "قصر الأمير يوسف كمال" الذي صار أيقونة لثورة يوليو بسبب فيلم رد قلبي، ولأن سيرة صاحبه أيضًا من بين السير العظيمة فرغم انتمائه للعائلة المالكة إلا أنه رفض الحكم ودافع عن ثورة 1919 وقدم لمصر الكثير.كان الأمير «كمال» يتميز بشخصية قوية، ويبدو أن ثراءه ونفوذه خلقا له حالة من الاستقلال والقوة، فأصبح لا يخاف من أي شخص في السلطة، وكان واحدا ضمن أفراد الأسرة المالكة معارضة وقوة، لدرجة أنه أعلن تأييده لثورة 1919 ضد الإنجليز والقصر، لسببين، أولهما حبه للوطن، وثانيهما، كرهه للملك فؤاد الأول، لأنه بعد تخلي الأمير كمال بن حسين كامل عن العرش. كان من المفترض أن يتربع الأمير «كمال» على عرش مصر، لكن الإنجليز كانوا يعترضون على توليه الحكم، لأنه وطني وقوي ولا يأبه لأحد وخافوا أن تتكرر تجربتهم السيئة مع عباس حلمي الثاني، لذا تدخلوا لتولي فؤاد الحكم في عام 1917، وإبعاد «كمال» الذي لم يأبه للأمر، وبدأ يركز على العمل العام.أما عن قصر الأمير يوسف كمال فوفقًا لموسوعة الآثار المصرية يعتبر:"واحدًا من أجمل قصور أسرة محمد علي، إذ إن صاحبه الأمير يوسف كمال فهو مؤسسة مدرسة الفنون الجميلة وجمعية محبي الفن لذا بنى القصر بنظام يمزج بين العمارة الأوروبية والشرقية العربية الإسلامية 1908". وتضيف الموسوعة:" استغرقت البناء 13 عامًا، يحيط بالقصر حديقة مساحتها 12 ألف فدان من الأشجار والزهور، عن التصميم المعماري فهو طراز أوروبي يرجع إلى عصر النهضة بداية من واجهة القصر الرئيسية ، فالأعمدة والزخارف النباتية تظهر فيها التأثيرات الغربية.وتتابع الموسوعة :"القبة المفتوحة أعلى العقد التي تبدو أقرب إلى قرص الشمس حينما تتسع بأنوارها على الكون .وفي الواجهة الرئيسة سلم خارجي ذو تصميم مبتكر ، إذ يسبقه شكل دائري يشبه حوضا للزرع، ويعلوه شكل دائري أخر يلتقي عنده طرفا السلم الخارجي". ونظرًا لأن الأمير يوسف كمال أشتهر بالصيد فقد تحول هذا القصر إلى متحف عقب ثورة 1952، إذ كان غنيًا بالحيوانات المحنطة التي اصطادها أثناء رحلاته إلى أفريقيا، وتغطى الجدران بأقمشة ذات ألوان وزخارف متكررة تحيط بها إطارات خارجية يوجد فيها أعمدة خشبية فيها مسارات فنية ، ويتصدر القاعة عقد بتصميم متميز يحيط بإحدى نوافذ القاعة، وتوجد مدفأة من الرخام وأعلاها دوائر تحيط بها إطارات مذهبة إلى جانب الأشكال الزخرفية المتعددة ، ويلي القاعة قاعة طعام وهي تمثل فخامة قاعات القصور الكبرى. وعن القصر فتم تصوير العديد من الأفلام به لعل أهمها رد قلبي بالإضافة إلى مسلسلات "ولاد آدم، وصديق العمر، والجماعة، والسيدة الأولى"، إلى جانب فيلمي "جواز بقرار جمهوري، وحرامية في تايلاند"، علاوةً على عدد كبير من الأغاني.
مشاركة :