تعمل «حركة النهضة» ذراع جماعة الإخوان فى تونس منذ عام تقريبًا؛ للسيطرة على الانتخابات التشريعية المقبلة، خاصةً بعد فوزها فى الانتخابات البلدية بنسبة ٢٧٪، وهى نسبة كبيرة فى الانتخابات التونسيَّة، كما ترتب نفسها تنظيميًّا لاكتساح المشهد السياسى من جديد، والوصول للرئاسة مثل حدث عام ٢٠١١.وعلى خطى إخوان تونس، تدرس «حركة مجتمع السلم» الذراع الإخوانية فى الجزائر، المعروفة بـ«حمس»، فكرة تقديم مرشح عنهم فى الانتخابات الرئاسية المقبلة؛ إذ يلعبون على وتيرة الاحتجاجات الشعبية التى شهدتها الجزائر فى الفترة الأخيرة، وتستغلها لمهاجمة الحكومة، ومحاولة كسب ود الشعب، والظهور بمظهر المدافع عن حقوقهم؛ تمهيدًا للوصول للسلطة.وقدم «إخوان الجزائر» مرشحًا للرئاسة من الجماعة للمرة الأولى عام ١٩٩٥ فى عهد التعددية السياسية؛ حيث رشحت مؤسس «حركة مجتمع السلم» محفوظ نحناح، ولكنه فشل، كما دعمت الجماعة الرئيس الحالى عبدالعزيز بوتفليقة فى انتخابات عام ١٩٩٩، وفى ٢٠٠٤، وفى ٢٠٠٩ أيضًا.وبعد أن قاطع «الإخوان» انتخابات ٢٠١٤، يسعون حاليًّا للتمكين فى انتخابات ٢٠١٩، سواء بتحقيق توافق بالحصول على عدد من الوزارات فى الحكومة، أو من خلال تقديم مرشح مستقل.وفى مطلع يوليو الحالى، قال عبدالرزاق مقرى، رئيس «حركة مجتمع السلم»: إن حركة «حمس» معنية بانتخابات الرئاسية المقبلة، المقرر إجراؤها فى ٢٠١٩، مشيرًا إلى أن مجلس الشورى سيحدد كيفية المشاركة قريبًا.وأوضح «مقري»، أن الحركة لا تسعى للسلطة، ولكنها تسعى لمصلحة الشعب الجزائرى، وحضور الحركة فى الحكومة لا بد أن يكون قويًّا، مضيفًا: «ماذا نفعل بوزير أو وزيرين فى الحكومة».تصريح «مقري»، يكشف عن سعى الذراع الإخوانية فى الجزائر إلى التمكين، سواء بالدفع بمرشح للرئاسة، أو تحقيق التوافق للحصول على الأغلبية فى الحكومة المشكلة، كما أن الحركة وضعت خطتين للعمل وفق إحداهما، إما بتحقيق وفاق وطنى بين الأحزاب وبمشاركة الحركة فى ذلك الوفاق، أو بدفع الحركة لمرشح عن الحركة قادر على مواجهة التحديات التى تواجهها الجزائر، أو بمقاطعة الانتخابات إذا فشل الاتفاق، وسعى «بوتفليقة» لولاية خامسة فى ظلِّ الظروف الصحية التى يمرُّ بها، أو الأزمة الاقتصادية التى تواجهها الجزائر.وفى الوقت الذى تركز فيه «حمس» جهودها ناحية التوافق، صرحت أن عودة «إخوان تونس» -متمثلين فى حزب النهضة- للمشهد يشير لتمكين الإخوان من جديد، ما يوضح أن تجربة النهضة شجعت «حمس» لإعادة هيكلة الخارطة السياسية التى تطرحها، وبدأت سلسلة من الاتصالات مع الساسة لتحقيق توافق ما، مثلما فعلت «النهضة» مع حزب «نداء تونس»، لتتخلى بعد ذلك النهضة عن التوافق وتطيح بنداء تونس.وفى إطار خطة «حمس» لتحقيق توافق مع الحكومة، يسعى «مقري» إلى لعب دور الوسيط التوافقى بين عدد من الأحزاب، أهمها أحزاب المعارضة المهمشة منذ فترة طويلة؛ إذ قال: «رغم هجوم تلك الأحزاب على حركة حمس المتواصل خلال الفترة الماضية، فإن الحركة لا تسعى سوى لمصلحة البلاد وعفا الله عما سلف».وعلى صعيد متصل، أكد عدد من المراقبين، أن «إخوان الجزائر» تعمل بخُطى محسوبة، ولا تضع كل حلولها ومحاولاتها على الساحة السياسية، وحاليًّا تسعى لبناء قاعدة لها بعدم طرح نفسها مباشرة، وتحاول البروز بشكل الساعى للتوافق، خصوصًا أنها تتواصل مع أحزاب ليس لها حضور فى الشارع.وأوضح المراقبون أن إشارة «حمس» لإخوان تونس فى أكثر من موضع، يؤكد اتخاذها من تونس مثالًا يحتذى به، ومن الممكن أن تدفع بمرشح توافقى لضمان وجود قوى وتمثيل وزارى فى خطة صعود هادئ للحكم، تيمنًا بما حققه فرع الإخوان فى الجارة تونس من نجاحات.
مشاركة :