رغم الرسائل المتناقضة التي يبعثها من آن لآخر، سيكون لدى الأرجنتيني دييغو سيميوني المدير الفني لفريق أتليتكو مدريد الإسباني لكرة القدم في الموسم المقبل «أعظم» فريق على مدار مسيرته مع النادي المدريدي.ويخوض أتليتكو الموسم الجديد بفريق قادر على المسابقة يمنح سيميوني الفرصة للعودة إلى التفكير في تحقيق طموحاته الكبيرة والمنافسة على لقب دوري الأبطال الأوروبي الذي تقام مباراته النهائية هذا الموسم على استاد الفريق في العاصمة الإسبانية مدريد.وعقد سيميوني صفقة جديدة أمس لتدعيم صفوف فريقه بضم الجناح البرتغالي جيلسون مارتنز في صفقة انتقال مجاني.وقال سيميوني من سنغافورة حيث يعسكر فريقه استعدادا للموسم الجديد: «شاهدناه (مارتنز) على مدار العام الماضي وتابعناه في الدوري الأوروبي، سيجلب لنا قوة إضافية في الناحية اليمنى من الهجوم ويمكن أن يلعب ضمن ثلاثي المقدمة».وفسخ مارتنز عقده مع نادي سبورتنغ لشبونة البرتغالي الشهر الماضي ليصبح واحدا من بين تسعة لاعبين تركوا الفريق عقب هجوم شنه مشجعون مقنعون على المعسكر التدريبي في مايو (أيار) الماضي. وكان بعض أفراد الجماهير يحملون العصي ليصاب المهاجم الهولندي باس دوست ويتم تخريب غرفة خلع الملابس. وجاءت تلك الأحداث في نهاية موسم مضطرب لسبورتنغ الذي أنهى الموسم الماضي بالمركز الثالث في الدوري البرتغالي الممتاز وبلغ دور الثمانيةللدوري الأوروبي حيث خسر الفريق 2 - 1 في مجموع المباراتين أمام أتليتكو الذي فاز باللقب في النهاية، ولعب مارتنز في المباراتين.وذكر بيان صادر عن وصيف بطل دوري الدرجة الأولى الإسباني الموسم الماضي: «توصل فريقنا لاتفاق مع جيلسون مارتنز ليصبح لاعبا جديدا في صفوف أتليتكو... وقع اللاعب البرتغالي الذي انضم في صفقة انتقال مجاني على عقد لمدة ستة مواسم».وأضاف سيميوني: «سعداء بانضمامه وسنحاول دمجه معنا في أسرع وقت ممكن وسنرى أين سيكون موقعه مع الفريق».وخاض مارتنز 19 مباراة مع البرتغال وكان جزءا من تشكيلة الفريق في نهائيات كأس العالم في روسيا وشارك كبديل في اللقاء الذي انتهى بالفوز على المغرب 1 - صفر في دور المجموعات. ومارتنز هو خامس لاعب ينضم لأتليتكو في فترة الانتقالات الصيفية الحالية.وفي مقابلة نشرتها مجلة «ذي كوتشز فويس» الأسبوع الماضي، قال سيميوني: «ليست لدينا خيارات إنفاق 150 أو 200 مليون يورو للتعاقد مع لاعب. ولهذا، نحاول أن نكون مبتكرين. ونحرص على أن نتذكر رغبتنا في جعل الفريق أفضل والأجزاء التي نحتاج إلى تدعيمها لتطوير الفريق».وسرعان ما أصبحت هذه التصريحات «اتجاها شائعا» دون أن يراجع أحد استثمارات أتليتكو في ضم لاعبين جدد مقارنة بما يحدث في ريال مدريد وبرشلونة.وأنفق أتليتكو 90 مليون يورو (105 ملايين دولار) الموسم الماضي لضم دييغو كوستا وفيتولو، ثم أنفق النادي المدريدي مبلغا كبيرا في الموسم الحالي لضم عدد من اللاعبين في مقدمتهم الفرنسي توماس ليمار مقابل 65 مليون يورو لتصبح أغلى صفقة في تاريخ الفريق وأهم صفقة حتى الآن في موسم الانتقالات الحالي بإسبانيا.وإضافة لهذا، ضم أتليتكو لاعب الوسط الإسباني رودري مقابل 20 مليون يورو بخلاف تعاقده مع لاعب الوسط البرتغالي جيلسون مارتينز من سبورتنغ لشبونة البرتغالي في صفقة انتقال حر. ولا تقتصر قوة أتليتكو على اللاعبين الذين تعاقد معهم هذا الصيف وإنما يمتلك الفريق الكثير من اللاعبين المتميزين في صفوفه، وخضع الكثير منهم لإعادة التقييم في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا وكان أبرزهم الفرنسي أنطوان غريزمان الذي قاد منتخب بلاده للفوز بلقب المونديال الروسي ويطمح الآن إلى الفوز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم هذا العام.وبذل أتليتكو جهدا كبيرا للاحتفاظ بغريزمان ضمن صفوفه ومنع انتقاله لبرشلونة وذلك برفع راتبه إلى 25 مليون يورو سنويا ليصبح ضمن أعلى عشرة لاعبين في العالم من حيث الراتب.كما حافظ أتليتكو على حارس مرماه المتألق يان أوبلاك والمدافع دييغو جودين كما يوجد إلى جواره زميله في دفاع منتخب أوروغواي خوسيه ماريا خيمينيز.ويضاف إليهم لاعبان تألقا خلال المونديال الروسي وهما الكرواتي سيمي فيرساليكو والفرنسي لوكاس هيرنانديز.وقد يكون أتليتكو بحاجة إلى ضعف عدد المراكز في خط وسط الفريق ليمنح الفرصة لهذا العدد الكبير من النجوم لديه للمشاركة والتألق مع الفريق.وضم أتليتكو إلى هذا الخط كلا من رودري وجيلسون مارتينز كما يضم هذا الخط كلا من توماس ليمار وكوكي وساؤول نيجويز. ومع وجود ليمار، أصبح لدى أتليتكو الحلقة التي يمكنها ربط الوسط بنجمي الهجوم غريزمان ودييغو كوستا.ورغم رحيل فيرناندو توريس عن صفوف الفريق واحتمالات لحاق كل من كيفن غاميرو ولوسيانو فيتو به إلى خارج الفريق، قد ينجح مسؤولي أتليتكو في تدعيم خط الهجوم بإضافات أخرى مثل الفرنسي أوليفيه جيرو والكرواتي نيكولا كالينيتش.وبلا شك في أن هذا هو المشروع الأكثر طموحا لدى أتليتكو على مدار تاريخ الفريق. ومن المؤكد أيضا أن الهدف الأساسي للفريق هذا الموسم سيكون بلوغ المباراة النهائية لدوري الأبطال الأوروبي والتي تقام على ملعبه باستاد «ميتروبوليتان واندا» في أول يونيو (حزيران) 2019.
مشاركة :